مخاوف من عودة "القوة السوداء" في أمريكا
مخاوف من عودة "القوة السوداء" في أمريكامخاوف من عودة "القوة السوداء" في أمريكا

مخاوف من عودة "القوة السوداء" في أمريكا

يتخوف البعض في الولايات المتحدة الأمريكية من عودة البلاد إلى احتجاجات ينفذها مواطنون سود ضد ما يعانونه من التفرقة العنصرية، خصوصا في ظل وحشية الشرطة تجاه السود في بعض الأحيان، واستمرار التمييز بين أبناء المجتمع الأمريكي.

وفي 10 آب/ أغسطس الجاري، أحيى نشطاء في مجال الحقوق المدنية وزعماء دينيون وآخرون، في مدينة فيرغسون الأمريكية، ذكرى مقتل الشاب مايكل براون أثناء مواجهة مع رجل شرطة أبيض قبل عام. وسار نحو 200 متظاهر، كانوا يلوحون بالأعلام ويدقون الطبول ويرددون هتافات تندد بالشرطة، في شارع كان نقطة بداية أعمال شغب العام الماضي.

ووسط هذه الأجواء المتوترة، جاء إحياء الذكرى الـ50 لأعمال شغب واتس، وهو حي في مدينة لوس أنجلوس شهد بداية أعمال عنف في 11 آب/ أغسطس 1965، أسفرت عن مقتل 34 شخصاً، وإصابة أكثر من ألف آخرين، واعتقال حوالي أربعة آلاف شخص، فضلا عن أضرار قُدرت بـ40 مليون دولار.

وتقول المحللة شارلوت روكوكيون، في مقال نُشر في صحيفة "لوموند" الفرنسية: "إذا كانت أعمال الشغب في واتس قد رسمت تطرف حركة تحرر السود ونهاية اللاعنف، فإن التعبئة التي بدأت في 2015 حول وحشية الشرطة والعنصرية المؤسسية تمثل أيضا لحظة تاريخية تستند إلى العديد من القادة المحليين، بدلا من أن تعول على شخصيات كاريزمية".

وتضيف روكوكيون "هذه الحركة الشعبية الوطنية تحمل خطابا معقداً حول الهويات، وتؤكد قيمة حياة السود.. القوة السوداء تتجسد من جديد".

وتتابع أنه "بفضل جهود جيل جديد نشط في وسائل الإعلام وعلى الشبكات الاجتماعية، الأمور تتغير أيضا، ونضال السود يشهد نهضة حقيقية. ومن الابتكارات المهمة منذ وفاة مايكل براون قبل عام، ظهور الخطاب الأكثر راديكالية، وإعادة تعريف العنف ذاته".

وتزيد بالقول: "لقد نجحوا في الوصول إلى قلب الرأي العام الأمريكي، بما فيهم البيض، مع إعطاء الدليل أن العنف الحقيقي ليس حرق مخزن، ولكنه عنف دولة تزود قواتها الأمنية بأجهزة فائقة لمراقبة بعض الأحياء التي يحصر فيها السياسيون الفقراء والأقليات، وهو العنف الذي يدفع بالأمريكيين السود إلى التعرف على أنفسهم في ملامح مايكل براون، وفريدي غراي أو ساندرا بلاند".

وبعد 50 عاما على أحداث واتس، لا تزال أمريكا تشهد عنفا ضد السود، الذين ما زالوا يعانون من التفرقة والتمييز، وسط دعوات مشابهة لأخرى انطلقت عام 1965، تطالب بـ"عدم التعرض للمتظاهرين الذين يطالبون باحترام المساواة في الحقوق، وتأكيد كرامتهم".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com