جنوب السودان... من الاستقلال إلى كابوس الحرب
جنوب السودان... من الاستقلال إلى كابوس الحربجنوب السودان... من الاستقلال إلى كابوس الحرب

جنوب السودان... من الاستقلال إلى كابوس الحرب

إرم- منذ الاحتفال باستقلال جنوب السودان عن الشمال عام 2011، يصف مراقبون الأوضاع السياسية والاقتصادية بالصعبة ،  ففي هذا البلد الذي تبلغ مساحته مساحة موازية لفرنسا، اشتعلت الحرب الأهلية فيه في ديسمبر 2013 وأدت إلى مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص، وتشريد 2.2 مليون آخرين، من مجموع السكان البالغ عددهم 11.5 مليون باتوا مهدّدين جميعهم بالمجاعة.

تتساءل صحيفة لوموند الفرنسية في افتتاحيتها ، مَن يستطيع وقف الدوامة الجهنمية التي تجر جنوب السودان إلى الحرب الأهلية والمجاعة؟

الاتحاد الأفريقي الذي ليست هذه الحرب أول حرب قذرة يشهدها أبدى قلقه الشديد قبل أيام قليلة، إذ جاء في تقريره الصادر عن الحال في الجنوب وصفا دمويا للأوضاع هناك اذجاء  في التقرير ان المقاتلين يجبرون المدنين على شرب الدم، وأكل اللحم البشري المحترق لضحايا طائفتهم، وذبح الأطفال، والاغتصاب الجماعي، وأعمال لاإنسانية أخرى مفرطة ضد السكان.

ويضيف التقرير أنه حتى هذه الساعة ذهبت كل جهود الوساطات الدولية أدراج الرياح، وقد وُقّعت ثماني اتفاقيات لوقف إطلاق النار في أربعة عشر شهرا من الصراع.

وكان آخر التزام من "مُروجي الموت " يعود إلى شهر أغسطس، حيث كان هذا الالتزام "اتفاق سلام" ينص على وقف إطلاق النار "الدائم"، واقتسام السلطة مع المتمردين، ونزع السلاح في العاصمة ، لكن كل ذلك بقي حبرا على الورق.

ويقول الباحث أندرو ناتسيوس في تحليله لسرّ هذا الفيض من العنف أن "لعبة التضامن الإقليمي والقبلي والعشائري أحدثت الصدام الدموي بين أعضاء قبيلة الدينكا التابعة للرئيس سلفا كير وبين قبيلة النوير التابعة لرياك مشار، نائب الرئيس السابق، الذي أصبح أسوأ عدو له، والشخصية البارزة في التمرد، ومع ذلك فهذا الصراع لم يكن في البداية صراعا قبليا".

نظام مهووس بالاختلاس

وصفت منظمة ذي سانتري The Sentry، وهي منظمة غير حكومية لمكافحة الفساد، جنوب السودان، حديث الولادة، بأنه بلد دُمِّر من الداخل من خلال "نظام مهوس بالاختلاس.

وتضيف المنظمة ان نُخب هذا البلد، وعلى رأسهم  سلفا كير ورياك مشار – نهبوا مليارات الدولارات من المساعدات الدولية والنفط، المصدر الوحيد تقريبا لدخل البلد، فهذه الحرب أيضا حرب الأنانية والمال والفائدة، أكثر مما هي حرب أهداف سياسة وطنية يصعب الكشف عن ملامحها الحقيقية.

وتضيف الصحيفة أنه يجب البحث عن الأسباب أيضا في طموحات الجيران الأقوياء - إثيوبيا وأوغندا والسودان – الذين يسعون لتسوية حساباتهم، أو تغذية طموحاتهم على حساب الجنوبيين المنكوبين.

وتكمن الأسباب أيضا في عدم الاهتمام بالعراب الأمريكي الذي من دونه ما كان يمكن لاستقلال جنوب السودان أن يرى النور في عام 2011.

ويرى المحللون أنه ليس هناك وصفة سحرية لإنقاذ جنوب السودان ضد إرادة قادته، متمردين كانوا أم غير متمردين.

 ولكن لا يمكن التصديق بأن الضغوط المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي والصين والولايات المتحدة - التي دعمت جميعها إنشاء هذا البلد وعملت على إنهاء الحروب السابقة – غير قادرة اليوم على وقف المعارك، فهي قادرة على ذلك بالفعل شريطة التصدي لهذه الحرب.

وتضيف الصحيفة أنه من المؤكد أن مخاطر امتداد الصراع محدودة حتى هذه الساعة، سكان جنوب السودان لا يُغذون، في الوقت الحالي على الأقل، موجات المهاجرين إلى أوروبا.

لكن هذا ليس ذريعة لجعل معاناة سكان جنوب السودان الذين يُعَدّون من أفقر الناس على هذا الكوكب، تمتد وتتفاقم.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com