روسيا تهز شرعية الأسد
روسيا تهز شرعية الأسدروسيا تهز شرعية الأسد

روسيا تهز شرعية الأسد

تتبادل موسكو ودمشق الحديث عن انتخابات رئاسية مبكرة، وهو ما يرى فيه خبراء مؤشرا على تحول في موقف النظام السوري وحليفه الروسي قد يفضي إلى حل سياسي وشيك.

وجاء حديث الانتخابات على لسان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ووزير خارجيته سيرغي لافروف، لكن اللافت ما نقل على لسان الرئيس السوري بشار الأسد الذي أعرب عن استعداده لاجراء انتخابات رئاسية مبكرة بعد القضاء على الإرهاب.

ويقلل الخبراء من شرط "القضاء على الإرهاب"، ذلك ان الخطاب السياسي والاعلامي السوري الرسمي اعتاد التلاعب بالألفاظ وتجنب تسمية الاشياء بمسمياتها الحقيقية، فحتى عند إعلان الرئيس السوري انسحاب قواته من لبنان في أعقاب مقتل رئيس الوزارء اللبناني السابق رفيق الحريري تفادى كلمة "الانسحاب"، واستخدم عبارة "إعادة الانتشار".

ويرى خبراء أن تصريح الأسد عن الانتخابات إقرار بعدم شرعية الانتخابات الرئاسية التي جرت في 2014 والتي تتيح للأسد البقاء في السلطة لولاية ثالثة تمتد حتى 2021، وهو ما يعني تصدعا في جدار "الشرعية" التي تتمسك بها دمشق كمفردة سحرية ترفعها في كل مناسبة.

ومسألة الانتخابات، وخصوصا الرئاسية، تعد خطا أحمر في ذهنية النظام السوري الذي رفض قبل أشهر مبادرة لحليفتها إيران لمجرد أنها تحدثت عن "انتخابات بإشراف دولي".

وما يكسب هذه المواقف أهمية، هو أنها تأتي بعد الزيارة "النادرة" التي قام بها الرئيس السوري سرا إلى موسكو، قبل أسبوع، وفي ظل تقارير تتحدث عن مبادرات دولية للوصول إلى حل سياسي للأزمة السورية.

وأفادت مصادر متطابقة أن الزيارة، التي عدت الزيارة الخارجية الأولى له منذ اندلاع الأزمة في بلاده، تمحورت حول أمر واحد هو مصير الأسد ذاته، خصوصا وانه لم يصطحب معه وفدا رسميا، وجاءت في توقيت حساس تنهمك فيه العواصم المعنية بالملف السوري بإيجاد مخرج للأزمة.

ورغم أن موسكو لم تطرح خطة رسمية، لكن لافروف كشف عن بعض ملامحها في حوار تلفزيوني، وهي تقضي باجراء انتخابات وتعديل الدستور وحكومة انتقالية والتعاون مع الجيش السوري الحر.

ويرى خبراء أن موسكو باتت تتعجل الحل السياسي بعد أن تورطت عسكريا في "الحريق السوري"، لكي تتجنب الكلفة الباهظة لهذا التدخل الذي من المنتظر أن ينتهي، وفقا لمصادر روسية، بنهاية السنة الجارية.

وكثف الدب الروسي من تحركاته الدبلوماسية لبلورة حل سياسي يحفظ له مصالحه في البلد المضطرب، ويعيد مقاتلاته إلى البلاد سالمة، ويمنحه نصرا عسكريا بمذاق دبلوماسي يتوق إليه منذ هزيمته في أفغانستان.

وبينما تتوجه الأنظار ثانية إلى العاصمة النمساوية فيينا التي ستشهد، الجمعة، اجتماعا حاسما، حسب خبراء، بين روسيا وأمريكا وعدد من الدول الإقليمية، قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الأحد إن "بعض التقدم أحرز" نحو التوصل إلى موقف مشترك على المستوى الدولي بشأن سوريا.

واستبعد أن توافق السعودية على أي دور للرئيس بشار الأسد في مستقبل سوريا التي مزقتها الحرب قائلا "لن يكون لبشار الأسد أي دور في مستقبل سوريا، هذا هو موقف الرياض وموقف معظم دول العالم".

ويجمع خبراء على أن حلا سياسيا قائما على إنشاء هيئة انتقالية "يطبخ" في عواصم القرار، لكن المدة التي سيقضيها الأسد رئيسا خلال ذلك، هي التي تعيق تحقيق تقدم ملموس.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com