ريفلين: سياسات نتنياهو عزلت إسرائيل دوليا
عبر الرئيس الإسرائيلي ريؤوفين ريفلين، الخميس، عن قلقه من السياسات التي ينتهجها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو تجاه الإدارة الأمريكية، معتبرا أن نتنياهو يدير معركة ضد الولايات المتحدة الأمريكية وكأن إسرائيل ندا لها، ما من شأنه أن يلحق الضرر بوضع بلاده.
وأشار الرئيس الإسرائيلي في حوار أدلى به لصحيفة معاريف إلى شعوره بمخاوف شديدة جراء العزلة التي تعيشها إسرائيل، على الرغم من اعتقاده أنه مازال لم يصل بعد إلى مرحلة الخوف الشديد جراء هذا الواقع، معتبرا أن الظروف مهيأة لتدارك السياسات التي تتبعها الحكومة الإسرائيلية.
ونقلت الصحيفة عن ريفلين قوله، إن "الجبهة التي فتحها نتنياهو ضد الرئيس الأمريكي باراك أوباما والعلاقات المتردية بين تل أبيب وواشنطن تعتبر مدعاة للقلق"، لافتا إلى أن "رئيس الحكومة الإسرائيلية يدير معركة ضد الولايات المتحدة وكأن إسرائيل ندا لها، الأمر الذي يحمل عواقب ستنعكس بالسلب على الوضع الدولي لإسرائيل".
وبحسب الرئيس الإسرائيلي، فقد باتت الدولة العبرية في حالة عزلة على الصعيد الدولي، مضيفا أنه "مضطر للقول إن بنيامين نتنياهو يفهم الأمريكيين أكثر منه شخصيا"، مستطردا أنه "مضطر أيضا للقول إن فهم رئيس الحكومة الإسرائيلية للأمريكيين تسبب في عزلة كبيرة تعيشها إسرائيل".
وذهب ريفلين إلى أن "وجود رئيس حكومة ورئيس في بلدين ديمقراطيين لم يحل دون تحولهما إلى خصمين، وهو أمر يثير قلقه، على الرغم من عدم وصول هذا القلق إلى درجة الهلع، حيث يمكن تدارك الأمور، رغم أن العزلة التي تعيشها إسرائيل حاليا لم يشهد لها مثيل في أي من فترات وجودها"، على حد قوله.
وانتقد ريفلين الدعوات التي كان نتنياهو قد أطلقها إبان الانتخابات العامة الأخيرة في آذار/ مارس الماضي، حين حذر الإسرائيليين من تدفق العرب إلى صناديق الانتخابات، وقال "لنتخيل أننا في فرنسا، وأن الرئيس يحذر الفرنسيين ويدعوهم إلى التوجه إلى الصناديق، لأن اليهود يتدفقون بكثافة عليها ويصوتون لصالح المرشح المنافس، وقتها كان اليهود سيعتبرون الأمر معاداة للسامية".
وتطرق الرئيس الإسرائيلي خلال الحوار إلى موجة الهجوم التي يواجهها من قبل جماعات اليمين المتطرف، وبخاصة على شبكات التواصل الاجتماعي، على خلفية موقفه من الجرائم التي ارتكبت في الأيام الأخيرة، سواء حرق الرضيع الفلسطيني "علي دوابشة" في قرية دوما، أو تكرار حالات طعن المثليين أثناء تظاهراتهم من قبل متطرفين يهود بالقدس المحتلة.
وأكد ريفلين أنه واجه مثل هذه الانتقادات من قبل، طوال مشواره السياسي، ولكنه "لم يشعر يوما بالندم على التمسك بآرائه"، مضيفا أن "من يشنون الهجوم ضده، يفتقرون إلى الأدوات، وسواء عارضهم أو اتفق معهم، لا يملكون غير الهجوم والانتقادات أداة".
ووصف الرئيس الإسرائيلي المستوطنين من هذا النوع بقوله إنهم "يعانون الصمم، ولا يسمعون سوى صوتهم وحده"، مؤكدا عدم خشيته من مواقفهم تجاهه.
ولفت ريفلين إلى كونه من المؤمنين بأفكار ذيئيف جابوتينسكي، القيادي الصهيوني الأوكراني الأصل، الذي دعا إلى إقامة إسرائيل على أرض فلسطين والأردن وسوريا، وقال إنه "يؤمن بشدة بعودة شعب إسرائيل إلى أرض إسرائيل، ولكن مع ذلك لا يتناسى بنفس تلك الروح أنه يوجد شعوب يعيش اليهود بينها، وأن إسرائيل ليست في حرب مع الإسلام، وأن من يسعى إلى حرب منذ هذا النوع فإنه مختل عقليا".
