الأردن ينسق مع روسيا تفاديا للهيب السوري
الأردن ينسق مع روسيا تفاديا للهيب السوريالأردن ينسق مع روسيا تفاديا للهيب السوري

الأردن ينسق مع روسيا تفاديا للهيب السوري

فاجأ الإعلان الروسي عن تنسيق مع الأردن لمحاربة داعش في سوريا، الأوساط السياسية والإعلامية، خصوصا وأن الأردن يشارك، فعليا، في تحالف تقوده واشنطن ضد التنظيم المتطرف منذ أكثر من سنة.

ويرى خبراء أن الأردن يهدف من وراء ذلك إلى الحد من تدفق اللاجئين، وتقليص النفوذ الإيراني في سوريا.

ولم يبد وزير الخارجية الأردني ناصر جودة في فيينا أي ردود فعل جديدة متعلقة بمستقبل الأزمة في سوريا، فهو أعاد التأكيد على موقف المملكة المبدئي الداعي لإيجاد حل سياسي ينهي الصراع.

ولم تصدر الكثير من التفاصيل حول التنسيق الجديد بين موسكو وعمان باستثناء ما قيل"إن العسكريين ‏في روسيا والأردن اتفقوا على التنسيق في محاربة الإرهاب عبر آلية يتم إنشاؤها في عمان ".

ويبدو هذا "الحلف" مفاجئا للسياسيين، لأنه يتعلق بدولة تعتبر عضوا فاعلا في التحالف الدولي ضد داعش في العراق وسوريا، وطالما نسجت تحالفاتها بحذر، خصوصا وأن المزاج العام لدى حلفاء الأردن الأمريكيين والسعوديين بدا مستنكرا ورافضا للتدخل العسكري الروسي في سوريا.

الكاتب والمحلل السياسي د.باسم الطويسي اعتبر أن التنسيق يأتي "كضرورة يتطلبها النشاط العسكري الجوي في سوريا خاصة وأن دولا مثل الولايات المتحدة سبقت الأردن في هذا التنسيق".

ويشير الطويسي إلى أن الأردن أمامه فرصة لفرض حضوره الإقليمي لحماية مصالحه في زمن الصعود الروسي، حيث توجد مساحة من التفاهمات الأردنية الأميركية التي تتيح للأردن التحرك خارج النظرة الأميركية التقليدية".

بدوره يرى الكاتب والمحلل السياسي حسين الرواشدة أنه ومع الدخول الروسي المباشر في سوريا، تغيرت المعادلات وأصبح مطلوبا من الأردن أن يراجع مواقفه بصورة تتناسب مع ما حصل".

وأعرب عن اعتقاده أن عمان انتقلت من نقطة الحياد الايجابي إلى الانحياز المباشر للتدخل الروسي، تبعا للعامل السياسي المتعلق بتقديرات تشير إلى أن روسيا أصبحت اللاعب الأساسي في المعادلة السورية، وهي التي ستقرر أية وصفة للتوافق والحل في المستقبل، ومن مصلحة الأردن أن يكون حاضرا في المشهد".

ويضيف الرواشدة أن معادلات الربح والخسارة واردة، فالأردن يمكن أن يربح بالتنسيق مع روسيا ورقة تقليص النفوذ الإيراني، وورقة وقف تمدد التنظيمات الإرهابية، ووقف تدفق مزيد من اللاجئين نحو أراضيه".

ويرى الكاتب والمحلل فايز الفايز أن العامل الأساسي في هذا التنسيق يتمثل بالجنوب السوري والجغرافيا التي تفرض على الأردن البقاء متيقظا لأي تطور جديد بعد التدخل الروسي.

ويضيف الفايز أن موقف الأردن يستند لمعادلة " التحرك الوقائي لمعالجة أي هجرة معاكسة لعناصر غير مرغوب بها عبر أو الى الأراضي الأردنية من خلال تأمين الحدود السورية مع الأردن، والحفاظ على بنية الدولة، وتغليب الفكرة الأساسية: اقتل الخطر في أرضه قبل أن تقاتله على أرضك".

وأيا كانت نتائج التدخل الروسي في سوريا، فإن تسارع الأحداث على حدود المملكة الشمالية فرض وجود قرارات سريعة تستجيب لتطورات المشهد، إضافة إلى أن الأردن يريد فرض رؤيته لمستقبل سوريا في أي محادثات جدية بوصفه دولة جارة ومهمة".

ومن الواضح أن المحرك الرئيسي لأي تحرك أردني فيما يتعلق بالمشهد السوري، يستند بالدرجة الأولى على منع انتقال اللهيب المتأجج منذ نحو خمس سنوات، إلى الداخل الأردني.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com