هل يتطور التنسيق الروسي الإسرائيلي إلى تحالف؟
هل يتطور التنسيق الروسي الإسرائيلي إلى تحالف؟هل يتطور التنسيق الروسي الإسرائيلي إلى تحالف؟

هل يتطور التنسيق الروسي الإسرائيلي إلى تحالف؟

بدأ طيارون روس وإسرائيليون تنفيذ طلعات جوية تدريبية مشتركة، فوق المجال الجوي السوري، لتبدأ مرحلة التنسيق الجوي بين الدولتين من خلال غرف العمليات العسكرية.

وبحسب ما أعلنته موسكو فإن المرحلة تقتضي إبلاغ طرف للآخر عن الأهداف والمواقع التي سيقوم بقصفها، وتوقيت القصف ومدته، وما يترتب على ذلك لوجستياً وعسكرياً.

ويثير التوصل السريع إلى اتفاق بين روسيا وإسرائيل حول التنسيق الجوي بينهما أسئلة كثيرة، حول معاني هذه الخطوة عسكرياً وسياسياً، وعن مداه وحدوده، والأهم ترجمته سياسياً، ما يعني انعكاسه على تقاسم المصالح ما بين روسيا وإسرائيل في سوريا، الذي قد يفضي إلى أبعد من ذلك ويتطور إلى انضمام إسرائيل للتحالف الرباعي، الذي تقوده روسيا، ويضم كلاً من وإيران والعراق والنظام السوري.

غير أن السؤال هو في رسم دول الممانعة، وخاصة إيران التي تعادي بشدة إسرائيل في العلن، وتصفها بـ"الشيطان الأصغر"، وهل ستبارك هذا التنسيق الروسي الإسرائيلي، بعد أن وقعت اتفاقها النووي التاريخي مع "الشيطان الأكبر"؟

 ويذهب مراقبون إلى القول بأن هذا التنسيق العسكري له مبرراته وأهدافه وغاياته، حيث قال العميد أسعد عوض الزعبي في تصريحات لشبكة إرم إن هناك مصالح مشتركة ما بين روسيا وإسرائيل في سوريا، ومحورها بقاء النظام السوري، حيث أقرّت إسرائيل بالتدخل العسكري الروسي في سوريا لصالح نظام الأسد، مقابل ضمان حقها في قصف أي موقع أو هدف تراه يشكل تهديداً على أمنها، بما فيها مهاجمة أهداف لميليشيا "حزب الله" اللبناني في الجنوب السوري، والميليشيات والقوات الإيرانية في سوريا، وتلك التابعة لجيش النظام وغيرها.

وأضاف الزعبي أن الوضع في سوريا بات مسرحاً لكل اللاعبين الدوليين، فالنظام المهزوم سلم أمره للروس والإيرانيين وغيرهم، كي يفعلوا ما يشاؤون، وروسيا وإيران والولايات المتحدة وإسرائيل باتت تُعقد في ما بينها اتفاقات وتفاهمات سرية وعلنية".

ولفت إلى أن كل هذه الدول، تتدخل في سوريا، وترفع يافطة "محاربة داعش"، وتتناسى من أوجد "داعش" وساهم في تمددها وتقويتها، وتحاول أن تظهر للعالم أنها متفقة على محاربة ما تسميه الإرهاب، وتنسى إرهاب النظام الذي مارسه – وما يزال - منذ اليوم الأول للثورة السورية، والغريب أن موسكو و"تل أبيب" تتفقان وتنسقان في الجو، بينما تختلفان في قصف الأهداف على الأرض، وهذا كل على حساب دماء السوريين.

ويرى مراقبون أن التنسيق العسكري ما بين روسيا وإسرائيل، ليس عسكرياً فقط، بل له امتداداته وأهدافه السياسية المشتركة ما بينهما، وقد يتبعه خلال الأيام القلية القادمة تنسيقاً ما بين روسيا والولايات المتحدة الأميركية، بالرغم من أن الأخيرة أظهرت مؤخراً خطوات عبرّت فيها عن انزعاجها من الهجمات الجوية الروسية في سوريا، التي تستهدف مقاتلي المعارضة السورية، وأعلنت أنها ستستمر في دعمها، بالرغم من تعليقها برنامج تدريب المعارضة.

وتثار أسئلة عديدة عن موقف الولايات المتحدة وردة فعلها تجاه دخول موسكو الحرب في سوريا، وهل ستبقى إدارة أوباما تتفرج على الروس والإيرانيين وهم يفرضون أجندتهم في منطقة الشرق الأوسط في ظل استمرار غيابها؟

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com