مراقبون: زيارة "يعلون" لواشنطن تحدد مستقبل أمن إسرائيل
مراقبون: زيارة "يعلون" لواشنطن تحدد مستقبل أمن إسرائيلمراقبون: زيارة "يعلون" لواشنطن تحدد مستقبل أمن إسرائيل

مراقبون: زيارة "يعلون" لواشنطن تحدد مستقبل أمن إسرائيل

يعتبر مراقبون إسرائيليون أن الزيارة التي يقوم بها وزير الدفاع الإسرائيلي موشي يعلون إلى واشنطن حاليا، والتي يلتقي خلالها نظيره الأمريكي أشتون كارتر، هي واحدة من أكثر الزيارات التي يرتبط بها مصير الأمن القومي للاحتلال.

ويرى المرقبون أن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية تولي هذه الزيارة أهمية بالغة، خاصة أنها تستهدف وضع اللمسات الأخيرة لتفعيل حزمة المساعدات التي وعد بها الرئيس الأمريكي "باراك أوباما"، في أعقاب التوقيع على اتفاق (فيينا) النووي.

وتوجه يعلون إلى واشنطن مساء أمس الاثنين، ومن المتوقع أن يلتقي نظيره الأمريكي، ويناقش معه منظومة العلاقات العسكرية بين البلدين، وحزمة المساعدات الجديدة التي تعتزم واشنطن منحها لحليفتها الإسرائيلية، حيث كانت تل أبيب ترفض بشدة الحديث عن "تعويضات" أمريكية ردا على الاتفاق النووي مع إيران، الذي تم توقيعه في تموز/ يوليو الماضي، ولكنها بدأت في الأسابيع الأخيرة تغير من موقفها، ودخلت في حوار استراتيجي مع (البنتاغون) بشأن طبيعة تلك التعويضات.

وتتحسب المؤسسة العسكرية الإسرائيلية لزيادة قيمة المساعدات العسكرية السنوية مليار دولار إضافي، فضلا عن قرابة 2.5 إلى 3 مليارات تحصل عليها بشكل ثابت، وبالتالي فإن إجمال حجم المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل سيصبح قرابة 3.5 إلى 4 مليارات دولارا، ما يعني أن السياسات الإسرائيلية المعارضة للاتفاق النووي، نجحت في تحقيق أهدافها، حيث أكدت تحليلات عديدة في وقت سابق أن "نتنياهو يسعى لابتزاز الإدارة الأمريكية عبر حملته ضدها".

ويشمل جدول أعمال "يعلون" إلقاء محاضرة أمام طلاب جامعة الدفاع الوطني الأمريكية (NDU) في واشنطن، اليوم الثلاثاء، برفقة وزير الدفاع الأمريكي "أشتون كارتر"، على أن يبدأ الاثنان مباحثاتهما يوم غد الأربعاء، والتي ستتركز على حزمة المساعدات العسكرية، فضلا عن الاطلاع على التكنولوجيا الإسرائيلية والأمريكية التي تم إلحاقها بمقاتلة المستقبل من طراز (إف 35)، والتي ستحصل إسرائيل على السرب الأول منها العام القادم.

ومن المتوقع أن يتوجه رئيس الحكومة الإسرائيلية "بنيامين نتنياهو" إلى واشنطن بعد أسبوعين، حيث يلتقي الرئيس الأمريكي "باراك أوباما"، ويقول مراقبون أن "يعلون سيسعى أيضا لتهدئة الأجواء مع الإدارة الامريكية قبيل زيارة نتنياهو"، معتبرين أن زيارة وزير الدفاع اختبارا لكيفية استقبال نتنياهو بعد أسبوعين، ولا سيما في ظل الأجواء التي مازال يشوبها التوتر النسبي في العلاقات الشخصية بين أوباما ونتنياهو.

ويعبر المراقبون عن اعتقادهم أن الإدارة الأمريكية التي تحاول إرضاء إسرائيل منذ التوقيع على الاتفاق النووي، "لن تنسى بسهولة الحرب الإعلامية التي شنها نتنياهو ضد الرئيس باراك أوباما، ومحاولاته حشد لوبي معارض للمصادقة على الاتفاق النووي بالكونغرس، على الرغم من فشله في ذلك".

ويقدر المراقبون أن الزيارة المصيرية التي يجريها "يعلون" حاليا، ستؤثر بشكل مباشر على الأوضاع الأمنية الإسرائيلية، لسنوات طويلة، حيث أن إسرائيل لديها مخاوف ليس فقط من الاتفاق النووي، ولكن من حزمة المساعدات العسكرية الأمريكية للخليج العربي، ونوع التكنولوجيا التي تقدر بمئات المليارات من الدولارات، والتي تعتقد إسرائيل أنها ستخل بميزان القوة العربية في مقابلها.

وترتبط زيارة يعلون أيضا بالتداعيات الناجمة عن اتفاق (فيينا) ومن بينها ظهور التحالف الإيراني – الروسي العلني الجديد في سوريا، وإمكانية تعزيز القوات المسلحة الإيرانية بالأسلحة الروسية الحديثة، ومن بينها منظومة الدفاع الجوي من طراز (إس 300) والتي سيعني امتلاك طهران لها الإخلال بقدرات سلاح الجو الإسرائيلي، ولا سيما حال وصلت هذه المنظومة أيضا إلى سوريا.

وتسعى تل أبيب إلى انتزاع أحدث الأسلحة والتكنولوجيا العسكرية والاستخباراتية الأمريكية ردا على تسليح الخليج من جانب، والاتفاق النووي من جانب آخر، وتغيير طبيعة الدعم العسكري السنوي لإسرائيل، حيث أن 80% من إجمالي المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل تذهب إليها في صورة مشتريات عسكرية من شركات السلاح الأمريكية الكبرى.

وتصر تل أبيب على مطالبة واشنطن بتزويدها بقنابل خارقة للتحصينات من أنواع مختلفة، لا تمتلكها، فضلا عن طائرات حديثة تستخدم في مهام التزويد الجوي بالوقود من طراز (كي سي 46)، وصواريخ جو – جو حديثة ورادارات، ونظم الحرب الإلكترونية التي تعتمد على التكنولوجيا الأمريكية المتطورة، فضلا عن تحفيز عمليات التطوير المشترك وتمويل نظم الدفاع الجوي (العصى السحرية وحيتس 3)، وزيادة تمويل منظومة (القبة الحديدية).

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com