السعودية تتجاهل الحشود الروسية بسوريا أملا في تهميش دور إيران
السعودية تتجاهل الحشود الروسية بسوريا أملا في تهميش دور إيرانالسعودية تتجاهل الحشود الروسية بسوريا أملا في تهميش دور إيران

السعودية تتجاهل الحشود الروسية بسوريا أملا في تهميش دور إيران

بدت الدبلوماسية السعودية والروسية على طرفي نقيض بشأن طريقة إنهاء النزاع السوري خلال اجتماعات ثنائية عقدها مسؤولون كبار من البلدين الشهر الماضي.

لكن التحركات الروسية الأخيرة في دمشق والصمت السعودي الغريب عليها، تعدان مؤشرا على أن تفاهماً ما قد جرى بين الطرفين.

وتختلف الرياض وموسكو حول الملف السوري منذ بدايته، وفي آخر اجتماع عقد بين وزيري خارجية البلدين عادل الجبير وسيرغي لافروف، الشهر الماضي، تمسكت الرياض بأن حل الأزمة في سوريا يقتضي رحيل الرئيس السوري بشار الأسد، بينما ترى موسكو أن الأولوية الآن للحرب على تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) التي يجب أن يكون الأسد جزءاً منها.

ويقول مراقبون، إن الرياض وموسكو متفقتان على أن استمرار الصراع السوري ليس في مصلحتيهما، ويريدان العمل بجدية لإنهائه بشكل منفرد، في ظل تراخي واشنطن والدول الغربية وتركيزهم على تداعيات الصراع وأزمة اللاجئين بدل معالجة جذور الأزمة.

وشهدت العلاقة بين الرياض وموسكو تحسناً كبيراً منذ تولي الملك سلمان سدة الحكم في المملكة في يناير/كانون الثاني الماضي، ومن المقرر أن يزور الملك سلمان موسكو قبل نهاية العام الحالي كتتويج لعلاقة جديدة بين البلدين بدأها قبل أشهر دبلوماسيون سعوديون كبار بينهم نجل الملك ذاته ووزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان.

وقال دبلوماسي سعودي سابق لشبكة "إرم" إن صمت بلاده على التعزيزات العسكرية التي أرسلتها موسكو مؤخراً إلى دمشق، يعد تفسيراً منطقياً لما قاله وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الشهر الماضي بعد لقائه بنظيره السعودي عادل الجبير حول اتفاق البلدين على عدة أمور واختلافهما على أمور أخرى.

وأضاف الدبلوماسي السعودي طالباً عدم ذكر اسمه، أن لافروف صرح علناً أنه جرى تحقيق بعض النتائج الأولية فيما يتعلق بمبادرة الرئيس فلاديمير بوتين الخاصة بإنشاء تحالف إقليمي لمحاربة الدولة الإسلامية "داعش".

وأوضح أن التحركات العسكرية الأخيرة لموسكو في دمشق، تمت برضى السعودية على ما يبدو تمهيداً لتحقيق تقدم يساهم في إنهاء الصراع السوري بشكل نهائي، لكن من الصعب تحديد أين ستسير الأمور في ظل وجود لاعبين دوليين في الأزمة السورية.

ويقول محللون سياسيون، إن الرياض دفعت موسكو للانخراط أكثر في الصراع السوري، لتهميش دور طهران هناك، كخطوة أولى تسبق أي خطوة أخرى تساهم في إنهاء الصراع السوري بشكل كامل.

وتخشى موسكو أن يؤدي إسقاط الرئيس الأسد الذي تطالب به الرياض أولاً، إلى سيطرة الجماعات الإسلامية على سوريا وإلى قيام فوضى سياسية وأمنية، إضافةً لاحتمال أن يقوم نظام ذو توجه إسلامي يسيطر عليه الإخوان المسلمون المدعومين من تركيا بتهديد المصالح الروسية التاريخية في سوريا.

وكانت موسكو والرياض أكدتا الشهر الماضي تمسكهما ببيان "جنيف -1" كأساس للتسوية في سوريا، والذي ينص على تشكيل حكومة انتقالية ذات صلاحيات في دمشق، تعد لانتخابات تشريعية ورئاسية خلال فترة زمنية يتفق عليها، تحدد مستقبل سوريا.

وتقول بعض التحليلات إن الرياض أجرت تغييراً جزئياً في موقفها بشأن سوريا من خلال عدم ممانعتها بأن تزيد موسكو من تواجدها العسكري في سوريا لتضمن مصالحها الاستراتيجية في سوريا وتضمن استمرار نفوذها في حالة حصول أي تغيير في النظام السوري.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com