محللون: حسابات أردوغان السياسية قصيرة النظر
محللون: حسابات أردوغان السياسية قصيرة النظرمحللون: حسابات أردوغان السياسية قصيرة النظر

محللون: حسابات أردوغان السياسية قصيرة النظر

أكد محللون سياسيون أن حسابات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، هي حسابات قصيرة النظر، معتبرين أن الاستقطاب الشديد والخطب التي تلعب على مشاعر الخوف عند ناخبيه هي التي سمحت له بالفوز مرة أخرى في الانتخابات، إلا أن هذا الفوز قد يجعل ممارسته للسلطة أكثر صعوبة وتعقيداً، ما يؤدي لتجميد سياسة حكومة "العدالة والتنمية" مستقبلاً.

وفي تحليلها تقول صحيفة "لبيراسيون" الفرنسية أنه حتى وإن كان مدعوماً، من قبل الأوروبيين الذين يخشون زعزعة استقرار البلاد، وزيادة تدفق اللاجئين السوريين نحو الاتحاد الأوروبي، فإن مصداقية أردوغان بين الأوروبيين وواشنطن ستنحدر بعد هذه الانتخابات إلى أدنى مستوياتها.

وتضيف "لبيراسيون"، استناداً إلى تقرير التقييم السنوي للمفوضية الأوروبية، أنه بعد أن تمت الإشادة به لزمن طويل كمُصلح وصانع لـ "نموذج تركي" يجمع بين الإسلام والديمقراطية والديناميكية الاقتصادية، فقد أصبح يُنظر إلى أردوغان كزعيم استبدادي على نحو متزايد، محاطاً بالفاسدين والأقارب، يهاجم حرية الصحافة، ويراجع الفصل بين السلطات واستقلال القضاء، خاصة بعد احتجاجات "جيزي" الكبرى في ربيع 2013 والقمع الذي مورس ضدها.

وتشير الصحيفة إلى أن التقرير المذكور قد أحيل إلى ما بعد الانتخابات، بغرض عدم إزعاج أردوغان.

وطوال الحملة الانتخابية، ظل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يردّد نفس الرسالة، ويلوح بخطر الفوضى التي لا يمكن لأحد مواجهتها سوى "حكومة حزب واحد"، ألا وهي حكومة حزبه "العدالة والتنمية" الذي يتزعم السلطة منذ عام 2002.

ولم تعد ولاية أردوغان الذي انتخب رئيساً منذ الجولة الأولى في أغسطس 2014 مع 51.8٪ من الأصوات، في خطر، وكذلك مستقبله السياسي ومصير البلاد.

ويرى المحللون أن "السلطان الجديد"، كما يسميه خصومه، فاز برهانه فوزاً كبيراً، لقد فاز حزب "العدالة والتنمية" بالأغلبية، أي بأكثر من 50٪ من الأصوات، وفقاً لتقديرات ثلثي الأصوات، مضيفاً لرصيده 10 نقاط على حساب "حزب اليمين القومي".

ويقول محللون إن الرئيس أردوغان سياسي هائل، يتقن فن استشعار نبض الرأي العام، فهو يعرف أحسن من كل منافسيه كيف يختار الكلمات التي تلامس الحشود، وكيف يمزج الخطاب السياسي بالخطاب الديني.

مشاعر الخوف

ويؤكد المحللون أن أردوغان يلعب أيضاً على مشاعر خوف الناخبين من أن يهمشوا مرة ويحرموا من ممارسة معتقداتهم الدينية كلبس الحجاب، كما كان الأمر سائداً في حقب سابقة كانت المطالبات بعودة النهج العلماني، الذي أسسه أتاتورك على أنقاض الإمبراطورية العثمانية، تتم بصوت عال.

وفي تحليله يقول مندريس سينار، أستاذ العلوم السياسية في جامعة باسكنت في أنقرة: "أردوغان وحزب العدالة والتنمية، احتلوا الدولة خلال الثلاثة عشر عاماً في السلطة، لكنهم لم يُحوّلوها إلى دولة ديمقراطية، وأنصارهم يخشون إن فقدوا السلطة، من أن يعود كل شيء كما كان من قبل".

حلم مكسور

ويقول المحللون إن مجتمع الأعمال، وجزء كبير من النخبة في البلاد، لم يخفوا رغبتهم في إنشاء "ائتلاف كبير" مع الحزب الاجتماعي الديمقراطي المعارض، لتهدئة الأرواح وإحياء طريق الإصلاح، ولكن هذا الحلم دُفن في الوقت الحالي.

والحال أن التوترات المتراكمة، وزيادة الكراهية ضد نظام أردوغان قد تؤدي في المدى المنظور إلى احتجاجات اجتماعية واسعة، على الرغم من مخاوف الرأي العام المتزايدة.

ولعل أصعب وأعظم المخاوف، وأكثرها قابلية للانفجار، هي المخاوف المرتبطة بالمسألة الكردية أساساً، فحزب الشعوب الديمقراطي، وهو الحزب الموالي للأكراد، والواجهة السياسة للعصابات التي أصبحت حركة متطورة تمثل جميع الأقليات وجميع التنوعات أضحى - كما تمنت السلطة تماماً – الضحية الأولى لاستئناف القتال بين حزب العمال الكردستاني والشرطة، والتي أسفرت عن 400 قتيل منذ (يوليو/ تموز)، فمع حصوله على 10،4٪ من الأصوات بالكاد يظل في البرلمان.

انسداد القضية الكردية

ويرى المراقبون أن القتال في الجنوب الشرقي من المرجح أن يتفاقم في الأشهر المقبلة، فعملية السلام التي انطلقت قبل عامين في مفاوضات مباشرة مع عبد الله أوجلان، زعيم المتمردين، توقفت ثم ماتت، ولن يكون استئنافها سهلاً، فالأكراد لم يعودوا يثقون في أردوغان، كما يشهد على ذلك انهيار حزب "العدالة والتنمية" في مناطق الجنوب الشرقي.

ويقول قدري غورسيل، رئيس التحرير السابق للسياسة الخارجية في صحيفة "ميليت"، والذي أقيل من منصبه لانتقاده الرئيس أردوغان على تويتر: "لقد تغير الوضع تماماً، والقضية الكردية صارت أكثر إقليمية، ويستحيل أن يعود حزب العمال الكردستاني مباشرة، أو بصورة غير مباشرة، إلى طاولة المفاوض.

الأكثر قراءة

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com