3 نساء يفتحن أبواب إسبانيا للسوريين‎
3 نساء يفتحن أبواب إسبانيا للسوريين‎3 نساء يفتحن أبواب إسبانيا للسوريين‎

3 نساء يفتحن أبواب إسبانيا للسوريين‎

مع التطورات الأخيرة التي يشهدها ملف اللاجئين في أوروبا، وأغلبهم سوريون فروا من الحرب في بلادهم بعد الثورة والاقتتال الداخلي، بدت إسبانيا الخارجة لتوها من أزمة اقتصادية ضربت البلاد منذ 2007 في الخطاب الرسمي، مترددةً في استضافة حصتها من اللاجئين التي تفوق الـ 4000 لاجئ، فيما يتردد أسماء ثلاث نساء فتحن أبواب اسبانيا للسوريين.

برشلونه مدينة لجوء

وتصدت عمدة برشلونه أدي كولاو تصدت لهذا بكل قوة، واستخدمت صلاحياتها في الحكم الذاتي في إقليم كاتالونيا لتعلن مدينتها مدينة لجوء، مفتتحة بذلك حملة اجبرت الحكومة الاسبانية وبلدية العاصمة مدريد،على الانسياق وراءها لفتح أبواب إسبانيا للاجئين وبالخصوص السوريين، بما في ذلك زيادة التمويل المخصص لمؤسسات استقبال اللاجئين وتسهيل إجراءات حصولهم على الاقامة.

وكولاو ترأس جمعية مدنية يسارية تدافع عن المواطنين الاسبان الذين تطردهم البنوك من منازلهم بسبب عدم دفع القروض، ومعروفة بتعاطفها مع اللاجئين والفقراء ووقوفها ضد سياسة السوق ونجحت في انتخابات البلدية التي جرت في مايو الماضي.

وأطلقت العمدة حملتها يوم الاثنين الماضي مع بداية الأسبوع عندما كتبت على صفحتها بالفيسبوك انها "تطمح لان تصبح برشلونة مدينة للجوء المهاجرين السوريين" كما قالت "نحن نريد مدنا ملتزمة بحقوق الإنسان والحياة، مدنا نفتخر بها".

ورغم أن كلماتها فجرت جدلا كبيرا في اسبانيا ورفضها الحزب الحاكم الشعبي اليميني برئاسة ماريانو راخوي رئيس الحكومة الاسبانية، والذي طلب من العمدة "توضيح كم عدد المهاجرين السوريين يمكن أن تستوعب مدينة برشلونة، وكم سيكلف ذلك خزائن البلدية، لأن قدرة برشلونة محدود." 

لكن العمدة البالغة من العمر 41 عاما أكدت ان مجلسها البلدي بدأ بالفعل محادثات مع منظمات للاجئين مثل أسيل.كات Asil.cat، والمفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين UNHCR لرسم الخطوط الأولى لتحقيق مشروع جعل برشلونه مدينة لجوء، داعية الحكومة المركزية الإسبانية والاتحاد الأوروبي للالتحاق بمشروعها الانساني.

وعزز مجلس بلدية برشلونة مساعدات المؤسسات التي توجه الرعاية للاشخاص الذين يطلبون اللجوء بـ200 ألف يورو.

عمدة مدريد تعلن التحاقها بمشروع برشلونة

ولم تمضِ 48 ساعة حتى أعلن مجلس بلدية مدريد عزمه الانضمام إلى شبكة المدن المستقبلة للاجئين والاقتداء ببرشلونة معلناً أنه سيطرح في الأيام المقبلة "موارد واجراءات" لمواجهة هذه المأساة وقال في بيان: "مدريد لديها طابع منفتح وتضامني وخاصة مع هؤلاء الاشخاص المضطرين للفرار من رعب الحروب".

ومجلس بلدية مدريد ترأسه امرأة اخرى هي مانويلا كارمينا- 71 عاما التي عملت بسلك القضاء، ومؤسسة مجموعة قضاة من اجل الديمقراطية، وهي ايضا مشهورة بمواقفها تجاه الفقراء، وسبق لها ان اسست شركة لبيع الصناعة اليدوية للمساجين والتي يتم توزيع ريعها لدمج المساجين واعادة تاهيلهم.

وطالب مجلس بلدية مدريد الحكومة المركزية بأن تكون "على مستوى الأوضاع وتتحمل مسئولياتها وتنسق "الرد الضروري مع ادارات اقليمية وبلدية أخرى".

وكان وزير الداخلية الإسباني خورخي فرناندث قد أكد في يوليو الماضي أن بلاده ستستضيف ألف و300 طالب لجوء اريتيري وسوري قادمين إلى إيطاليا واليونان منذ أبريل الماضي كاسهام في عملية التقسيم بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي التي تعهدت بها الدول الـ28، وأوضح الوزير أن إسبانيا ستستضيف ألف و449 آخرين بوضع لاجئ في دول أخرى.

وينص اقتراح الحصص الذي طرحته المفوضية الأوروبية على ضرورة استضافة إسبانيا في العامين المقبلين أربعة ألاف و288 طالب لجوء من إجمالي 40 ألف في جميع دول الاتحاد الأوروبي وألف و549 شخصا من 20 ألف يتمتعون بوضع لاجئ ويتواجدون في دول أخرى.

وتفاقمت مأساة اللاجئين الذين يحاولون دخول أوروبا في الأشهر الأخيرة بوصول ألاف الاشخاص إلى حدودها في الجنوب.

وأكدت منظمة الهجرة الدولية اليوم عبور 351 ألف مهاجر ولاجئ البحر المتوسط ووصولهم إلى أوروبا منذ مطلع العام الجاري، بينما لقي ألفان و643 مصرعهم أثناء المحاولة.

وذكرت أحدث بيانات المنظمة أن 218 ألف من المهاجرين دخلوا عبر اليونان للوصول برا إلى وسط أوروبا.

أنجيلا مركل تضغط على راخوي

وفي ظل الضغط الداخلي الذي مارسته عمدتا مدريد وبرشلونه تبين ان الضغط الخارجي مهم جدا لتقبل الحكومة اليمينة الاسبانية التي يرأسها ماريانو راخوي مشروع استضافة اللاجئين خصوصا السوريين في اسبانيا فكان أن لعبت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل اول امراة تتولى المستشارية الالمانية وأقوى امرأة في العالم هذا الدور، حيث كانت محادثاتها مع رئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي الثلاثاء والحاحها حول استقبال إسبانيا للاجئين من طرف اسبانيا حاسما وقويا.

وقد تفاعل راخوي مع هذا الطلب وعبر عن استعداده لقبول حصة اللاجئين التي أعطيت لإسبانيا، خلال مؤتمر صحفي مساء الثلاثاء طبعا تحت الضغط ووعود بتخدل مفوضية الامم المتحدة في تسهيل العملية.

حيث لم تتح المستشارة الألمانية الفرصة لشركائها للرفض وهددت بأنه إذا لم يكن هناك توزيع عادل للاجئين، فسوف تضطر إلى إعادة النظر في معاهدة شنغن، التي تنظم حرية تنقل الأشخاص في 26 بلد في الاتحاد الأوروبي وهو ما جعل الخضوع لتوجهاتها في استضافة اللاجئين حاسما لفتح ابواب اسبانيا للاجئين السوريين.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com