الإيفواريون يحددون مصير رئيسهم الحسن واتارا غداً
الإيفواريون يحددون مصير رئيسهم الحسن واتارا غداًالإيفواريون يحددون مصير رئيسهم الحسن واتارا غداً

الإيفواريون يحددون مصير رئيسهم الحسن واتارا غداً

أبيدجان - يتوجه الناخبون في كوت ديفوار إلى مراكز الاقتراع، غداً الأحد، للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية مع انتهاء فترة الرئيس الحسن واتارا الذي تولى السلطة في البلاد عام 2010.

ويبلغ عدد الناخبين المسجلين في كوت ديفوار ممن يحق لهم الإدلاء بأصواتهم 6.3 مليون ناخب، غير أن المسؤولين يخشون تراجع الإقبال على المشاركة في الانتخابات.

ومن المتوقع إعلان نتائج الانتخابات في مدة أقصاها 72 ساعة بعد إغلاق مراكز الاقتراع، وتجري جولة الإعادة بعد شهر من إعلان النتيجة، في حال عدم حصول أي من المرشحين على أغلبية 50% من الأصوات.

وتعد بوادر الانتعاش الاقتصادي في كوت ديفوار بعد مرور خمس سنوات من أعمال العنف التي صاحبت الانتخابات السابقة، بمثابة أخبار سارة للرجل الذي ينظر إليه على أنه مهندس هذا النجاح، ألا وهو الحسن واتارا.

ويرى المراقبون أن تراجع معدلات البطالة ونمو الاقتصاد بمعدل يصل إلى 10% تقريباً، تجعل من واتارا، البالغ من العمر 73 عاماً، المرشح الأوفر حظاً للفوز بفترة ثانية في الانتخابات الرئاسية التي يخوضها 7 مرشحين آخرين.

ونال الخبير الاقتصادي السابق بصندوق النقد الدولي ثناء واسعاً عن فترة رئاسته الأولى لكوت ديفوار، التي شهدت تطبيقه إصلاحات في صناعة الكاكاو بإعادة إحياء المزارع المتهالكة وضمان حد أدنى لأسعار المحصول الرئيسي في البلاد، ما ساهم في تعزيز عملية الانتعاش الاقتصادي.

ومع هذه التغيرات ، أصبحت كوت ديفوار أكبر منتج للكاكاو في العالم، متقدمة على غانا ، حيث تقدم للعالم حاليا 1.65 مليون طن من هذا المحصول بنسبة 30% من احتياجات العالم، وفقا لتقديرات منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة.

وفضلاً عن محصول الكاكاو، تدر عائدات صناعة زيت النخيل، واحتياطيات الغاز الطبيعي والنفط البحرية دخلا لخزينة الدولة، كما أن مشروع الطاقة الكهرومائية "ازيتو 3" ساهم في زيادة قدرة الطاقة في كوت ديفوار بينما عززت سلسلة من مشروعات البنية التحتية في مجالي الطرق والسكك الحديدية من النمو الاقتصادي للبلاد.

وتشير تقديرات البنك الدولي إلى تحقيق كوت ديفوار معدل نمو اقتصادي بلغ 10.7% عام 2012 و8.7% في العام التالي ، و10% العام الماضي بفارق كبير عن معدل النمو خلال عام 2011 والذي بلغ سالب 4.7% .

يقول سيلو عمر، البالغ من العمر 37 عاماً، المحلل السياسي في أبيدجان والمحاضر الجامعي، إن واتارا ما يزال يواجه انتقادات عن إعطائه الأولوية لتحقيق الانتعاش الاقتصادي على عملية المصالحة السياسية، على الرغم من الإصلاحات التي يشعر بها المواطنون في كوت ديفوار.

ويضيف: "يعود الفضل لواتارا في انتشاله اقتصاد البلاد من دائرة الركود، خاصة مع إجرائه إصلاحات جسورة في قطاع الكاكاو".

ويقول عمر: "إن هذه الإصلاحات لا يشعر بها مزارعو الكاكاو فقط ، بل يستشعرها رجل الشارع العادي، لكن ما لم تصاحب محاولاته للإصلاح الاقتصادي، عملية مصالحة وطنية تشمل كل الأطياف السياسية، فإنه يخاطر بذلك في إثارة انقسامات داخل المجتمع".

لقد فاز حزب واتارا "تجمع الجمهوريين" بنسبة 32% في الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية التي جرت في عام 2010، وشكل ائتلافاً مع الحزب الديمقراطي لكوت ديفوار، ما سمح له بتحقيق أغلبية خلال جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية في مواجهة الجبهة الشعبية الإيفوارية التي يقودها الرئيس السابق لوران جباجبو.

ورغم اعتراف الاتحاد الإفريقي والولايات المتحدة بنتائج الانتخابات وفوز واتارا، زعيم حزب "تجمع الجمهوريين" برئاسة كوت ديفوار، رفض منافسه لوران جباجبو، زعيم حزب "الجبهة الشعبية الايفوارية" النتيجة بزعم حدوث عمليات تزوير، ما أسفر عن اندلاع حرب أهلية في البلاد راح ضحيتها نحو ثلاثة آلاف شخص.

وتم إلقاء القبض على جباجبو وما يزال ينتظر المثول أمام المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمته عن تورطه المزعوم في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية خلال هذا الصراع.

وفي وقت سابق من العام الجاري اختار حزب الجبهة الشعبية الايفوارية باسكال افى نجويسان، 62 عاماً، كمرشح له في الانتخابات الرئاسية في مواجهة واتارا.

ويقول عمر:" إن قادة المعارضة لا يمكنهم التغلب على واتارا، ما لم يتفقوا على مرشح واحد لخوض الانتخابات الرئاسية، غير أن ذلك لن يحدث على الأرجح ، نظراً لوجود خلافات لانهاية لها بينهم".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com