سياسات بوتين تحتم إنهاء خلافات نتنياهو مع أوباما
سياسات بوتين تحتم إنهاء خلافات نتنياهو مع أوباماسياسات بوتين تحتم إنهاء خلافات نتنياهو مع أوباما

سياسات بوتين تحتم إنهاء خلافات نتنياهو مع أوباما

يرى مراقبون إسرائيليون أن الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" توج نفسه أمس الإثنين، خلال الكلمة التي ألقاها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، زعيما للنظام العالمي الجديد الذي يتشكل، تاركا الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" أمام مأزق، وقاطعا الطريق أمام رئيس الحكومة الإسرائيلية "بنيامين نتنياهو"، الذي سيلقي بعد غد الخميس كلمة إسرائيل، ومن المتوقع أن يتحدث عن الإتفاق النووي وانعكاساته، ليظهر أمام الجميع على أنه وصل متأخرا للغاية.

ويقول المراقبون إن الرئيس الروسي وجه رسالة غير مباشرة إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية خلال كلمته التي ألقاها أمس الإثنين، حين نوه أن الإرهابيين وليست إيران، هم النازيون الجدد، وذلك حين طالب بتشكيل تحالف واسع لمحاربة تنظيم داعش في سوريا، بقوله إنه "ينبغي تشكيل تحالف يشبه التحالف ضد النازية خلال الحرب العالمية الثانية"، معلنا بذلك أن إيران صارت جزء لا يتجزأ من الحرب الدولية على الإرهاب، وقاطعا الطريق أمام نتنياهو، الذي من المفترض أن يستغرق في الحديث عن مخاطر الإتفاق النووي.

بوتين واستغلال الفرص

واعتبر مناحم شيلو، المحلل السياسي لصحيفة (هأرتس) الإسرائيلية، أن الرئيس الروسي "عرف كيف يستغل الفرص بشكل ملفت، ونجح في التحول إلى نجم الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، بعد أن فهم جيدا كيف يتملك الخوف من دول الغرب، وبخاصة الدول الأوروبية التي تنظر إلى موجات اللاجئين السوريين بفزع"، مستغلا فرصة الرفض الأمريكي للتورط مجددا في الشرق الأوسط، ومتوجا نفسه "رئيسا لمعسكر الطيبين في الحرب ضد الأشرار"، على حد تعبير المحلل.

ويقدر المحلل الإسرائيلي إن الرئيس الروسي نجح في إنتزاع جميع الميزات التي حققها الإتفاق النووي الذي تم التوقيع عليه في تموز/ يوليو الماضي، بين إيران والدول الكبرى (من بينها روسيا)، وأنه في الوقت الذي تحدث فيه الرئيس الأمريكي عن الإنجاز التاريخي الذي حققه بهذا الإتفاق، فإن الرئيس الروسي وحده فهم كيف يمكنه ترجمة الإتفاق إلى إنجاز روسي على الأرض.

نتنياهو وتغيير الخطاب

وطالب محلل صحيفة (هأرتس) بأن يضع رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو في الإعتبار أن الرئيس الروسي "اختار أن يتحالف مع المحور الشيعي، الذي يمتد من طهران إلى بغداد، ومنها إلى دمشق وبيروت"، قبل أن يتوجه إلى منصة الجمعية العامة في نيويورك، ليتحدث عن الإتفاق النووي، ويبدأ في توجيه اللوم للرئيس الأمريكي باراك أوباما، "حيث أن جميع هذه الكلمات ستظهر رئيس حكومة إسرائيل وقد وصل متأخرا للغاية" على حد قوله.

وذهب المحلل الإسرائيلي إلى أن الخطاب الذي أعده نتنياهو "ينبغي أن يتغير خلال الساعات القليلة القادمة"، ودعاه إلى فهم حقيقة ما يحدث من تطورت جوهرية في المنطقة، وأن يتناسى مسألة الهجوم على الرئيس الأمريكي، ويدرك أن المحور الذي يمكن لإسرائيل أن تنضم إليه ينبغي أن تقف الولايات المتحدة الأمريكية على رأسه، إلى جانب الدول السُنية، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، التي تشعر بإنزعاج شديد من الصعود الإيراني المدعوم بغطاء روسي، وبخاصة في ظل التوترات الشديدة بينها وبين طهران، عقب حادثة التدافع في "منى".

طي صفحة الخلافات

وفي السياق نفسه، يرى مراقبون إسرائيليون أن هذا هو الوقت المناسب لعودة العلاقات الأمريكية – الإسرائيلية إلى طبيعتها، لمواجهة التحالف الروسي الإيراني السوري، وأن رحلة نتنياهو إلى نيويورك ينبغي أن تطوي صفحة الخلافات حول الإتفاق النووي، وتحقق وثبه بعيدة، تتخطى كل ما سبق من خطوات كانت قد تجمدت في الشهور الأخيرة، منذ خطاب الكونغرس في آذار/ مارس الماضي.

ويعتقد المراقبون الإسرائيليون أن "عدم تطرق الرئيس أوباما في خطابه أمام الجمعية العامة للصراع الإسرائيلي – الفلسطيني ربما يدل على أنه لا يرغب مجددا في الإحتكاك باللوبي اليهودي في الولايات المتحدة الأمريكية، ما يدل على أنه غير من أولوياته تماما بالنسبة للشرق الأوسط"، وأن على نتنياهو أن "يدرك أن الشكاوى الإسرائيلية من مبالغة الغرب في الحديث عن الصراع بدأت تثمر".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com