"هجوم أنقرة" يقوض سعي أردوغان لغالبية مطلقة في الانتخابات
"هجوم أنقرة" يقوض سعي أردوغان لغالبية مطلقة في الانتخابات"هجوم أنقرة" يقوض سعي أردوغان لغالبية مطلقة في الانتخابات

"هجوم أنقرة" يقوض سعي أردوغان لغالبية مطلقة في الانتخابات

لم يكن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يتوقع أن يؤدي الهجوم الذي استهدف تجمعا للسلام في أنقرة إلى احتجاجات مناهضة لسياساته في اسطنبول.

أردوغان، الذي خسر الكثير من الأصوات في انتخابات حزيران يونيو الماضي، يسعى للحصول على الأغلبية المطلقة في الانتخابات المبكرة مطلع نوفمبر المقبل، لكن رياح السياسة لا تجري كما تشتهي سفينة أردوغان التائهة وسط العواصف السياسية والأمنية.

ورغم أن هجومي أنقرة استهدفا تجمعا لمعارضين يساريين وأكراد، غير أن هذه الخروقات الأمنية تسهم في تراجع شعبية أردوغان، وترفع من رصيد المعارضة التركية التي تذهب إلى حد اتهام "أجهزة الأمن بالتواطؤ مع المتشددين".

ويرى خبراء، أن سياسات أنقرة في الأشهر الثلاث الأخيرة أدخلت تركيا في دوامة من العنف، وهو ما سيفقد أردوغان الكثير من الأصوات في الانتخابات المبكرة ويحول دون تحقيق نسبة الغالبية المطلقة التي يطمح لها من أجل تشكيل الحكومة بمفرده، وإدخال تعديلات دستورية تمنح المزيد من الصلاحيات لرئيس الجمهورية.

وشكل هجوم مماثل على بلدة سوروج في يوليو الماضي نقطة تحول في سياسة أنقرة، إذ أعلنت حربا على الإرهاب، لكن المستهدف الاساسي كان حزب العمال الكردستاني، إذ تجددت المواجهات العنيفة بين الجيش التركي ومقاتلي الحزب ما أدى الى انهيار هدنة دامت لنحو ثلاث سنوات.

وأعادت هذا الاشتباكات التي تشهدها المناطق الكردية إلى الأذهان حقبة الثمانينات والتسعينات التي شهدت حربا طاحنة راح ضحيتها نحو 40 ألف من الحزب الكردستاني والجيش التركي.

وأثار تجدد الصراع تساؤلات بشأن إجراء انتخابات حرة ونزيهة في المناطق التي يصيبها العنف.

وبعد الهجومين، اللذين يعدان الأكثر دموية في تاريخ تركيا المعاصر، وحصدا نحو 95 قتيلا خرج الآلاف في إسطنبول، محملين الحكومة التركية مسؤولية الاعتداء المزدوج، الذي استهدف تجمعا معارضا من أجل السلام في أنقرة.

وخلف لافتة كبيرة كتب عليها "نعرف القتلة"، هاجم المتظاهرون الرئيس الإسلامي المحافظ وحزبه العدالة والتنمية الحاكم منذ 2002.

وسجلت مظاهرات مماثلة وخصوصا في دياربكر، كبرى مدن الجنوب الشرقي ذي الغالبية الكردية، حيث اندلعت حوادث بين المتظاهرين والشرطة التي استخدمت الغاز المسيل للدموع.

وندد الرئيس التركي بما وصفه بـ "هجوم مشين ضد وحدتنا والسلام في بلادنا"، متوعدا "بأقوى رد" ضد منفذيه.

ولم تتبن أي جهة الاعتداء غير أن رئيس الحكومة أحمد داود اوغلو أشار بأصابع الاتهام إلى ثلاث منظمات يمكن، برأيه، أن تكون نفذته وهي حزب العمال الكردستاني وتنظيم الدولة الاسلامية والجبهة الثورية لتحرير الشعب اليسارية المتشددة.

ويعرب عدد من المراقبين عن سخريتهم من اتهام الكردستاني والجبهة الثورية اليسارية، ذلك أن الضحايا، بالأساس، هم من مناصري هاتين الحركتين.

وتأتي هذه الانفجارات قبل ثلاثة أسابيع من الانتخابات التشريعية المبكرة، فيما تدور مواجهات دامية ويومية بين قوات الامن التركية ومقاتلي حزب العمال الكردستاني الذين اعلنوا السبت وقف الأنشطة الهجومية.

وفي رد فعل على التفجيرين قال رئيس حزب الشعوب الديمقراطي، أبرز حزب مؤيد للاكراد في تركيا، صلاح الدين دمرتاش "اننا أمام مجزرة مروعة. إنه هجوم وحشي".

وقال دمرتاش موجها كلامه للحكومة التركية "أنتم قتلة. أيديكم ملطخة بالدماء. أنتم أكبر أنصار الإرهاب."

ويقول حزب الشعوب الديمقراطي إن أردوغان يحاول تقويض شعبية الحزب وزيادة المساندة الشعبية لحزبه العدالة والتنمية من خلال ربطه بحزب العمال الكردستاني والاقتتال الطائفي والعرقي، وهو ما ينفيه الحزب.

وتساءل خبراء عن مغزى وقوع الاعتداء الجديد غداة ظهور زعيم المافيا القومي سيدات بكار بشكل، في شكل مفاجئ وصادم خلال مسيرة جماهيرية "للتنديد بالإرهاب والكردستاني" في مدينة ريزه مسقط رأس أردوغان على البحر الأسود، ومطالبته بدعم أردوغان في الانتخابات، في مقابل توعده "الكردستاني" بأن "أنهاراً من الدماء ستسيل للانتقام منه".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com