تصاعد العنف في تركيا يهدد الانتخابات وينذر بحرب أهلية
تصاعد العنف في تركيا يهدد الانتخابات وينذر بحرب أهليةتصاعد العنف في تركيا يهدد الانتخابات وينذر بحرب أهلية

تصاعد العنف في تركيا يهدد الانتخابات وينذر بحرب أهلية

يهدد تصاعد وتيرة العنف في جنوب شرق تركيا إجراء انتخابات مبكرة وسط شكوى الأكراد من صعوبة إجرائها في المناطق الكردية، وتحذيرات من أن يأخذ الصراع شكل حرب أهلية.

ونددت الولايات المتحدة الأربعاء باعمال العنف التي استهدفت أبرز الأحزاب الكردية في تركيا واعتبرتها "غير مقبولة"، كما دانت هجمات حزب العمال الكردستاني ضد القوات التركية.

واعتبرت وزارة الخارجية أن العنف والتخريب في مقرات حزب الشعوب الديموقراطي وصحيفة حرييت "غير مقبولة" وأيدت دعوات الحكومة التركية الى الهدوء.

وقال المتحدث باسم الخارجية جون كيربي "لا مكان في النظام الديمقراطي لاحتجاجات عنيفة، لا سيما بدافع التحزب أو العداء العرقي".

وأضاف أن واشنطن تتوقع من السلطات التركية دعم القيم الاساسية والمؤسسات الديمقراطية والحريات الاساسية المعترف بها عالميا".

وقال كيربي "ندين بشدة هجمات حزب العمال الكردستاني الارهابية التي اسفرت عن مقتل جنود أتراك، معتبرا أن ذلك يمثل تصعيدا في أعمال العنف ويلحق أضرارا بقضية الأكراد الذين يريدون العيش بسلام.

وقال وزير المالية التركي محمد شيمشك ان الاضطراب السياسي يمثل أكبر خطر على الاقتصاد، وهو اعتراف نادر من جانب حزب العدالة والتنمية الحاكم بأن الوضع السياسي يمكن ان يعرقل على نحو أكبر النمو الاقتصادي في تركيا.

في غضون ذلك، حذر أبرز حزب مؤيد للاكراد في تركيا الاربعاء من خطر "حرب أهلية" بعد تعرض مقراته لسلسلة هجمات إثر المواجهات الدامية بين حزب العمال الكردستاني والجيش.

وقال صلاح الدين دمرداش رئيس حزب الشعوب الديمقراطي في مؤتمر صحفي في مدينة ديار بكر بجنوب شرق تركيا "في ضوء الوضع الأمني في المنطقة أصبح إجراء انتخابات أمرا مستحيلا. "نريد أن تجري الانتخابات ولا نقول إنه لا يمكن إجراء انتخابات ولكننا نريد أن تتحسن الأوضاع في المنطقة حتى تجري الانتخابات."

ولليلة الثانية على التوالي نزل آلاف المتظاهرين مساء الثلاثاء إلى الشارع في عدة مدن تركية للتنديد بـ"ارهابيي" حزب العمال الكردستاني وهاجموا مكاتب لحزب الشعوب الديموقراطي الذي يتهمه نظام الرئيس رجب طيب اردوغان بدعم حركة التمرد.

وقال صلاح الدين دمرتاش إن "حملات الهجمات هذه تديرها يد واحدة هي يد الدولة.إنهم يريدون اشعال حرب أهلية وما يجري منذ يومين تكرار لها".

ورد الرئيس الاسلامي المحافظ رجب طيب اردوغان بعنف على هذه التصريحات متهما مرة جديدة حزب الشعوب الديموقراطي بالتحدث بلغة الارهاب.

وقال "هناك رئيس حزب يتحدث عن حرب أهلية هذا لا معنى له" داعيا قادة حزب الشعوب الديموقراطي إلى "الاختيار بين الارهاب والديموقراطية".

وأضاف خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك متوجها الى دمرتاش "إذا وقفت الى جانب الارهاب فستواجه عواقب ذلك".

وتظاهر حوالى سبعة الاف شخص في وقت متاخر ليل الثلاثاء في وسط أنقرة تنديدا بـ"ارهاب" حزب العمال الكردستاني، وقامت مجموعة من حوالى مئة شخص بمهاجمة مكاتب حزب الشعوب الديموقراطي في حي كافاكليديري واحرقت قاعة المحفوظات.

كما احرق مقر الحزب بالكامل في منطقة الانيا (جنوب).

وقال دمرتاش "خلال اليومين الاخيرين كان هناك أكثر من 400 هجوم (ضد حزب الشعوب الديموقراطي والاكراد) اننا نتعرض لحملة من التعديات والهجمات".

كما هاجم انصار للحكومة مساء الثلاثاء مقر صحيفة حرييت في اسطنبول للمرة الثانية منذ الاحد، لاتهام الصحيفة بانها معادية للرئيس الاسلامي المحافظ رجب طيب اردوغان. وحاول حوالى مئة متظاهر اقتحام المبنى مرددين "الله اكبر".

وندد رئيس الوزراء احمد داود اوغلو بهذه التظاهرات داعيا الى الهدوء.

وكتب على موقع تويتر "ان هدف الارهاب هو النيل من روابطنا الاخوية الثابتة. مهاجمة الصحافة واملاك الاحزاب السياسية أمر غير مقبول. لا يمكن لاحد ان يحل محل القانون".

ومنذ نهاية تموز/يوليو الماضي استؤنفت المواجهات الدامية بين حزب العمال وقوات الامن التركية ما أدى إلى وقف محادثات السلام التي أطلقت في خريف 2012 لانهاء النزاع الكردي الذي أسفر منذ 1984 عن سقوط 40 ألف قتيل.

ومذذاك يشهد جنوب شرق البلاد حيث الغالبية الكردية حالة من التوتر الشديد.

وتسبب كمينان خلال اليومين الماضيين بمقتل 30 جنديا او شرطيا تركيا. وردا على ذلك شنت تركيا غارات جوية على معسكرات حزب العمال الكردستاني في شمال العراق وعبرت القوات الخاصة الحدود لمطادرة المقاتلين المتمردين.

وبدأ نواب من حزب الشعوب الديموقراطي الاربعاء مسيرة باتجاه مدينة جزرة التي تخضع لحظر تجول منذ ستة ايام وسط مخاوف بشأن الوضع الانساني في تلك المدينة.

ويأتي هذا التصعيد قبل أقل من شهرين على الانتخابات التشريعية المبكرة المقررة في الاول من تشرين الثاني/نوفمبر.

وخلال الاقتراع في السابع من حزيران/يونيو خسر حزب العدالة والتنمية بزعامة اردوغان الغالبية المطلقة التي كان يتمتع بها في البرلمان منذ 12 سنة خصوصا بسبب النتائج الجيدة التي حققها الحزب الموالي للاكراد (13%).

واطلق الرئيس حملة لاستعادة هذه الغالبية لفرض نظام رئاسي قوي، واتهم دمرتاش نظام اردوغان بتأجيج النزاع الكردي لاهداف سياسية.

وقال "لسنا نحن من قرر اغراق هذا البلد في الحرب وتكثيفها. لم نساند يوما مثل هذا القرار، انه قرار اتخذه الرئيس (رجب طيب اردوغان) والحكومة". واضاف "يريدون ان يقولوا لنا "اذا لم نحصل على 400 نائب ستدفعون الثمن".

وصرح سنجيز اختار الاستاذ في العلوم السياسية في جامعة سليمان شاه في اسطنبول لوكالة فرانس برس "انها الفوضى واصرار اردوغان على جعل النظام في تركيا بيد الرئيس مسؤول عن ذلك". واضاف "اذا استمرت الاوضاع على هذا النحو ستغرق تركيا في حرب اهلية".

وقتل أكثر من 100 فرد من قوات الامن التركية منذ تجدد الصراع في يوليو تموز استنادا الى معلومات من مسؤولين حكوميين ومصادر أمنية.

وبدأ حزب العمال الكردستاني -الذي تصنفه تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على أنه منظمة إرهابية- حملته الانفصالية في عام 1984.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com