أوروبا منقسمة حيال الأزمة الأوكرانية
أوروبا منقسمة حيال الأزمة الأوكرانيةأوروبا منقسمة حيال الأزمة الأوكرانية

أوروبا منقسمة حيال الأزمة الأوكرانية

تلقى الأزمة الأوكرانية ردود فعل متفاوتة أوروبيا، فبينما يستخدم الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، لدى وصوله باكو الأحد، كلمات مثل "مشاورات خاطئة ولاغية" في شجبه لاستفتاء الانفصاليين، تظهر الدول الأوروبية مرتبكة ومنقسمة لا تعرف ما الذي تستطيع فعله.

ففي هذه الرحلة التي دامت ثلاثة أيام، كانت الأزمة الأوكرانية حاضرة وماثلة كل المثول، حتى لو قيل في الإليزيه "ليس من الوارد رمْي الزيت على النار"، وبأن الأولوية هي نزع فتيل "التصعيد".

جورجيا التي وقّعت في الخريف على اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، وهو الاتفاق الذي رفضته سلطات كييف، تَشعر اليوم بالقلق بحق، ولا تخفي رغبتها في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، في حين اختارت أرمينيا المعسكر الروسي.

فإذا كان الغربيون يُجمعون على رفض أي شرعية للاستفتاء الانفصالي في شرق أوكرانيا، فهم مرتبكون ولا يعرفون ما الذي يجب القيام به فيما وراء الكلمات، فيما السيناريو الحالي يُذكرنا يسيناريو القرم - حتى وإن كانت غالبية السكان المعنيين، يرفضون، وفقا لاستطلاعات الرأي، الانضمام إلى روسيا، وهو ما يتفادى الكرملين الحديثَ فيه صراحة.



تخفيف في الغلو


بالنسبة للأميركيين، كما هو الشأن بالنسبة للأوروبيين، فإن الاستحقاق الأكثر أهمية هو انتخابات رئاسية "حرة ونزيهة" في أوكرانيا، يوم 25 مايو.

"إنّ فشل إجراء انتخابات رئاسية معترَف بها دوليًا سيؤدي إلى مزيد من زعزعة الاستقرار في البلاد"، هكذا حذّر في بيان مشترك، يوم السبت، الرئيس الفرنسي والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.

كما ناشد الزعيمان جميع الأطراف إلى "الامتناع عن أعمال العنف والترويع والاستفزاز"، مطالبَين سلطات كييف بـ "الامتناع عن القيام بعمليات هجومية قبل الانتخابات."

وتقول صحيفة لبيراسيون الفرنسية: إن باريس وبرلين تأملان في أن تكون روسيا أكثر استيعابًا وتفهمًا للوضع. و بدا فلاديمير بوتين يوم الخميس وكأنه خفف من غلوّه قليلا، حيث طالب الانفصاليين الذين تحرّكهم روسيا بأن يؤجلوا استفتاءهم – بلا طائل، لكنه اعترف للمرة الأولى بأن الانتخابات الرئاسية الأوكرانية كانت "خطوة في الاتجاه الصحيح"، بعد أن ظل على مدى أسابيع كاملة يشجب "السلطة الانقلابية" في كييف.

لعل رجل الكرملين القوي، الذي يدير شخصيًا هذا الملف، شعر بالقلق بسبب العواقب الاقتصادية المترتبة على المواجهة والعقوبات، علماً بان روسيا في حاجة ماسة إلى الغرب، لتحديث اقتصادها، وبيع غازها.

هذا ما يراود عقول بعض المتفائلين. ولكنها وسيلة أيضًا لتقسيم الأوروبيين أكثر فأكثر... الأوروبيون الذين ما زالوا يتردّدون أمام موسكو، غير آبهين باستياء الإدارة الأمريكية.


سفن


أنصار الحسم والعقوبات الحقيقية لا يمثلون سوى أقلية: بولندا، ودول البلطيق، والسويد. أما الآخرون، التابعون للغاز الروسي، مثل بلغاريا، والمفتونون ببوتين، مثل مجر فيكتور أوربان، أو الذين لا تهمهم سوى المصالح التجارية، فهو حذرون.

أما بريطانيا العظمى، وألمانيا وفرنسا فهي تقف في خط الوسط الذي يجمع بين "الحزم والحوار"، شريطة أن ألا تؤثر العقوبات عليها بصورة مباشرة.

وهكذا ترى باريس، كما أشار فرانسوا هولاند، أن إلغاء عقد بيع سفينتين عسكريتين، من نوع ميسترال، بقيمة 1,2 مليار يورو، ، في الوقت الذي يعرب فيه الأميركيون عن خشيتهم، أمرٌ غير وارد في الوقت الحالي.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com