حرب "السايبر" الروسية تؤرق البنتاغون
حرب "السايبر" الروسية تؤرق البنتاغونحرب "السايبر" الروسية تؤرق البنتاغون

حرب "السايبر" الروسية تؤرق البنتاغون

ترصد وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) تحركات السفن الحربية والغواصات الروسية، التي تعمل على مقربة شديدة من كوابل الاتصالات البحرية، القابعة في قاع البحر، والمسؤولة عن حركة مرور البيانات وشبكات الإنترنت، والمعلومات الرقمية حول العالم، وتربط العالم بشبكات التجارة الإلكترونية.

ويخشى (البنتاغون) وأجهزة الاستخبارات الأمريكية قيام روسيا بمهاجمة خطوط الكوابل تحت البحر، في حال حدوث توتر أو صراع، معتبرة أن الأنشطة الروسية في المناطق التي تمر بها تلك الكوابل، تأتي ضمن تعميق تدخلها العسكري وتأثيرها على ساحات مختلفة حول العالم، مثل شبه جزيرة القرم، وشرق أوكرانيا، وسوريا.

وتنقل صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية، عن الأدميرال "مارك فيرجسون" قائد القوات البحرية الأمريكية في أوروبا، قوله إن العام الماضي شهد تصاعد وتيرة أنشطة الغواصات الروسية بنسبة 50%، وأن الأنشطة الحالية غير مسبوقة، ولم تحدث من قبل، مضيفا أن روسيا تقوم ببناء قواعد في القطب الشمالي، وتستثمر قرابة 2.4 مليار دولار لتطوير أسطولها في البحر الأسود، بحلول عام 2020، كما تعمل على بناء سفن غير مأهولة، لديها قدرات على حمل قنابل نووية تكتيكية صغيرة، يمكن استخدامها ضد القواعد العسكرية والموانئ البحرية، أو ضد الأهداف التي توجد على امتداد السواحل.

وفضلا عن تلك المخاوف، ثمة مخاوف أخرى تتعلق بإمكانية التجسس الروسي على حركة مرور البيانات عبر كوابل الاتصالات البحرية، وهي مخاوف قديمة تعود إلى حقبة الحرب الباردة، ولكنها تزايدت حاليا بعد التطورات التي شهدها مجال "الحرب السيبرانية" وإمكانية أن تشن روسيا حربا من هذا النوع تستهدف أيضا تلك الكوابل التي تعبر عن نقطة ضعف خطيرة، ما يعني إمكانية حدوث شلل تام وفوري في شبكات الإنترنت والاتصالات، التي أصبحت الحكومات رهينة لها بالكامل، فضلا عن المجالات الاقتصادية وحياة ملايين البشر التي ستتوقف.

وبحسب الصحيفة الأمريكية، "لم يُعرف حتى اليوم هجوم من هذا النوع، ولكن المخاوف تنبع من تقديرات أجهزة الإستخبارات الأمريكية التي تنظر بعين القلق للأنشطة الروسية البحرية المتزايدة في مناطق عديدة من العالم".

وتضيف الصحيفة أن "نقاشا داخليا في واشنطن أكد على عدم الثقة العميق تجاه الأنشطة الروسية، بشكل يذكر بحقبة الحرب الباردة".

وتقول وزارة الدفاع الأمريكية وأجهزة الإستخبارات إن أنشطة الأسطول الروسي سرية للغاية، وكذلك الأنشطة التي تقوم بها الإستخبارات الأمريكية في مواجهتها، وأن ثمة حاجة للبحث عن سبل للمعالجة الفورية لآثار التعرض لعمليات تخريبية تستهدف الكوابل البحرية حال حدوثها.

وتشير الصحيفة إلى أن النرويج، وهي إحدى الدول التي تمتلك عضوية حلف (الناتو) هي أكثر الدول التي تخشى حدوث عمليات روسية تستهدف الكوابل البحرية، وأنها توجهت إلى الدول المجاورة لها تطلب منها المساعدة في تعقب ومحاولة فهم طبيعة الأنشطة البحرية الروسية.

وطبقا للصحيفة، فإن عشرة من الموظفين الكبار بالإدارة الأمريكية، أكدوا لها أن هذه المخاوف تقف على رأس اهتمامات البيت الأبيض ووزارة الدفاع، وأن ثمة أنشطة استخباراتية مكثفة تقوم بها الأجهزة الأمريكية المختصة لرصد الأنشطة الروسية المتزايدة في (بحر الشمال)، بين النرويج والدنمارك من الشرق، والمملكة المتحدة من الغرب، وألمانيا وهولندا وبلجيكا من الجنوب، وفي شمال شرق آسيا، وكذلك على مقربة من السواحل الأمريكية، وبخاصة على امتداد مسارات كوابل الإتصالات البحرية.

وتفيد الصحيفة أن الشهر الماضي شهد قيام سفينة التجسس الروسية (يانتار) مزودة بمعدات حديثة للغاية، بالإبحار على امتداد الساحل الشرقي في طريقها إلى كوبا، مضيفة أن ثمة نقطة خروج مهمة للغاية لأحد الكوابل البحرية في خليج (غوانتانامو)، وأن أقمار التجسس الأمريكية والمقاتلات تابعت سير السفينة الروسية والمعدات التي تحملها، وتبين أنها قادرة على قطع تلك الكوابل من مسافات بعيدة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com