محللون يشككون في نوايا موسكو بشأن محاربة "داعش" في سوريا
محللون يشككون في نوايا موسكو بشأن محاربة "داعش" في سوريامحللون يشككون في نوايا موسكو بشأن محاربة "داعش" في سوريا

محللون يشككون في نوايا موسكو بشأن محاربة "داعش" في سوريا

يتحدث محللون عن تضارب في السياسات الروسية بشأن أهداف التواجد العسكري في سوريا، ويقدرون أنه في الوقت الذي تعلن فيه موسكو عن إرسال قوات عسكرية كبرى للعمل ضد تنظيم "داعش"، فإن تلك القوات قد تكتشف في النهاية أنها تعزز بشكل غير مباشر من وضع هذا التنظيم، من خلال استنزاف قوى المعارضة السورية المعتدلة، العاملة ضد بشار الأسد، وفي الوقت نفسه ضد التنظيم المتطرف.

ويلفت تقرير صادر عن معهد "رويال يونايتد سيرفيس للدراسات الأمنية والدفاعية"، إلى أن القوات الروسية والسورية قد تساعد تنظيم "داعش" بشكل غير مباشر، ولاسيما وأنها ماضية في العمل ضد تنظيمات تقاتل "داعش"، ناقلاً عن المحلل الاستراتيجي الروسي إيغور سوتياجين، أن هذا الأمر ينم عن تناقض واضح في سياسات الكرملين.

وطبقاً للتقرير فإن إرسال القوات الروسية إلى سوريا لا يعبر عن تغيير في السياسات الروسية تجاه تنظيم "داعش"، ولكنه مجرد خطوة سياسية لإنقاذ نظام الأسد، وتعزيز السيطرة الروسية على القواعد البحرية في حلب واللاذقية، مع الحفاظ على علاقات جيدة مع دول الخليج العربي التي لا تحرص على إرسال قوات لمحاربة تنظيم داعش.

ويقدر محللون أن ثمة أمور غير مفهومة بشأن المناطق التي تعمل بها القوات الروسية في سوريا، وأن هذا التواجد في الغالب يتركز في المناطق الأكثر زخماً بالنسبة لقوى المعارضة السورية لمقاتلة "داعش".

وطبقا للموقع الإلكتروني لصحيفة "الجارديان" البريطانية، فإن السؤال الأهم الذي يسعى الرئيس الأمريكي باراك أوباما للحصول على إجابة عليه من نظيره الروسي فلاديمير بوتين، يوم الإثنين المقبل، خلال اللقاء الذي يجمع بينهما على هامش الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، يتعلق بالأسباب الحقيقية وراء "التدخل الروسي في سوريا"، وأن الرئيس الأمريكي سيطلب معرفة كيفية مساهمة الوجود العسكري الروسي في هزيمة تنظيم "داعش".

ويأتي ذلك بالتزامن مع بيان صادر عن وزارة الدفاع الأمريكية والذي أشار إلى أن روسيا أسست قاعدة لسلاح الجو في سوريا، وبدأت في تنفيذ طلعات جوية استطلاعية فقط، دون أن تشن هجمات حتى الآن، وأن الباب مازال مفتوحاً للحوار بشأن التعاون بين روسيا والائتلاف الدولي.

ويشير تقرير الصحيفة البريطانية إلى تحذيرات أطلقها معهد "رويال يونايتد سيرفيس للدراسات الأمنية والدفاعية" من أن التواجد الروسي لن يحل مشكلة تمدد تنظيم "داعش" في المنطقة، وأن سوريا والعراق قد لا تبقيا بحدودهما الحالية، وبخاصة وأن النوايا الروسية بشأن محاربة داعش ما زالت غامضة.

ونقل الموقع الإلكتروني لصحيفة "الجارديان" عن المحلل الاستراتيجي الروسي إيغور سوتياجين أن أسراب المقاتلات الروسية في اللاذقية، وكتيبة المشاة البحرية في القاعدة البحرية الروسية في طرطوس، تؤكد على تناقض سياسات الكرملين، لأن القوات الروسية تعمل في المناطق التي لا يوجد بها تنظيم "داعش"، مضيفاً أن القوات الروسية بهذه الطريقة تدعم الأسد في مكافحة جماعات المعارضة، ومنها جماعات تعمل ضد تنظيم "داعش"، لافتا إلى أن القوات الروسية لم تعمل بعد ضد التنظيم الإرهابي، وبالتالي فإن الأرجح أنها ستنهك القوى العاملة ضده.

في غضون ذلك، يعبر مراقبون عن دهشتهم من الأنباء التي تتحدث عن تسليم المعارضة السورية التي دربتها الولايات المتحدة الأمريكية ست شاحنات تحمل ذخيرة كانت قد تسلمتها من قوات الائتلاف الدولي بقيادة الولايات المتحدة إلى تنظيم "جبهة النصرة"، والتأكيدات الأمريكية بأن هذه الخطوة قد حدثت بالفعل، مشككين في أسباب تلك الخطوة، وإذا ما كانت ضمن محاولات أمريكية لتعزيز القوى التي يستهدفها التواجد الروسي في سوريا.

وكان وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر قد أكد أن أي محادثات بين واشنطن وموسكو يجب ألا تقتصر فقط على الجانب العسكري، بل يجب أن تتعرض للجانب المتعلق بالحل السياسي، مضيفاً أن المسارين السياسي والعسكري يحتاجان إلى المضي قدما بشكل متواز، رابطاً بين القضاء على "داعش" في سوريا، وإيجاد حل سياسي للنزاع المستمر منذ أربع سنوات.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com