هل تغير الموقف التركي حيال الأزمة السورية؟
هل تغير الموقف التركي حيال الأزمة السورية؟هل تغير الموقف التركي حيال الأزمة السورية؟

هل تغير الموقف التركي حيال الأزمة السورية؟

أثارت بعض وسائل الإعلام، العربية والغربية، ضجة كبيرة، حول تصريح الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الذي أطلقه في أنقرة، قبل أيام قليلة، بعد عودته من زيارة رسمية إلى روسيا، وقال فيه: "من الممكن الحديث عن مرحلة إنتقالية بوجود بشار الأسد".

وعبّر العديد من المعارضين السوريين عن صدمتهم لسماع هذا القول، الذي أورده بعضهم في سياق تبدل جذري في الموقف التركي من الأزمة السورية بشكل عام، ومن بشار الأسد بشكل خاص.

وتزامن ذلك مع تغير مواقف معظم دول الاتحاد الأوروبي إزاء ضرورة التحاور مع الأسد، وإشراكه، بل والقبول ببقائه في المرحلة الانتقالية، باستثناء فرنسا، التي رفضت أن يكون للأسد أي دور في المرحلة الانتقالية أو في مستقبل سوريا.

وتعليقاً على ما صرح به أردوغان، قال الكاتب مصطفى موتان أوغلو، اليوم الاثنين، إن الرئيس التركي، قال بالضبط "يجب أن تكون المرحلة الانتقالية بدون الأسد، لكن ربما قد تكون أيضا بدور للأسد، الذي يجب أن لا يكون له مكان في مستقبل سورية".

وأضاف أنه "يكفي أن تكون هذه الجمل صادرة عن أردوغان، حتى يكون لها صدى كبيراً في أوساط السياسة والصحف والأعلام، وتتناقلها محطات التلفزة كخبر عاجل وملفت، وتثير من حولها زوبعة من المناقشات والتحليلات والمقالات، محاولة تبين سبب هذا التصريح، وهذه الجملة الاعتراضية التي قالها رئيس دولة يعرف ماذا يقول، ومتى يقول ولماذا يقول، خاصة بعد عودة أردوغان من زيارة عمل قصيرة لموسكو ولقائه مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين. وهو المعروف عنه بموقفه الثابت والواضح تجاه ما يجري في سوريا".

واعتبر موتان أوغلو أن "المشكلة هي في طريقة تناول الخبر من قبل البعض، حيث أعتبر هذا كلام لا يصدر عن أردوغان، وبدأ يسعى بتكذيب الخبر، والتستر عليه، ويطالب بعدم نشره. لأن أردوغان لا يمكن أن يقول هذا الكلام. وبعضهم الآخر، راح يجتهد بأنه قصد غير ذلك، وكأن أردوغان لا يعرف كيف يعبر عما يريد. أما آخرون فقد اعتبروا هذا التصريح نهاية ووأدا للثورة السورية، وتراجعًا واضحًا في موقف تركيا ورجب طيب أردوغان. لكن الأجدر هو الوقف عند هذه الجملة الاعتراضية، والتفكير بها، وبالأسباب التي دعت أردوغان لقولها، وهو رجل وقف ولا يزال يقف مع الشعب السوري ويتحمل كل مخاطر وتبعات هذا الموقف، خاصة وأنه ألمح وبل وطالب بنفس الحديث، المعارضة بعدم القبول لأي دور للأسد لا بالمرحلة الانتقالية ولا سوريا المستقبل".

أما الصحفي التركي، مصطفى أوزهان، فقد قال لشبكة إرم، إن "أردوغان لم يغير رؤيته حيال الأسد ونظامه، وأكد أنه لا يمكننا الحديث عن إنقاذ سورية بوجود الأسد، وإنه لا مستقبل للأسد في الحكم، إضافة إلى تأكيده أن لا أحد يرى مستقبلاً للأسد في سورية، ومن غير الممكن للسوريين أن يقبلوا بديكتاتور تسبب بمقتل ما يصل الى 350 ألف شخص".

وأضاف أن من حاولوا إثارة ضجة إعلامية، لم يذكروا كلام أردوغان عن أن بشار الأسد، يريد تأسيس سورية صغيرة تبدأ من دمشق، وتمتد عبر حماة وحمص إلى اللاذقية، يسيطر عليها وتدعمها قوى سيادية معينة، في إشارة إلى روسيا، وهذه المنطقة تنفتح على البحر الأبيض المتوسط".

وأعتبر أوزهان أن لا تبدل في موقف الحكومة التركية تجاه الملف السوري، وأن الرئيس أردوغان مازال يعتبر رحيل بشار الأسد هو الشرط الأول لحل الأزمة السورية.

واستدعت الضجة الأعلامية حول تبدل موقف تركيا، نفياً من طرف الرئيس التركي، حيث قال في تصريحات صحفية إن "ما تم تداوله كان عملاً خبيثاً، إن مقاربتي للسياسة التركية تجاه سورية ما زالت كما هي عندما كنت ‏في منصب رئيس الوزراء". ‏

غير أن مراقبين يرون أن تصريحات أردوغان، جاءت وفق قراءة جديدة للسياسة الخارجية التركية، التي تدرك تماماً أن الأوضاع في سوريا تغيرت، بعد التدخل العسكري الروسي المباشر. واعتبروها محاولة للتوفيق بين موقف المحور الغربي بزعامة الولايات المتحدة وموقف المحور الروسي الإيراني، ولا تريد تركيا أن تنحاز إلى أي من المحورين، كونها تريد حلاً عاجلاً للأزمة السورية، نظراً لأنها أكثر الدول تضرراً مما يجري في جوارها السوري.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com