أنقرة تلجأ لنظرية المؤامرة للتصدي لـ "الكردستاني"
أنقرة تلجأ لنظرية المؤامرة للتصدي لـ "الكردستاني"أنقرة تلجأ لنظرية المؤامرة للتصدي لـ "الكردستاني"

أنقرة تلجأ لنظرية المؤامرة للتصدي لـ "الكردستاني"

يستمر المسؤولون الأتراك في تحميل أطراف خارجية مسؤولية تصاعد العنف مع الأكراد جنوب شرق البلاد، في محاولة لإظهار الاشتباكات الدموية الأخيرة على أنها "مؤامرة خارجية تهدف لزعزعة السلام الداخلي".

وجاءت آخر تلك التصريحات على لسان نائب رئيس الوزراء التركي، يالجين أكدوغان، في تغريدة نشرها في موقعه الرسمي على "تويتر" جاء فيها "أن هناك أطرافا داعمة للإرهاب تمارس لعبة قذرة ضد تركيا، وأن الشعب سيتمكن بوعيه من إفشال تلك اللعبة التي تستهدف أمن البلاد".

وقال أكدوغان "لقد تصرف الإعلاميون بمسؤولية، من خلال عدم إصغائهم لأكاذيب وإشاعات التنظيم الإرهابي، (و) إن وعي شعبنا وبصيرته ونضجه، سيساهم في إفشال هذه اللعبة القذرة، لا يقدر أولئك الذين يطالبون الدولة بالتفاوض لحل المشاكل، من إبداء موقف صارم ضد الإرهابيين الملطخة أيديهم بالدماء".

واندلعت المواجهات بين الحكومة التركية وحزب العمال الكردستاني (بي كي كي) عقب تفجير سروج الدامي، جنوب تركيا، يوم 20 تموز/يوليو الماضي، الذي راح ضحيته 32 ناشطاً كردياً يسارياً، وحمل بصمات تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) إذ يتهم الأكراد "الدولة بالتغاضي عن نشاطات التنظيم المتشدد، والتقصير في حماية المدنيين".

وتصاعد العنف يوم 6 أيلول/سبتمبر الجاري؛ إذ نفذ عناصر حزب العمال الكردستاني، تفجيراً أدى إلى مصرع 16 جندياً تركياً، في منطقة داغليجا التابعة لولاية هكاري شرقي البلاد، وفقاً للأرقام الرسمية.

وتجاوزت حصيلة الضحايا من الجنود الأتراك الذين لقوا مصرعهم، منذ اندلاع الاشتباكات أكثر من 96 عنصراً من القوات النظامية، وبالمقابل تقول الصحف الرسمية إن حصيلة القتلى في صفوف "الكردستاني" بلغت 967 متمرداً، وأصيب العشرات، داخل وخارج البلاد.

ولا تخفي المعارضة التركية قلقها من تصاعد العنف في مدن جنوب شرق البلاد، ذات الغالبية الكردية، إذ أبلغ زعيم حزب الشعب الجمهوري، أكبر الأحزاب المعارضة، كمال كلجدار أوغلو، أمس الاثنين، رئيس الوزراء المكلف، أحمد داوود أوغلو، بقلق حزبه حيال التفجير الأخير، وتصاعد حدة الاشتباكات.

وكانت أنقرة أعلنت الحرب على جبهتَين؛ لتباشر قصفاً يومياً لمعاقل حزب العمال الكردستاني، في جبال قنديل شمال إقليم كردستان العراق، ومواقع أخرى في تركيا، فضلاً عن ضرب مواقع تابعة لتنظيم "داعش".

ولا تلوح في الأفق بوادر للتهدئة والعودة لطاولة المفاوضات، في ظل التصعيد من قبل الأطراف المتنازعة، إذ انهارت عملية السلام الداخلي، بعد هدنة هشة دامت حوالي ثلاثة أعوام، لتتجدد الحرب الدامية التي استمرت أكثر من ثلاثة عقود، وراح ضحيتها حوالي 40 ألف شخص.

ودولياً؛ نال التفجير الأخير إدانة من قبل فرنسا، والبوسنة، وألبانيا، وجمهورية الجبل الأسود، وصربيا، ومقدونيا، وباكستان.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com