"النازيون الجدد" يدعمون مزاعم نتنياهو بشأن مفتي القدس
"النازيون الجدد" يدعمون مزاعم نتنياهو بشأن مفتي القدس"النازيون الجدد" يدعمون مزاعم نتنياهو بشأن مفتي القدس

"النازيون الجدد" يدعمون مزاعم نتنياهو بشأن مفتي القدس

منحت التصريحات الأخيرة لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، بشأن مفتي القدس الأسبق أمين الحسيني، ذريعة لوسائل إعلام وتيارات تتبع أهداف ومبادئ الحركة النازية، الذين يسمّون "النازيون الجدد"، لمحاولة تجميل صورة هتلر ونظامه، وصياغة روايات جديدة مفبركة تتماشى مع رواية نتنياهو.

ولم تجد تصريحات نتنياهو، للأسف،ردة فعل عربية تتناسب مع مدى خطورتها، حيث تعتبر من وجهة نظر البعض أخطر واقعة تحريض عرفها العالم في العقود الأخيرة.

وكسب نتنياهو بتصريحاته ود "النازيين الجدد"، وفتح المجال أمام اتجاه جديد تقوده تلك التيارات للتخفيف من وطأة "الهولوكوست"، وتوزيع المسؤولية عنه بين النازيين وبين مفتي القدس، الذي يمثل رمزاً للفلسطينيين والعرب.

وتلقف موقع "ديلي ستورمر" الأمريكي، المحسوب على تيار "النازيين الجدد" تصريحات نتنياهو الأخيرة، كأول تصريح يصدر من شخصية رسمية على مستوى العالم، في هذا الصدد، واعتبر أنه صدق في كل كلمة قالها.

وأضاف أن هتلر لم يكن يرغب في إبادة اليهود، وأن الكثير من اليهود كانوا يحبونه، وبخاصة وأنه حاول مساعدتهم على الهجرة إلى أرض فلسطين، على حد قوله.

واعتبر أندرو أنجلين، مؤسس ورئيس تحرير موقع "ديلي ستورمر" أن ما قاله نتنياهو هو حقيقة تاريخية، زاعماً أن الحسيني شجع هتلر على تنفيذ "خطة الحل النهائي".

وأشار في مقال نشره الموقع إلى أن هتلر لم يرغب إطلاقاً في إبادة اليهود، ولكنه أيد الحل السلمي الذي يقضي بترحيلهم إلى مكان آخر.

وأضاف أنجلين أن هتلر حاول مساعدة اليهود للوصول إلى أرض فلسطين، وأن الكثير منهم كانوا يحبونه، مستطرداً: "فكر هتلر أيضاً في ترحيلهم إلى مدغشقر".

ودافع أنجلين بشكل مستغرب عن التعديلات التي أدخلها نتنياهو على روايته خلال المؤتمر الصحفي في ألمانيا، حين قال أنه لم ينفي عن النازيين ارتكاب "الهولوكوست"، وأشار إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية لم يكن يقصد نفي "الهولوكوست" عن النازيين، ولكنه حدد الواقع التاريخي الذي يقول أن هتلر بذل ما في وسعه لطرد اليهود وعدم إبادتهم".

وتأسس موقع "ديلي ستورمر" الأمريكي عام 2013، لدعم أفكار "النازيين الجدد" وهي حركة عنصرية سياسية نشطت مؤخراً في أوروبا وأمريكا، وتتبع أهداف ومبادئ الحركة النازية تحت قيادة أدولف هتلر، وتعادي جميع الأجناس غير البيضاء، ومن ذلك السود والآسيويين والساميين والشرق أوسطيين.

وتعادي الحركة أيضاً الدينيْن اليهودي والإسلامي، بزعم أنهما يهددان بتغيير طبيعة مجتمعاتهم، وتنشط هذه الحركة أيضاً في ألمانيا، والنمسا، وفنلندا، والسويد، والنرويج، والدنمارك، وآيسلند، وبلجيكا، وهولندا، وفرنسا.

وكان نتنياهو قد زعم، الأحد الماضي، أمام "الكونغرس الصهيوني العالمي"، بمدينة القدس المحتلة، أن هتلر لم يكن يعتزم إبادة اليهود، ولكنه كان يريد طردهم فقط، لكن مفتي القدس أمين الحسيني، هو من عرض عليه خطة "الحل النهائي"، مدعياً أن الحسيني كان قد تولى دوراً أساسياً في التخطيط لهذه الخطة.

وزعم أن هتلر سأل الحسيني ماذا ينبغي أن نفعل بهم (أي باليهود) فرد عليه الحسيني بقوله "عليك حرقهم، إن اليهود يريدون تدمير الحرم القدسي".

وخلال المؤتمر الصحفي الذي عقده في برلين الأربعاء الماضي، كرر نتنياهو مزاعمه، وأضاف أن المفتي كان قد أيد إبادة اليهود في أوروبا، نافياً أن يكون قد قال أن هتلر لم يرغب في إبادة اليهود,

وادعى أن أنه خلال محاكمة أدولف أيخمان، أحد المسئولين الكبار في "الرايخ الثالث"، تبين أن ثمة صلة ودور لعبه الحسيني في تلك الخطة، يتعلق بطلبه من النازيين منع محاولة فرار اليهود من أوروبا وأيد إبادتهم"، على حد زعمهم.

وتزعم إسرائيل أن إيخمان مسؤول عن الترتيبات اللوجستية لإعداد معسكرات الاعتقال وتنفيذ خطة الحل النهائي، فاختطفه الموساد من الأرجنتين ونقله لإسرائيل، حيث تمت محاكمته وإعدامه عام 1962،.

وتجنى نتنياهو على الحسيني بقوله أن محاكمة أيخمان كشفت عن كون الحسيني عمل مستشاراً له، وكذلك لهاينريش هيملر قائد فرقة القوات الخاصة الألمانية والبوليس السري.

وتحمل إسرائيل هيملر مسؤولية الإشراف على عمليات إبادة المدنيين في معسكرات الاعتقال النازية، وقال نتنياهو أن الحسيني كان شريكاً في تطبيق خطة "الحل النهائي" على حد زعمه.

ويعتقد مراقبون أن الخطورة في هذا الأمر تكمن في أنها تتزامن مع تدفق موجات اللاجئين العرب إلى أوروبا، وبخاصة ألمانيا، التي تنشط فيها تيارات تؤمن بفكر "النازيين الجدد" مدعومة ببعض الأحزاب السياسية التي يوجد لها نفوذ في البرلمان الألماني ومنها الحزب الوطني الاشتراكي، الذي يدعم النازية، ويحرض على معاداة المهاجرين وترحيلهم من ألمانيا.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com