إصابة 12 شخصا في استهداف حزب الله لحيفا
تتواصل المساعي الأوكرانية للصمود والحفاظ على المكتسبات التي تحققت في كثير من الجبهات، وتحديدًا داخل كورسك الروسية، مقابل المحاولات الروسية لاستعادة هيبتها على أراضيها.
ويقول خبراء إن القوات الروسية وضعت "خططًا إستراتيجية قوية" للغاية تُنفذ الآن داخل كورسك، وإن لهذا التوقيت دلالات مهمة قد تغير المشهد خلال الأيام المقبلة.
أستاذ العلاقات الدولية، الدكتور حامد فارس، قال إن القوات الأوكرانية يُحسب لها الصمود الكبير مدة نحو 3 أسابيع بعد هجومها المباغت على كورسك الروسية والتوغل المستمر للعمق الروسي، وإن توقف خلال الساعات الماضية.
ورأى أن هذا الأمر "كسر هيبة الدب الروسي"، وفق تعبيره، مشيرًا مع ذلك إلى أن القدرات العسكرية الأوكرانية هي "موضع شك" خلال الساعات المقبلة بعد "الإستراتيجية التكتيكية التي وضعتها القوات الروسية، وتنفذ بحكمة الآن".
وأشار أستاذ العلاقات الدولية في تصريحات لـ"إرم نيوز" إلى أن أوكرانيا تعاني تحديات حقيقية رصدتها الأجهزة الاستخباراتية الروسية، وبدأت تتعامل معها على أرض الواقع.
وأوضح أن أبرزها بدء استنزاف جزء كبير من أسلحتها الرئيسة من طائرات ودبابات ومدرعات بالحدود الشمالية والشرقية التي ما زالت تتكبد خسائر كبيرة، والتي تلقي بظلالها على الحالة المعنوية لدى جنودها داخل كورسك.
وعن التحدي الأكبر للصمود الأوكراني أمام الإستراتيجية الروسية الجديدة، قال فارس إن كييف تواجه تحديات حقيقية الآن على الأرض في ما يتعلق بتعبئة الجنود.
وبين أن التحدي الأول يتمثل في نقص أعداد الجنود نقصًا لافتًا، إذ يحاول القادة الأوكرانيون توفير أعداد كبرى من الجنود لتعويض هذا النقص بسبب القتلى والجرحى، ورغبة كييف في فتح جبهات أخرى كما حدث في كورسك.
وأضاف: الآن توقف دوريات من مراكز التجنيد الأوكراني الشباب في الشوارع والميادين، وكذلك داخل جهات العمل؛ للكشف عن الموقف العسكري للعاملين والموظفين، خاصة أن أعداد الجنود الروس تقدر بنحو مليون ونصف مليون جندي من القوات العامة والاحتياط مقابل 500 ألف جندي عام واحتياطي أوكراني، وهذا الرقم تراجع تراجعًا ملحوظًا منذ الهجمات الروسية في فبراير 2022.
وأوضح فارس في تصريحاته، أن التحدي الثاني يتمثل في حالة الإجهاد الكبرى التي يعيشها الجنود والقادة داخل الجيش الأوكراني بعد منع الإجازات نهائيًّا، ما تسبب بهروب كثير من الجنود خلال الأشهر الماضية، وفق تأكيده.
من جهته، قال المتخصص في شؤون الدفاع، دوغلاس باري، إن روسيا فقدت ما يزيد على نصف دباباتها من الطراز الحديث إثر الهجمات الأوكرانية المباغتة.
وأضاف: رغم ذلك فإن روسيا تتمتع بقدرة كبيرة على تعويض هذه الخسائر، وهو ما تفعله الآن من خلال توجيه ضربات عنيفة إلى العمق الأوكراني لإضعاف قدراتها العسكرية ومنشآتها التحتية وتحديدًا الأنظمة الدفاعية، حتى لا تتأثر قواتها بالخسائر التي ما زالت تعانيها حتى الآن.
وأشار باري، في تصريحات لـ"إرم نيوز" إلى أن أوكرانيا ليست لديها القدرة على الصمود طويلًا أمام الغزو الروسي، خاصة مع التوقعات التي نشرتها وسائل الإعلام الأمريكي بشن هجوم روسي عنيف خلال الساعات المقبلة على الأراضي الأوكرانية من دون تحديد تفاصيله.
وتوقع أن يكون هذا الهجوم على كورسك، وقال إنه إن وقع هذا الهجوم على هذه المدينة فلن تكون القوات النظامية الأوكرانية قادرة مجددًا على مواصلة حربها؛ بسبب وجود ما يزيد على 50% من القوات النظامية الأوكرانية داخل كورسك "وهذا خطأ فادح".
وأضاف باري أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يحاول إعادة أمجاد الاتحاد السوفيتي مجددًا خلال الحرب العالمية الثانية عندما أجبر القوات الألمانية في معركة ستالينغراد على التراجع والاستسلام.
وأكد أن هذا السيناريو هو الأقرب للتحقيق في هذه الحرب، "إذ نجح بوتين في توجيه عشرات الضربات الناجحة إلى المنشآت ومخازن الأسلحة الغربية الموجودة في أوكرانيا، واليوم يحاول محاصرة القوات الأوكرانية داخل كورسك لهزيمتها".