إعادة تأهيل الأسد.. مرحلة جديدة في الصراع السوري

بالرغم من الخلاف العلني بين الرئيسين الأمريكي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين حول مصير الرئيس السوري بشار الأسد، في خطابيهما أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، إلا أن مراقبين يرون أن أبرز عنوان لهذه الاجتماعات كان إعادة تأهيل الأسد وتلميعه أممياً.

ويشير محللون إلى دخول الصراع في سوريا مرحلة جديدة، حسبما قال الباحث والمعارض السوري برهان غليون، الذي أرجع بدايات هذه المرحلة للحظة فشل مفاوضات جنيف 2.

  وأضاف أن عنوان المرحلة هو "التراجع عن اتفاق جنيف 1، وخاصة تشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات، ما يعني استبعاد الأسد، ليحلّ محله محاولات إعادة تأهيل الأسد دولياً، وجعله شريكاً في الحرب على الإرهاب".

  وقد عمل كل من الساسة الروس والإيرانيين، ومنذ انهيار محادثات جنيف 2، على فكرة تقاسم السلطة بين النظام والمعارضة، والحفاظ على النظام، وتلميع صورة الأسد، بالتزامن مع تحول في الأوساط الدبلوماسية الدولية يجنح للقبول بالفكرة.

  ويؤكد غليون أن جهوداً كبيرة بذلتها كل من موسكو وطهران بغية تشويه سمعة المعارضة السورية، وتجاوز كياناتها، من خلال الدعوة إلى مؤتمرات مثل لقاء موسكو 1 التشاوري (من 26 إلى 29/02/2015) ولقاء موسكو 2 التشاوري (من 06 إلى 09/04/2015) وتجمعات بديلة (مؤتمر القاهرة في 23 و24/01/ 2015)، والتركيز على تمدد القوى المتطرفة، وفي مقدمها "داعش"، وحاول الروس وضع المجتمع الدولي أمام أحد خيارين لا ثالث لهما، إما التعامل مع نظام الأسد، أو القبول بسيطرة "داعش" وأشباهها".

  ويرى غليون أن التحول في الموقف الأوروبي من الأسد يشكل تراجعاً وانقلاباً جذرياً عن نقطة البداية.

  ويرى مراقبون أن بوتين، يسعى من وراء تدخله العسكري، تثبيت نظام الأسد، وإعادة فرضه على الشعب السوري، وبالتالي الإمساك بالملف السوري، وإجبار الولايات المتحدة وأوروبا على التراجع عن العقوبات التي فرضتها عليه، والتنازل له في أوكرانيا وفي بقاع العالم الأخرى.

  ويبدو أن معركة نظام الأسد تحولت إلى معركة روسيا نفسها ضد الغرب، وهو ما خططت له موسكو منذ بدء الأزمة، وليس غايتها محاربة داعش، إنما الحفاظ على مصالحها، وعلى حصتها في أية تسوية مقبلة للصراع.