الخميني يعود إلى السياسة في إيران من بوابة انستغرام
الخميني يعود إلى السياسة في إيران من بوابة انستغرامالخميني يعود إلى السياسة في إيران من بوابة انستغرام

الخميني يعود إلى السياسة في إيران من بوابة انستغرام

يعتبر هذا العام عاما مميزا بالنسبة لعائلة الخميني المؤسس الأول وقائد الثورة الإسلامية لإيران الشيعية، فقد صدح اسم العائلة من جديد وبات يتردد على الألسنة في البلاد بشكل لافت، بسبب النشاط السياسي المكثف لحفيد الخميني (حسن) في الفضاء السياسي الإيراني من جهة، ونشاط إبنه الشاب أحمد في الفضاء الإلكتروني وخصوصا على منصة انستغرام وغيرها من منصات التواصل الاجتماعي.



ويعتبر حسن الخميني ذو الـ 42 عاما أكثر أحفاد آية الله الخميني الـ 15 شهرة في إيران، على الرغم من الحياد السياسي الذي صبغ شخصيته إلا أن اسمه بدأ بالظهور في عناوين الصحف وصورته على أغلفة المجلات الإيرانية مقترنة بتوقعات حول ترشحه لمجلس خبراء القيادة الإيرانية المزمع إجراؤها في فبراير/شباط 2016.

ففي بداية سبتمبر/أيلول نشرت مجلة (طلوع صبح) الإيرانية والمقربة من رفسنجاني رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام، موضوعا عن حسن الخميني بعنوان (الحنين إلى السيد الخميني).

ووفقا لتقرير لصحيفة الغارديان البريطانية اليوم الأثنين، فإن الترويج السياسي لاسم حسن الخميني لم يتوقف على مجلة رفسنجاني فحسب، بل هنالك صفحة ابنه على الانستغرام والتي يتابعها حوالي 150 ألف إيراني.

هذه الصفحة تنشر صورا لكل ما يسمى بالإصلاحيين الإيرانيين مثل الرئيس الأسبق محمد خاتمي وبعض رموز المعارضة مثل مير حسين موسوي ومهدي كروبي المعتقل منذ عام 2011.



ويعتبر أحمد من الفئة ذات الوزن الثقيل في لعبة الإنتخابات، الفئة العمرية مابين 15 و 24 سنة والتي تمثل ربع التعداد السكاني لإيران وثلث الناخبين البالغ عددهم 55 مليون ناخب مايجعلهم هدفا مغريا لأي مرشح في المستقبل، وهي تحديدا فئة الطلاب التي منحها الرئيس الإيراني الأسبق روحاني سقف حرية سياسية عاليا نسبيا، فقد ظهرت الثقة بوزنهم السياسي بوضوح من خلال الشعارات التي يرددونها في ساحات الجامعات، وخصوصا بعدما أعارهم وزير التعليم العالي للتكنولوجيا والبحث العلمي رضا فراجي دانا اهتماما بالغا في عهد روحاني، وموجة التوظيف التي قام بها في الوزارة و الجامعات.

ويعتبر هذا الجيل فريدا ومتميزا عن الأجيال السابقة لأنه عايش الأجواء الملهمة التي رافقت انتخابات عام 2009 وما تبعها من مظاهرات المطالبة بالتغيير، والأهم من ذلك تحولهم عن مقاطعة الإنتخابات عام 2013 كنتيجة طبيعية لما حصل عام 2009، ودعمهم الذي ساعد روحاني للوصل إلى سدة الحكم.

وقال رامين جهان بيجلو الباحث السياسي الإيراني في جامعة يورك-تورنتو لموقع (طهران بيرو) الإخباري:"إن هذا الجيل أقل إلماما بالسياسة عن سابقيه، فقد لعب الإعلام الاجتماعي و تراجع الفكر الماركسي والنماذج الإسلامية دورا هاما في إعداد جيل مثقف و متعدد التوجهات".

ويضيف الموقع على لسان صحفييه المختصين بالشأن السياسي الداخلي:"إن أحمد الخميني اجتذب شريحة واسعة من الشباب بسبب تأييده لموسوي ورفسنجاني، ولكنه قد يواجه رفضا من قبل المعادين للفكر الديني الذين يكرهون اسم عائلة الخميني، بالإضافة إلى مؤيدي ميليشيات الباسيج الإيرانية"، ولكنهم يؤكدون أن مؤازري أحمد الخميني يخوضون لعبة تحدي على أمل تغيير مستقبل الدولة ونتيجة الإنتخابات المقبلة في 2016.

ولم يستخدم الخميني الصغير تلك الشعارات الرنانة عن القضاء على البطالة وإيجاد فرص العمل، على الرغم من انها الهاجس الأول للشعب الإيراني، لكنه لمح بذكاء عبر انستغرام على ضرورة اختيار أفضل الموجود كاختياره لروحاني في انتخابات عام 2013.

و لم يقتصر نشاطه على العالم الافتراضي، فقد ظهر الخميني الصغير في العديد من المناسبات مع والده وقادة دينين وسياسيين بارزين، آخرها كان أمام حشد كبير بمناسبة الذكرى الـ26 لرحيل الخميني الجد آيات الله العظمى.



كما ظهر أيضا في بداية يوليو/تموز في زي إسلامي عندما قضى مدة عشرة أيام معتكفا وإماما لمسجد في جنوب شرق البلاد.

وأثارت صور هذه الواقعة عاصفة من الاستهجان في المجتمع الإيراني الذي اعتاد على رؤيته مرتديا أزياء من ماركات عالمية مثل (نايك وتومي) على صفحته في انستغرام.

وفي مكان آخر أوضح أحمد الخميني على انستغرام أنه لم ينتسب رسميا إلى مدارس الحوزة لكنه كان يشارك في نشاطاتها وطقوسها كزيارة القرى في رمضان.

صلاة العيد

ظهر الخميني الصغير مجددا في السابع من تموز/يوليو الماضي ، وفي الصف الأول أثناء صلاة عيد الفطر بين كبار القادة السياسيين وعلى بعد خطوات من آية الله علي خامنئي.

وتقول الصحيفة إن الفتى الخميني يهتم كثيرا بالدراسات الدينية، خصوصا بعد الأنباء عن نية والده الترشح لمجلس الخبراء.

وتشير الصحيفة إلى أن الميول السياسية لوالد الفتى الخميني بدأت تتوضح مع تزايد انتقاده للتطرف الديني بشكل ملفت للانتباه منذ عام 2009، الأمر الذي قد يؤهل الشاب (أحمد الخميني) مستقبلا لخوض المعترك السياسي إذا ما حصل والده على مقعد.

وتلفت الصحيفة إلى أنه بإمكان الخميني الصغير ارتداء الزي الإسلامي طوال اليوم وفي أي مكان، لكنه يفضل مجاراة جيله وعصره شأنه شأن باقي الشباب الإيراني المغرم بالموضة والتكنولوجيا الحديثة ووسائل الإعلام.



بشكل طموح وفضولي يحاول الخميني التقرب من أبناء شعبه ومن الجنسين والتواصل معهم، ربما يحاول أن يكون مثلا أعلى لهم، على الرغم من معرفته بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقه كونه حفيدا لرجل بضخامة آية الله الخميني، وهو أمر يظهر من خلال اختياره للصور التي ينشرها والمفردات المنتقاة بعناية وبأسلوب متفرد يشعر المتابع لها بأن الفتى يحاول أن يطلق نسخته الخمينية الخاصة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com