عقبات في طريق القائد الجديد لشرطة الاحتلال
عقبات في طريق القائد الجديد لشرطة الاحتلالعقبات في طريق القائد الجديد لشرطة الاحتلال

عقبات في طريق القائد الجديد لشرطة الاحتلال

أفاد محللون إسرائيليون أن اختيار نائب رئيس الشاباك "روني الشايخ"، لمنصب القائد العام للشرطة الإسرائيلية، في أعقاب الضجة التي أحدثها قرار وزير الأمن الداخلي "جلعاد إردان"، بشأن تعيين العميد إحتياط "جال هيرش"، ربما جاء بشكل متعمد، ضمن خطة معدة مسبقا، لتهيئة قيادات الشرطة نفسيا، لتولي شخصية من (الشاباك) لهذا المنصب.

وأن تكليف "هيرش" في وقت سابق كان من بين خطوات تهيئة الشرطة لاستقبال مرشح (الشاباك)، الذي تسبب في تكميم أفواههم، بعد الإنتقادات التي أطلقوها في وقت سابق، ضد تعيين شخصية من خارج مؤسسة الشرطة على رأسها.

ويقول المحللون أن تعيين شخصية من خارج مؤسسة الشرطة لم تكن بالخطوة الهينة أو التي يسهل تمريرها، لذا فإنه كان من الضروري إثارة قيادات الشرطة الإسرائيلية أولا، ومن ثم إمتصاص غضبهم، قبل تمرير تعيين شخصية من خارج المؤسسة، طبقا لخطة الهيكلة التي يتبناها وزير الأمن الداخلي "جلعاد إردان" من البداية.

عقبات في الطريق

ومع ذلك،اسرا يعتقد المحللون أن "الشايخ" سيواجه في بداية طريقة عدد من العقبات، من بينها أنه كان ينتمي لجهاز إستخباراتي، ويمتلك صلاحيات واسعة، من بينها قدرته على تحريك قوة سرية عبر إتصال هاتفي أو رسالة (SMS) لضبط عناصر إرهابية أو القضاء على هدف من الأهداف، ولكنه حاليا سيضطر للعمل بناء على قوانين علنية وإجراءات إدارية روتينية، وسيكون عليه مواجهة الصحفيين والمصورين، وحل مشاكل صغار الضباط والمواطنين.

ويشير المحللون إلى أن جهاز (الشاباك) مثل أي جهاز إستخباراتي، يحظى بظروف عمل وصلاحيات واسعة، ويعمل بلا قيود، ليجمع معلومات عن جميع مواطني إسرائيل ومن يقومون بزيارتها، وتشمل هذه المعلومات ما يتم تبادله من رسائل أو إتصالات عبر الهواتف الذكية والحواسب والهواتف الأرضية، والبريد الإلكتروني، وكل ما يتعلق بالمواطنين من معلومات، من بينها السجل الجنائي للمتهمين الذين خضعوا للتحقيقات والسجن بواسطة الشرطة، وكذلك الشرطة العسكرية التابعة للجيش.

وقبل نائب رئيس (الشاباك) التنازل عن منصب رئيس الشاباك القادم، من أجل تولي منصب محاط بقيود قانونية عديدة وإجراءات روتينية ربما ستصعب عليه عمله، وتقول التقارير أن "الشايخ" مضطر للإستعانة بمخزون المعلومات الذي يمتلكه (الشاباك) لكي يمكنه تطوير مؤسسة الشرطة، فضلا عن حتمية دخوله في صراع مع وزارة المالية من أجل انتزاع أكبر قدر من الأموال لتحسين ظروف عمل عناصر الشرطة.

قرار سليم

وتقدر مصادر إسرائيلية أن تعيين "الشايخ" يعبر عن قرار سليم لوزير الأمن الداخلي، في ضوء الوضع المتدهور للشرطة، ويرى يارون بلوم، الضابط السابق بجهاز الأمن العام، أن "الشايخ" كان الرجل الثاني في أهميته داخل الشاباك، وأنه رجل التخطيط الإستراتيجي الأول بامتياز.

ومع ذلك، يعتقد "بلوم" أنه من غير المنطقي أن يتنازل "الشايخ" عن رئاسة الشاباك، حيث كان مرشحا لتولي المنصب، من أجل تولي منصب محاط بالمشاكل، وأنه ربما أراد أن يثبت أنه قادر على إصلاح جهاز الشرطة، كنوع من التحد الشخصي.

مخاوف داخل الشرطة

وعلى الرغم من إختلاف ردود الفعل داخل شرطة الإحتلال الإسرائيلي على تعيين نائب رئيس الشاباك "روني الشايخ" قائدا عاما للشرطة، مقارنة بالقرار السابق بتعيين العميد إحتياط "جال هيرش"، ولكن مصادر شرطية تقول أن لديها مخاوف من إحتمالات تفضيل المرشح الجديد لقيادات من الجهاز الذي ينتمي إليه، وأنه قد يشكل دائرة مقربة منه من هذا الجهاز، ما يعني تهميشا لدور قيادات الشرطة، والذين كانوا ينتظرون أن يتولوا مناصب أكبر.

وبحسب مصادر، فإن الفترة القادمة ستشهد نهاية عمل العديد من ضباط الشرطة الكبار، وعلى رأسهم اللواء يورام هاليفي، قائد المنطقة الجنوبية، واللواء بنتسي ساو، القائم بأعمال القائد العام للشرطة، بالإضافة إلى اللواء يارون باري، قائد شرطة السير، وقيادات أخرى، ما يعني أن جهاز الشرطة سيفقد غالبية الرتب العليا، فيما ستشهد الفترة القادمة سلسلة طويلة من التعيينات من خارج الجهاز، ما ينعكس بالسلب على معنويات ضباط الشرطة من رتبة العميد فأقل، والذين كانوا يخططون لمستقبلهم المهني داخل الجهاز.

ويكمن الخلاف الرئيسي في أن المئات من ضباط الشرطة الإسرائيلية في رتبة العميد، والذين لم تنسب إليهم أي وقائع فساد، كانوا يتوقعون أن يكون القائد العام الجديد أحدهم، بعد "أزمة الأجيال" التي عكسها العديد من لواءات الشرطة الذين تورطوا في جرائم جنسية، ولكن الموقف الذي يتمسك وزير الأمن الداخلي يعني أنه يرسخ أزمة الثقة في الشرطة، على حساب جيل كامل من ضباط الشرطة الذين كانوا يطمحون في مناصب عليا.

ويعتبر (الشاباك) أحد أذرع الإستخبارات الإسرائيلية، ويخضع لمكتب رئيس الحكومة، على غرار جهاز (الموساد)، وهو جهاز مختص بالإستخبارات الداخلية، ومكافحة التجسس، وحماية الشخصيات العامة،  وإحباط العمليات الإرهابية الداخلية.

وهناك من يرون أن الشرطة الإسرائيلية ليست الكيان المنشغل بالشق الأمني فحسب، ولكنه جهاز يقدم خدمات للمواطنين، في مجالات عديدة، وهي مجالات لا يمتلك فيها نائب رئيس (الشاباك) أي خبرة، وبالتالي قد تشهد ولاية (الشايخ) إصلاحات جوهرية على المستوى الداخلي لجهاز الشرطة، ولكن علاقة الشرطة بالمواطنين قد تتدهور.

من هو روني الشايخ؟

ونشر إسم نائب رئيس الشاباك، المرشح لتولي منصب القائد العام للشرطة الإسرائيلية، قبل أيام فقط، وأفادت مصادر أن روني الشايخ (52 عاما) من مواليد اليمن، كان قد هاجر إلى إسرائيل، واستقر في إحدى المستوطنات، وبدأ خدمته العسكرية ضمن لواء المظليين عام 1981، وأصيب خلال الإجتياح الإسرائيلي للبنان وكسرت يده.

وإلتحق الشايخ بالشاباك عام 1988، وتدرج في المناصب إلى أن أصبح عام 2014 نائبا لرئيس الجهاز، الذي يشكل أحدى أذرع الإستخبارات الإسرائيلية.

وفضلا عن كونه يوصف بأنه متدين من مرتدي الكيباة، يتحدث نائب رئيس الشاباك اللغة العربية بطلاقة، ويعتبر أحد أبرز من أجروا التحقيقات مع الفلسطينيين منذ إندلاع الإنتفاضة الأولى، ويوصف بأنه يحطم أعصاب من يخضعون للتحقيق دون أن يستخدم العنف.

تولى مسولية إعادة تنظيم جهاز الشاباك على مستوى التخطيط الإستراتيجي والمشاريع التكنولوجية، ويطلق عليه في الشاباك لقب (الثعلب). كما أنه يحمل شهادة الماجيستير في العلوم السياسية من جامعة حيفا.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com