تركيا.. التهديد لداعش والقصف للأكراد
تركيا.. التهديد لداعش والقصف للأكرادتركيا.. التهديد لداعش والقصف للأكراد

تركيا.. التهديد لداعش والقصف للأكراد

لم تمض سوى ساعات قليلة على القصف التركي لمواقع داعش في سوريا، حتى بدأت أنقرة بشن غارات أعنف ضد مواقع حزب العمال الكردستاني شمال العراق.

وهذه الغارات التي استهدفت "العمال الكردستاني"، الذي يعد الخصم اللدود لداعش في العراق وسوريا، عززت المخاوف من أن الهدف التركي من هذه التحركات العسكرية هو الأكراد الذين يمثلون "رأس حربة" في التصدي لداعش، باعتراف واشنطن نفسها، وهو ما يمثل مفارقة، بحسب مراقبين.

وعلى الرغم من أن هذا التحرك التركي جاء بعد الهجوم الانتحاري الذي نسب لداعش والذي وقع في مدينة سوروج التركية وأودى بحياة نحو 32 شخصا، غير أن الدافع الحقيقي للتحول التركي، أبعد من مجرد ردة فعل على التفجير، وفقا للمراقبين، خصوصا وانه لم يكن التفجير الأول الذي تشهده مناطق حدودية تركية.

ويرى مراقبون أن الانتصارات التي حققها الأكراد في تركيا من خلال فوز حزب الشعوب الديمقراطي الكردي بنحو 80 مقعدا في البرلمان وكذلك الانتصارات التي حققتها وحدات حماية الشعب الكردية ضد داعش في سوريا جعلت أردوغان يقتنع بأن الوقت قد حان للجم طموح الأكراد".

وسارع حزب الشعوب الديمقراطي إلى توضيح موقفه، إذ قال في بيان "من غير المقبول أن يجعل أردوغان وحكومة العدالة والتنمية قتالا ضد الشعب الكردي جزءا من حربهما ضد داعش"، وأكد "يجب وعلى الفور إيقاف الهجمات العسكرية والتفجيرات وعمليات الاعتقال السياسي."

وكرر أردوغان مرارا أنه لن يسمح بإقامة كيان كردي في سوريا متاخم لحدوده، وهو طالب على الدوام بإقامة منطقة عازلة يسيطر عليها فصيل سوري معارض للنظام السوري ومؤيد لتركيا، لايقاف تدفق اللاجئين إلى أراضيها، وللمساعدة في ضبط الأمن على جانبي الحدود.

وهذا السعي التركي كان يواجه باعتراض من واشنطن التي تقول إن الضغط العسكري المباشر على داعش هو السبيل الأمثل لإنهاء القتال في المنطقة وأزمة اللاجئين وليس إقامة "منطقة آمنة".

ويعتقد مراقبون أن هذه المنطقة العازلة، كانت ضمن الصفقة التركية الأمريكية الأخيرة، بحيث تدعم واشنطن مثل هذه الخطوة في مقابل سماح تركيا للتحالف المناهض لداعش باستخدام قاعدة انجرليك العسكرية، مما يقصر كثيرا المسافات بين القواعد الأمريكية ومواقع داعش في سوريا، وقد يجعل الحملة الجوية أكثر فاعلية.

ولم يخف الناشطون الأكراد خشيتهم من هذه التطورات، إذ أكد آزاد حسن أن الهدف الرئيس لتركيا هو "تشكيل جيب تركماني مصطنع في شمال سوريا، تديره مجموعات متشددة، كجيش الفتح، مثلا، موالية لتركيا، وكذلك حرمان كردستان العراق من منفذ استراتيجي بديل".

وكانت وحدات حماية الشعب الكردية، التي تتهمها تركيا بدعم نظام بشار الأسد، قد سيطرت على مساحات واسعة في الشمال السوري، وهو ما قد يكون منفذا لإقليم كردستان نحو البحر المتوسط بدلا عن الأراضي التركية.

ودانت قيادة إقليم كردستان العراق السبت القصف الجوي الذي شنته الطائرات التركية ضد مواقع حزب العمال الكردستاني في شمال العراق.

وعبر رئيس الإقليم مسعود بازراني في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو عن "استيائه من المستوى الخطير الذي وصلت إليه الأوضاع".

وجاء هذا الموقف كرد على أوغلو الذي قال إن رئيس إقليم كردستان أكد أحقية تركيا بتنفيذ عملية ضد حزب العمال الكردستاني.

من جانب آخر، يرى مراقبون أن الهجمات التركية ضد الحزب الكردستاني، الذي خاض كفاحا مسلحا لثلاثة عقود ضد الجيش التركي، قد تقوض محادثات السلام مع أنقرة التي بدأت عام 2012 لكنها تعثرت في الآونة الأخيرة.

وقال الحزب في بيان على موقعه الالكتروني "لم يعد للهدنة أي معنى بعد هذه الضربات الجوية المكثفة للجيش التركي المحتل."

وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو في مؤتمر صحفي إن العمليات الأمنية المكثفة سوف تستمر ما دامت تركيا تشعر بالتهديد.

وخاض إردوغان غمار مخاطرة سياسية بالبدء في محادثات سلام عام 2012 مع الأكراد الذين يمثلون حوالي 20 بالمئة من سكان تركيا لكنهم يتهمونه الآن بعدم الوفاء بوعوده.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com