الأمن الروسي يقتحم مبنى قناة تابعة لتتار القرم

سيمفروبل- اقتحم أفراد من خدمة الأمن الاتحادية الروسية (FSB)، الإثنين، مبنى قناة (ATR) التابعة لتتار القرم والتي أوقفت بث برامجها في وقت سابق في شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا إلى أراضيها العام الماضي.

ودخل جنود روس وعناصر من خدمة الأمن إلى حديقة القناة ولم يسمحوا لأحد بالدخول إلى المبنى.

وأعلن فرع سيمفروبل لخدمة الأمن الاتحادية الروسية، في بيان أن عملية الاقتحام جاءت على خلفية دعوى قضائية رفعت بتاريخ 22 أكتوبر الماضي بحق مالك القناة التتري، لينور أسلاموف، مضيفا أن عمليات دهم أخرى نُفذت لمنزل الأخير في موسكو ومنزلي زوجته ووالده في شبه الجزيرة.

وكانت السلطات الجديدة في القرم اقتحمت العام الماضي مقر تلفزيون (ATR) التابع لأتراك شبه الجزيرة، ووضعت يدها على جميع الأجهزة وأحجمت عن منحهم تصريحا للبث، الأمر الذي أجبرهم على وقف عملهم في أبريل العام 2014.

وفي أبريل العام الماضي، منعت السلطات الجديدة زعيم تتار القرم وعضو البرلمان الأوكراني مصطفى عبدالجميل قرم أوغلو من دخول القرم التي ولد فيها، كما طبقت نفس الحظر لاحقا على رئيس المجلس الوطني لتتار القرم رفعت تشوباروف وأوقفت نشاطات المجلس.

وكانت منظمة العفو الدولية أتهمت السلطات الروسية في القرم في وقت سابق، بارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، موضحة أن "الحكومة الحالية في شبه جزيرة القرم تشيع جوا من الخوف".

وينتمي تتار القرم إلى مجموعة عرقية تركية تعتبر شبه جزيرة القرم موطنها الأصلي، وتعرضوا إلى عمليات تهجير قسرية نحو سيبيريا في وسط روسيا ودول آسيا الوسطى الناطقة بالتركية التي كانت تحت الحكم السوفييتي آنذاك، وصودرت بيوتهم وأراضيهم في عهد الزعيم السوفييتي جوزيف ستالين بتهمة الخيانة العام 1944، لتوزع على العمال الروس الذين تم جلبهم وتوطينهم في شبه الجزيرة ذات الموقع الاستراتيجي الهام شمال البحر الأسود.

وأدت عمليات التهجير القسرية إلى أحداث مأساوية قضت على حياة 300 ألف من تتار القرم أثناء نقلهم في عربات القطارات خلال عمليات التهجير.