الجماعات المتشددة تعيد رسم العلاقة بين حماس وإسرائيل
الجماعات المتشددة تعيد رسم العلاقة بين حماس وإسرائيلالجماعات المتشددة تعيد رسم العلاقة بين حماس وإسرائيل

الجماعات المتشددة تعيد رسم العلاقة بين حماس وإسرائيل

غزة - الأمر لا ينطبق عليه بالضبط المثل القائل "عدو عدوي هو صديقي" ولكن المخاوف المشتركة بشأن الجماعات المتشددة التي تستلهم نهج تنظيم "داعش" في غزة قد تعيد رسم العلاقات المعقدة بين حماس من جهة ومصر وإسرائيل من جهة أخرى.

والحديث كثير في غزة التي يقطنها 1.8 مليون نسمة عن تخل محتمل عن المواجهة مع إسرائيل وعن تثبيت وقف لإطلاق النار بشكل طويل المدى بعد هدنة توسطت فيها مصر وأنهت حرب غزة قبل نحو عام.

وهذا من شأنه السماح لحماس بتكثيف جهودها لتلجيم السلفيين الذين أعلنوا مسؤوليتهم عن هجمات صاروخية على إسرائيل في الآونة الأخيرة. وهو ما يفتح المجال لوصول مزيد من المساعدات التي تستخدم في إعادة الإعمار في غزة.

وتوجد أيضا مؤشرات على حدوث تغيير على حدود مصر مع القطاع.

فقد فتحت الحكومة المصرية معبرها الحدودي مع غزة للمرة الأولى منذ ثلاثة شهور وسمحت للفلسطينيين بالتنقل في الاتجاهين. وتتهم القاهرة "حماس" بدعم المقاتلين الجهاديين في صحراء سيناء.

وقال الكاتب والمعلق السياسي أكرم عطا الله "هذه التسهيلات هي في اطار بروز عدو مشترك."

وتصر حماس على أنه لا يوجد لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" موطئ قدم في قطاع غزة الذي تسيطر عليه قواتها. ووصفت ما تقوله الجماعات السلفية عن اعتقال العشرات من أتباعها بأن ذلك لا يعدو عن كونه إجراء بحق "عناصر إجرامية".

وأضاف عطا الله أن "حماس" بشنها عمليات كهذه- وبعضها نفذ عقب إعلان السلفيين مسؤوليتهم عن الضربات الصاروخية- فإن الحركة أظهرت التزاما بالهدنة مع إسرائيل وأظهرت لمصر أنها تحارب نفس العدو الجهادي.

وعلى مدى الشهور القليلة الماضية قام مبعوثون من أوروبا والأمم المتحدة وكذا السفير القطري الذي يشرف على مشروعات إعادة الإعمار التي تقيمها قطر في غزة- بزيارة القطاع بصورة أكثر تواترا. وهو ما يعزز الاعتقاد بأنه توجد قناة جديدة فاعلة للهدنة.

وقال حاييم تومير، الرئيس السابق لوحدة العمليات الخارجية في جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد): "ليست هذه هي المرة الأولى التي ترسل فيها حماس رسالة مفادها أنها راغبة في مناقشة إبرام هدنة طويلة المدى مع إسرائيل."

وأضاف أن حماس "حركة تحولت إلى نظام. وفي هذه الحالة فإنك يمكن أن تعاني جراء توليك السلطة. هذا هو ما يتعلمونه الآن. لذا فهم يبحثون عن خيارات."

محادثات وقف إطلاق النار

وقال مسؤول إسرائيلي اشترط عدم الإفصاح عن هويته إنه على دراية بمحادثات أجراها مسؤولون قطريون ومصريون بشأن وقف محتمل لإطلاق النار مدته خمسة أعوام. ولكن الاتفاق عليه ليس وشيكا.

وأضاف "تكمن الصعوبة حاليا في الحصول على التزام بأنه لن يكون هناك أي إطلاق نار (فلسطيني). المطالب المقدمة لإسرائيل متعلقة بالأساس بتخفيف الحصار و(القيود) على المعابر الحدودية."

ولكن مسؤولا إسرائيليا آخر قال إن "المحادثات التي تجرى مع قطر تتركز بالأساس على إعادة إعمار غزة".

وردا على سؤال بشأن احتمال التوسع في وقف إطلاق النار مع إسرائيل، قال سامي أبو زهري المتحدث باسم حماس، إن الجماعة تلقت "أفكارا" ولكن دون مقترحات واضحة.

وأضاف "نحن سنتعاطى مع أي جهد لكسر الحصار وتخفيف معاناة غزة ولكن دون أن يؤثر ذلك على قضايانا الوطنية."

ولم تتسبب الهجمات الصاروخية الأخيرة التي انطلقت من غزة في خسائر في الجانب الإسرائيلي الذي رد بضربات جوية بدا أنها تعمدت عدم نكء جراح الاقتتال وذلك من خلال استهداف منشآت هجرتها حماس.

وفي غزة حيث عملية إعادة الإعمار بطيئة عقب مواجهة قتل فيها أكثر من 2200 فلسطيني وتضرر عشرة آلاف منزل، قال عطا الله إن حماس وسكان القطاع لا يريدون تجدد القتال.

وأضاف "طبعا هناك قلق كبير من هذه الصواريخ وهناك حديث واضح من الاسرائيليين أنه في حال أصابت الصواريخ منطقة مأهولة أو قتلت فستكون مدعاة للحرب."

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com