إرم تكشف أسرار خلوة دبلوماسية أمريكية
إرم تكشف أسرار خلوة دبلوماسية أمريكيةإرم تكشف أسرار خلوة دبلوماسية أمريكية

إرم تكشف أسرار خلوة دبلوماسية أمريكية

واشنطن تتفاجأ بأحداث العراق وتفشل في إدارة ملفي مصر وسوريا

تكشف شبكة إرم الإخبارية أسرار خلوة دبلوماسية أمريكية شارك فيها وزراء خارجية سابقون ودبلوماسيون على علاقة مباشرة بالشرق الأوسط، وتحديدا مع مصر.

وبحسب تقرير حصلت عليه إرم، فإن الخلوة أكدت على ضرورة انتهاج إدارة البيت الأبيض سياسة جديدة، عند التعامل مع منطقة الشرق الأوسط، تحديدا في الملفات العراقية والسورية والمصرية.

وانتقد التقرير تراجع "هيبة الإدارة الأمريكية"، مستدلا على ذلك بأن الخارجية الأمريكية كانت "ناعمة" في تعاملها مع تلك الملفات، وفشلت في تقدير ما يحدث على الساحة المصرية، وقراءة المشهد السوري، وفوة حلفاء نظام بشار الأسد.

وأوضح أن واشنطن تفاجأت في تطورات الأحداث في العراق، وبهشاشة حكومة بغداد، وأن "الأجهزة الأمريكية الاستخبارية المختلفة لم تكن تتوقع ولم تضع العراق على رأس قائمة المخاطر بالنسبة لها، وكان كل التركيز منصب على ما يحدث في سوريا".

وحذر التقرير من تداعيات ذلك على دول الأردن ولبنان وإسرائيل.

وشارك في الخلوة جيمس بيكر، ومادلين أولبرت، وكونداليزا رايس، وهيلاري كلينتون، وجون كيري، وكولن باول، بالإضافة إلى عدد من مستشاري الأمن القومي السابقين، وعدد من مسؤولي الإستخبارات السابقين.

وحصلت إرم على أهم النقاط التي تم بحثها في الخلوة، التي نظمت بتكليف من الرئيس باراك أوباما، وبإشراف ومتابعة مستشارة الأمن القومي سوزان رايس وعنوانها "كيف تتعامل أمريكا مع الوضع الجديد في الشرق الأوسط".

وتوزع اهتمام الخلوة على محاور:

أولا: التغيير في مصر

ثانيا: عملية السلام في الشرق الأوسط

ثالثا: الوضع في العراق وسوريا

رابعا: إيران النووية

سياسة كيري الناعمة

وبحسب المصادر التي تابعت الخلوة، فإن جون كيري كان من أكبر المتحفظين عليها، حيث اعتبرها تدخلا في عمل وزارة الخارجية، وأنها جاءت بضغط من سوزان رايس على الرئيس أوباما.

لكن مجموعة كبيرة من أعضاء الكونغرس المؤيدين بشدة لإسرائيل كانوا وراء رايس، حيث أن الحملة الإسرائيلية على جون كيري ما زالت متواصلة, وأن الكثير من أعضاء الكونغرس لمحوا أو طلبوا مباشرة من الرئيس أوباما إقصاء أو تغيير جون كيري.

بل أن هناك من ذهب إلى أبعد من ذلك بأن طرح سوزان رايس مستشارة الأمن القومي كبديل لكيري، لأنها في تناقض وخلاف دائم معه، ومع سياسته في المنطقة والعالم.

ويعتبر هؤلاء سياسة كيري ناعمة وحريرية وجولات بلا نتائج، ما أفقد أمريكا سمعتها وهز مصداقيتها في العالم. وأن أمريكا كقوة عظمى فقدت الكثير من هيبتها ما دامت سياستها غير مقرونة بالقوة.

ويؤكد هؤلاء أن وضع أمريكا الآن صعب، وعليها أن تعمل بقوة لعودة هيبتها والتصدي ما أمكن لكل أزمات المنطقة بلغة استخدام القوة أو التلويح بها .

ولاقى ما طرحته رايس والمؤيدون لها تجاوبا ودعما من قبل أوباما خاصة أن الضغوط بدأت تتزايد عليه لتعديل سياسته الخارجية، وأن عهده بدأ ينظر إلية بأنه الأضعف في تاريخ أمريكا والأكثر سلبية على صورة أمريكا وعظمتها.

وبحسب المصادر فإن الخلوة الدبلوماسية جزء من جهد جاد يبذله الرئيس أوباما خلال فترة حكمه المتبقية لتصويب أخطاء وقعت بها إدارته وأثرت على مكانة وسمعة أمريكا، وتطمح رايس لخلافة كيري لتقود المرحلة بعد أن سوت موقفها مع مراكز قوى في الكونغرس ممن كانوا في السابق من المعارضين لتوليها هذا المنصب.

وتقول أوساط في الكونغرس إنه ربما ستتكرر قصة كونداليزا رايس مستشارة الأمن القومي أثناء فترة رئاسة بوش الثانية، حين أصبحت وزيرة للخارجية بدلا من كولن باول.

التصدي لروسيا والإرهاب

وانتهت الخلوة إلى جملة من الطروحات التي تم رفعها للرئيس أوباما ولمح بها من حضروا الخلوة لبعض مسؤولي مراكز الأبحاث والدبلوماسيين وشملت هذه الطروحات ما يلي:

أولا: على أمريكا أن تتصدى بقوة للواقع الروسي الجديد وان تقلع عن سياسة الدبلوماسية الهادئة وأن ترفع من وتيرة تهديداتها وحدة خطابها ونقل عن أحد الحاضرين قوله مازحا بأن "اتصالات كيري بلافروف أكثر من اتصالاته بالرئيس أوباما".

ثانيا: عدم التسرع والمجازفة بالتوصل الى إتفاق نووي مع إيران بل التصرف معها بنفس طويل من خلال المفاوضات على أن يكون ذلك مقرونا بتشديد العقوبات وممارسة ضغوط اقتصادية وسياسية لتكون أكثر تضررا كلما ازدادت فترة هذه المفاوضات.

ثالثا: أما بالنسبة للشرق الأوسط فإنه يجب على الولايات المتحدة أن تشكل جبهة لخوض حرب لا هوادة فيها ضد الإرهاب وعدم الصمت عليه أو محاولة استخدامه هنا، فالإرهاب إرهاب, لأن نتائج ذلك ستكون وخيمة على مصالح أمريكا، فلا يجوز التحالف معه أو استخدامه، ولا يمكن لأمريكا أن تتصدى للإرهاب في أفغانستان وتدعمه وتتبناه في سوريا والعراق ومصر ولبنان وليبيا واليمن. وشددوا على أن هذه سياسة يجب أن لا نتهاون فيها ابداً.

وفي هذا الجانب أيضا تم التشديد على أن على أمريكا إعادة قراءة خارطة الشرق الأوسط من جديد. كما يجب عليها أن تقر وتعترف بأن السياسة الأمريكية طيلة الفترة الماضية كانت عاجزة وغير قادة على استخدام نفوذها وقوتها لفرض حل للقضية الفلسطينية يضمن أمن اسرائيل، وأن سياسة الولايات المتحدة طيلة الفترات الماضية أضاعت وفوتت فرصا تاريخية لفرض هذا الحل فالقضية الفلسطينية كانت وما زالت عامل تأجيج لكل أزمات الشرق الأوسط.

وأشارت الطروحات إلى أنه في الوقت الذي كنا فيه ممسكين بكل خيوط اللعبة بالشرق الأوسط عجزنا عن فرض أي حل للقضية الفلسطينية، حيث كانت واشنطن تراهن على الزمن وكل إدارة ترحل هذا الملف للإدارة التي تليها دون ان وعي بأن هذا التراكم سيساهم في خلق أزمة حقيقية وربما في العالم بأسره وليس في الشرق الأوسط وحده. وحذرت الطروحات من تطورات دراماتيكية قد تشهدها المنطقة في المستقبل.

أمريكا لم تكن بمستوى الحدث في مصر

وفيما يتعلق برؤية الخلوة بشأن الوضع في مصر، قالت المصادر أن الأدارة الأمريكية فوجئت بما جرى في مصر، ولم تكن بمستوى الحدث واتخذت سياسة مرتبكة وتصرف بروح ردة فعل ولم تكن مبادرة بالفعل نفسه.

وحسب ما رشح عن الخلوة فإن ما حصل كان يجب إن يكون ضمن توقعات الإدارة، وكان عليها أن تتشاور مع إسرائيل مسبقا على أرضية مشتركة بالتصور والفهم وتوقع التغييرات وكيفية التصدي لها وعلاجها.

لكن ما حدث أن الإدارة فرضت رؤيتها على إسرائيل. وإزاء ما يحصل في مصر الآن فقد رأت الخلوة أن السياسة الأمريكية المتبعة مع مصر غير مقنعة وغير صحيحة بل وفي قمة الغباء السياسي فليس من المعقول أن تكون أمريكا حتى الآن بعيدة عن فهم واقع مصر الداخلي، وأن تبقى سياستها رهن لتصورات بعض الحلفاء.

وحسب التقرير المرفوع للرئيس أوباما فإنه لم يعد معقولا أن تبتعد الإدارة عن مصر، وتتركها لتختار صف الأعداء بل على العكس من ذلك يجب عليها أن نتبنى سياسة جديدة أكثر انفتاحا على مصر ونظامها الجديد، وأن لا تترك هذا النظام يذهب بعيدا عنها بسبب هذه السياسة المغلقة.

كما يجب التعامل مع هذا النظام الجديد وتقديم كل الدعم له ليسهل على الإدارة أولا تجنب الشرور، وللبدء بعملية التدجين لا أن نتصادم معه فالصدام لن يكون في مصلحة واشنطن ولا في مصلحة إسرائيل وأمنها.

العودة إلى الماضي

وحسب التقرير طالبت الخلوة بالعودة إلى الماضي لتستفيد من نجاحات السياسة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط والعالم بأسره وتذكر ما قاله كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي الأسبق لمناحم بيجن رئيس الوزراء الأسرائيلي الأسبق في البيت الأبيض عقب توقيع اتفاقيات كامب ديفيد بالحرف الواحد.

وقال كيسنجر لبيغن:"لم نرحك من الجبهة الجنوبية فقط ولم نضمن لك السلام مع مصر فقط لقد ضمنا لك أمنا شاملا وساحات وجبهات هادئة، فلا قيمة للعرب جميعا بلا مصر ولن تكون هناك أي حرب قادمة ضد إسرائيل فكل حروب العرب كانت بقوة مصر".

وقالت الخلوة في تقريرها أن تحييد مصر وخروجها من معادلة الصراع هو الهدف الأمريكي الذي يجب الاستمرار فيه، فيجب أن تبقى مصر في إطار الحيادية ودور الوساطة, ولا بد الان أن تدفع واشنطن بالدور المصري للحرب على الإرهاب، حيث لا بد من النظر كيف أصبح العرب يتعاملون مع مصر وكيف أصبحوا ينظرون إليها فدول الخليج أصبحت تراهن على من يحميها ويدافع عنها وهو ما عجزت السياسة الأمريكية مؤخرا حتى عن مجرد تبديد شكوكهم.

إن حجم المساعدات المقدمة من دول الخليج لمصر يجعلها قادرة على الاستغناء عن كل المساعدات الأمريكية المقدمة لها.

وذكر التقرير أن دول الخليج اهتزت كثيرا بفعل عدم مصداقية السياسة الأمركية التي ضحت بمبارك الذي كان يشكل مصدر أمن وأمان وقوة ودعم واستبدلته بالتيار الإسلامي الذي لم يخف أطماعه في دول الخليج، وعلى حساب الأسر الحاكمة هناك ومؤسسات دولهم.

فالاسلام السياسي يرى في نفسه البديل الملائم والمناسب والحتمي لكل الأسر الحاكمة اما خيرات هذه البلاد فلا بد ان تمول وتخدم مشروعهم في المنطقة والعالم.

وبالرغم من كل الدعم الذي حصلت عليه تيارات الاسلام خاصة الاخوان المسلمين خلال مسيراتها السياسيية الطويلة وتقاربها مع بعض دول الخليج إلى أنه لم يكن بين جماعة الاخوان ودول الخليج عامة عامل ثقة فالأموال التي كانت تدفع للإخوان كانت لاتقاء شرهم واستخدامهم، بينما اعتبرها الإخوان المسلمون ابتزاز الضعيف والمحتاج لهم.

وانتهت الخلوة إلى ضرورة تعميق سياسة حيادية مصر، وأن يسمح لها باستعادة دورها لقيادة المنطقة ضد الأطماع الإيرانية والإرهاب، وبذلك سنمنع الأخطار التي تهدد المصالح الأمريكية والإسرائيلية.

جهل أمريكي بما يجري بالعراق

وفيما يتعلق برؤية الخلوة للوضع في العراق، جاء في التقرير أن السياسة الأمريكية اثبتت في الفترة القصيرة الماضية أنها لم تكن على علم ودراية بكل تحركات قوى التغيير في المنطقة، فما يحدث في العراق الآن، كان ينظر له على أنه من فعل مجموعات إرهابية تابعة للقاعدة, وتناسيت الادارة طيلة الفترة الماضية أن تنظيم القاعدة الذي عمل في العراق أصبح من الصعب اجتثاثه لأن عوامل كثيرة ساعدت على نمو هذا التنظيم، وخلق بيئة في صفوف الشعب العراقي تحتضن هذا التنظيم وتحميه وتمده بالدعم بل وتتحالف معه.

وأضاف التقرير: "لقد تعامينا عن واقع العراق ونظرنا للنظام القائم هناك على أنه نظام حليف ويعمل وفق اجندتنا وهذا ما كان ينفيه الواقع فتأثير إيران في المعادلة العراقية أصبح أكثر من دورنا وتأثيرنا هناك".

ويضيف التقرير: "أهملنا طيلة الفترة الماضية شرائح واسعة من الشعب العراقي وقواه التي ساعدتنا وتحالفت معنا في اسقاط نظام صدام حسين وتناسيناها ودعمنا نظاما مارس القهر والاستبداد على هذه الشرائح والقوى فلم يكن أمامها في النهاية وبعد أن سدت كل الأبواب في وجه مطالبها سوى التحالف مع القاعدة حتى ولو كان هذا التحالف شيطانيا".

ويؤكد التقرير:"أضعنا عدة فرص تاريخية لبناء نظام ديمقراطي في العراق بل على العكس من ذلك دعمنا الاستبداد والتطرف وتوافقنا عن قصد أو بغير قصد مع الأجندة الايرانية في العراق". "إن هذا سيكون له ثمن كبير بالنسبة لأمريكا فلن نكون قادرين على إعادة توحيد وحشد الشعب العراقي ضد الإرهاب مرة أخرى ولهذا يجب إعادة النظر في كل سياستنا تجاه العراق وان نعترف ان سياستنا هناك كانت فاشلة وانها ستكون سببا في تقسيمه".

الاعتماد على رؤى حلفاء حول سوريا

بالنسبة للموضوع السوري فكان هناك إقرار بفشل السياسة الأمريكية في سوريا، كونها ارتكزت على آراء وتصورات بعض الحلفاء في المنطقة، واقتنعت الإدارة الأمريكية بمثل هذه الآراء دون أن تدرس الواقع السوري جيدا.

ويتحدث التقرير:" كان عليها أن ترى أن الواقع السوري مختلف تماما عن الواقع في أماكن أخرى سواء في ليبيا أو تونس أو مصر أو العراق أو اليمن، فالخصوصية السورية لم تكن محل تركيز من قبل الإدارة, أما حلفاء سوريا فلم تقم لهم وزنا في حساباتها إلى أن فوجئت بمدى صلابة حلفهم واستعداده للذهاب إلى أبعد مدى.

لقد كانت السياسة الأمريكية في سوريا سياسة فاشلة بامتياز، فالإدراة كانت تنتظر لحظة بلحظة سقوط النظام السوري كالأنظمة التي سبقته في بلاد أخرى.

ولم تعتمد هذه السياسة على الرؤية الأمريكية الخالصة بل كانت تتأثر بالدول المحيطة بسوريا خصوصا تركيا وإسرائيل ودول الخليج فتعاملت الولايات المتحدة مع الواقع السوري على أنه في حكم المنتهي حتما، والمسألة مجرد وقت وهناك وضع سوري جديد سيكون قريبا.

"ردد الرئيس أوباما خلال سنة تصريحات صحيفة لا حصر لها بأن أيام نظام بشار الأسد قد أصبحت معدودة مع أن كل الدلائل كانت تشير عكس ذلك، ولقد ساهم ذلك في هز مصداقيته ومصداقية بلادنا"، وفق التقرير.

ويشير التقرير إلى أنه "يجب أن لا نكون مسرورين للواقع السوري الجديد القائم حاليا فهو في النتيجة سيكون معاديا ومهددا لأمريكا وحلفائها ومصالحها. فالطرفان المشتبكان الآن في سوريا هما خصمان لدودان لأمريكا، وقد عجزنا عن تكوين وتأسيس قوى مدنية وديمقراطية ومعتدلة تشكل أساس التحرك في سوريا بل على العكس من ذلك إنجررنا وراء سياسة الحلفاء في المنطقة، وساعدنا الإرهاب على تنظيم نفسه ودعمه وزيادة قوته".

" يجب علينا أن نقرر من هو الأكثر خطورة أهو نظام بشار الأسد؟ أم نظام أيمن الظواهري والقاعدة وداعش والنصرة؟".

خطر يحدق بالنظام الأردني

"إن الواقع القائم في سوريا الآن لا يشكل خطرا على النظام السوري بل أصبح هذا الخطر يهدد دول الجوار جميعا خاصة إسرائيل والأردن ولبنان، وأن هذا الإرهاب سيتمدد لهذه الدول آجلا أم عاجلا، إذا لم نكن قادرين على إعادة التوازن في سياستنا هناك"، وفق ما ج اء في التقرير.

وقال التقرير:"ما يحدث اليوم في سوريا والعراق يشكل خطرا داهما على النظام الأردني، وأن الإرهاب سيحيط بالأردن من محورين أساسيين سيكون من الصعب عليه الصمود والمواجهة إذا لم تعد الإدارة الإمريكية تقييم سياستها هناك".

أما إسرائيل فستكون مضطرة للتدخل بنفسها، وبدون قرار أمريكي لأن وجودها سيصبح مهددا في حال إجراء أي تغيير في الأردن.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com