الأمم المتحدة: "يونيفيل" مفوضة من مجلس الأمن وهي عازمة على الوفاء بتفويضها بأفضل ما في وسعها
أثار اقتراح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون توسيع دور التحالف الدولي ضد داعش ليشمل مواجهة حركة حماس جدلًا واسع النطاق، "فهو اقتراح غير مسموع في فلسطين، وشديد الحساسية في العالم العربي"، وفق صحيفة "لوموند" الفرنسية.
الاقتراح غير المتوقع الذي أعلنه ماكرون خلال زيارته لإسرائيل، يوم الثلاثاء، وصفته الصحيفة بالجريء، وأضافت أنه وبالرغم من كون الاقتراح يؤكد تضامن فرنسا الواضح مع إسرائيل، إلا أنه أثار المخاوف والجدل، ولاسيما في فلسطين والعالم العربي.
وشدد ماكرون على فكرة العدو المشترك، وربط الاقتراح بالهجوم الأخير لحركة حماس في السابع من الشهر الجاري، والذي أسفر عن أسر وقتل عدد من الفرنسيين ـ الإسرائيليين، ليصيغ المبادرة بوصفها جزءًا من الجهد العالمي لمحاربة الجماعات الإرهابية في جميع أنحاء العالم.
وحسب الصحيفة، فإن فكرة تطوير وصياغة ذلك الاقتراح تعود إلى المستشار السياسي العسكري، كزافييه شاتيل، وهي تمثل بشكل أساس موقف فرنسا الرافض لأي شرعية لحماس ككيان سياسي سواء في أوروبا، أو الشرق الأوسط.
وذكرت الصحيفة أن ذلك الموقف يتناقض مع وجهة نظر الكثير من الفلسطينيين الذين يعتبرون حماس جزءًا لا يتجزأ من نسيجهم الاجتماعي ولاعبًا حيويًّا في نضالهم التاريخي.
وأضافت "لوموند" أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ورغم اعترافه بالجانب الرمزي لعرض ماكرون، إلا أنه شدد على ضرورة تشكيل جبهة جماعية موحدة ضد حماس، محذرًا من المخاطر المحتملة إذا خرجت الحركة منتصرة.
وكشف الإليزيه بعض الملامح من مقترح ماكرون، حين تحدث عن استعداد لتقديم دعم معزز داخل التحالف ضد داعش، لن يشمل نشر قوات برية.
وأعربت فرنسا عن استعدادها للمشاركة في تبادل المعلومات الاستخبارية والنظر في فرض عقوبات على قادة حماس.
وأكدت الصحيفة أن الهدف الأساس لفرنسا هو مساعدة إسرائيل في معركتها ضد حماس مع المحافظة على التزامها بالقوانين الدولية والمبادئ الإنسانية.
وتصر إدارة ماكرون على أن الحل العسكري البحت غير مستدام، وتشدد على أهمية العملية السياسية بما في ذلك إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل، كأساس محوري للاستقرار طويل الأمد في المنطقة.
في المقابل تريثت الولايات المتحدة، بصفتها قائدة "التحالف الدولي ضد داعش"، في تقديم الدعم الكامل لاقتراح ماكرون، وركزت على تخفيف التوترات الإقليمية وحماية مصالحها في المنطقة.
وختمت الصحيفة الفرنسية بالقول، إن اقتراح ماكرون بتوسيع مهمة التحالف الدولي ضد داعش لتشمل القتال ضد حماس، أثار جدلًا في فلسطين والعالم العربي، وهو حاليًا قيد الدراسة، إذ إن الولايات المتحدة تتعامل مع الأمر بحكمة، نظرًا لتقلبات المنطقة.
وفي الأثناء، تسعى فرنسا إلى تعزيز الحملة التي تشنها إسرائيل ضد حماس، وتؤكد ضرورة التوصل إلى حل سياسي شامل وإقامة دولة فلسطينية في نهاية المطاف، ووصفت الصحيفة ذلك بأنه أمر أساس لاستدامة الاستقرار الإقليمي.
المصدر: صحيفة "لوموند" الفرنسية