نتنياهو يطوي خلافه مع أوباما حول نووي إيران
نتنياهو يطوي خلافه مع أوباما حول نووي إيراننتنياهو يطوي خلافه مع أوباما حول نووي إيران

نتنياهو يطوي خلافه مع أوباما حول نووي إيران

قدر مراقبون أن الزيارة التي قام بها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى نيويورك، والخطاب الذي ألقاه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أمس الأول الخميس، "طوى صفحة الصراع العلني الذي يقوده ضد الإدارة الأمريكية، بشأن الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة الدول الست الكبرى".

وطبقا لمصادر إسرائيلية، فقد أبلغ مقربون من نتنياهو مسؤولين بالإدارة الأمريكية أنه "مستعد للبدء على الفور في نقاشات وحوارات استراتيجية مع الإدارة الأمريكية، بشأن سبل مواجهة إيران ما بعد الاتفاق"، مضيفة أنه "أبلغ وزير الخارجية الأمريكية أن إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية تتشاطران السياسات نفسها".

ويعتقد المراقبون أن الخطاب الذي ألقاه نتنياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، في دورتها السبعين، أمس الأول الخميس، "كتب كلمة النهاية لصراعه العلني ضد إدارة أوباما" لافتين إلى أن مستشاري نتنياهو كانوا يعملون بالتزامن مع إلقاء الخطاب على مسار آخر، وهو الحوار مع مسؤولين كبار بالإدارة الأمريكية، وأكدوا لهم أن "الجزء الخاص بالبرنامج النووي الإيراني في خطاب نتنياهو يستهدف غلق ملف الخطوات التي قام بها نتنياهو ضد الاتفاق النووي، والتي بدأها منذ خطابه أمام الكونغرس آذار/ مارس الماضي".

وبحسب تقارير، فقد كون مسؤولو الإدارة الأمريكية انطباعا بأن الرسالة التي حملها نتنياهو خلال زيارته إلى نيويورك، واللقاءات التي عقدها مستشاروه معهم، "تحمل نهاية لشهور طويلة من التراشق الإعلامي بين نتنياهو وأوباما"، وقدروا أن نتنياهو "مستعد للحديث عن اليوم الذي تلى الاتفاق النووي، وعدم التطرق مجددا إلى مساوئ اتفاق فيينا، أو تخلي الولايات المتحدة عن التزاماتها تجاه أمن إسرائيل".

ويعتقد مراقبون أن السياسات الجديدة التي كشفتها زيارة نتنياهو ستترجم إلى واقع خلال الزيارة التي سيقوم بها في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل إلى البيت الأبيض، واللقاء المزمع بينه وبين الرئيس الأمريكي باراك أوباما، بعد عام كامل من القطيعة بينهما.

وكان نتنياهو قد عبر خلال اللقاء الذي جمعه بوزير الخارجية الأمريكية جون كيري مساء أمس الجمعة، عن كون إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية تتشاطران السياسات ذاتها، فيما أكد لمراسلين صحفيين تحدثوا معه، أنه "لم يؤيد يوما الإتفاق النووي الذي تم التوقيع عليه في تموز/ يوليو الماضي، ولكنه يعتزم النظر إلى الأمام، وعدم الوقوف عند التوقيع على الإتفاق ومساوئه، مؤكدا أنه بصدد بحث العديد من الملفات الحيوية مع الإدارة الأمريكية في هذا الشأن".

وتقول مصادر إسرائيلية أن أبرز النقاط التي ستناقشها إسرائيل مع الولايات المتحدة الأمريكية هي التطبيق الصارم للإتفاق، والتأكد من أن مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية يعملون بحرية على مراقبة الأنشطة النووية الإيرانية، وكيفية إلزام طهران بتطبيق كل ما ورد في الإتفاق من بنود.

وفضلا عن ذلك، يتضمن الحوار الإستراتيجي الأمريكي – الإسرائيلي المزمع، بحسب المحللين "الحديث عن سبل التصدي للمساع الإيرانية لبسط هيمنتها على المنطقة، ووقف تمويلها لتنظيمات إرهابية في الشرق الأوسط"، معبرين عن إعتقادهم أن رئيس الحكومة الإسرائيلية سيحث الجانب الأمريكي على "دعم جميع القوى والدول التي يمكنها أن تحمل زخما لمواجهة ما وصفوه بالعدوان الإيراني، وعلى رأس هذه الخطوات دعم إسرائيل عسكريا بجميع المتطلبات التي تحتاج إليها"، أضف إلى ذلك، مسألة "تشديد العقوبات على إيران بشأن تمويلها للإرهاب، والتلويح بعقوبات جديدة".

ويذهب مراقبون إلى أن الدعوات التي وجهها خبراء إسرائيليون إلى نتنياهو، والتي طالبته بتغيير صيغة خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، قبيل مغادرته إسرائيل متوجها إلى نيويورك الثلاثاء الماضي، أثمرت بالفعل عن نتيجة، وأن نتنياهو كان بصدد معاودة الهجوم على الإدارة الأمريكية في خطابه الأصلي، ولكن هذا الأمر لم يحدث.

ويعزى المراقبون استجابة نتنياهو لتلك الدعوات، وتغيير فحوى خطابه من النقيض إلى النقيض، وإعلانه عن استعداده للبدء في الحوار الإستراتيجي مع واشنطن، "إنما جاءت في ضوء المخاوف الإسرائيلية المتزايدة جراء التواجد الروسي العسكري في سوريا، والذي يعزز الدور الإيراني ودور المليشيات الشيعية الموالية لطهران في المنطقة، ويفرض قيودا جديدة على حرية عمل الجيش الإسرائيلي، ويضع عراقيل أمام أسلحة الجو والبحرية لتنفيذ مهام محددة في المنطقة".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com