الجيش الإسرائيلي يبدأ تشكيل ذراع "الحرب السيبرانية"
الجيش الإسرائيلي يبدأ تشكيل ذراع "الحرب السيبرانية"الجيش الإسرائيلي يبدأ تشكيل ذراع "الحرب السيبرانية"

الجيش الإسرائيلي يبدأ تشكيل ذراع "الحرب السيبرانية"

أصدر رئيس هيئة أركان جيش الإحتلال الإسرائيلي الفريق جادي أيزنكوت قرارا بالعمل على تشكيل ذراع سيبرانية مستقلة في غضون عامين، على الرغم من .التوصية التي قدمتها لجنة "هاليفي" بعدم تشكيل ذراع سيبرانية مستقلة، إلى جوار أسلحة البحرية والمشاة والجو

وكان "أيزنكوت" قد كلف رئيس الإستخبارات العسكرية اللواء هارتسي هاليفي، آذار/ مارس الماضي، بوضع خطة شاملة ضمن التحضيرات للإعلان عن الذراع الجديدة، والتي ستجمع بين المهام التي تقوم بها الوحدة (8200) التابعة للإستخبارات العسكرية، والتي تتولى العمليات الدفاعية عبر الفضاء السيبراني، وشعبة "المعالجة عن بُعد" التابعة لهيئة الأركان العامة، والتي تتولى المهام الهجومية.

وأوصت تلك اللجنة الخميس الماضي من حيث المبدأ بعدم القيام بهذه الخطوة، وإبقاء الأنشطة السيبرانية الهجومية والدفاعية في عهدة الوحدات المُشار إليها. لكن تقارير أكدت أن رئيس الأركان يتمسك بتأسيس الذراع السيبرانية لجيش الإحتلال، وأنه لا يقبل التوصيات المبدئية للجنة.

وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية مساء الإثنين 15  حزيران/ يونيو أن "أيزنكوت" أمر بالفعل بتدشن سلاح جديد مختص بالعمل في مجال الفضاء الإلكتروني (السيبراني)، وأنه سيتولى المهام العسكرية السيبرانية، سواء الهجومية أو الدفاعية.

وبحسب تقرير نشرته صحيفة "هأرتس"، سوف يشبه "سلاح السايبر" أسلحة الجو والبحرية والمشاة من حيث البناء التنظيمي والهيكل الإداري، وسوف يكون مسئولا عن إدارة العمليات السيبرانية بالكامل، مضيفا أنه سيمتلك صلاحيات واسعة، و أنه سيتم الإنتهاء من جميع الخطوات في غضون عامين، ولكن العام الأول سيكون عاما تجريبيا مخصصا لاستخلاص الدروس، ودراسة إذا ما كان البناء التنظيمي لهذا السلاح سليما أو تشوبه بعض العيوب.

دوافع أيزنكوت

يعتقد رئيس أركان جيش الإحتلال الإسرائيلي أن ثمة حاجة ملحة للتعاطي التطورات التي تشهدها الساحة السيبرانية بمفهوم آخر، وأن الأمر يستحق أن يتم تدشين سلاح كامل بجميع أفرعه ووحداته، وتخصيص ميزانيات طائلة تحسبا لحروب المستقبل، التي لن تخلو من عمليات سيبرانية واسعة النطاق، لن تقل دمارا عن الهجمات الصاروخية أو الإعتداءات الإرهابية.

ويدعم هذا الإعتقاد نجاح مجموعات من القراصنة المحترفين، والذين بات بمقدورهم إختراق قواعد البيانات الرقمية الحساسة لكبريات الدول حول العالم. ناهيك عن القدرات التي توصلت إليها العديد من دول العالم، والتي تطور ما يطلق عليه "أسلحة رقمية" تشمل الفيروسات والبرمجيات الخبيثة وديدان الحواسب، والتي يمكنها أن تتسبب في كارثة، لدرجة ان بعض الخبراء يطلقون عليها "أسلحة الدمار الشامل السيبرانية".

إنتقادات للقرار

ومع ذلك، يعتقد محللون إسرائيليون أن رئيس الأركان أيزنكوت يتحمل وحده تبعات قراره دمج جميع الأنشطة السيبرانية العسكرية ضمن إطار واحد، على الرغم من توصية اللجنة التي شكلها بعدم القيام بهذه الخطوة.

وعلى سبيل المثال، نقلت (هأرتس) تصريحات ضابط كبير على صلة بهذا المجال، جاء فيها أن "التغييرات التي يريد رئيس الأركان أن يحدثها، ينبغي أن تحصل على تصديق من وزير الدفاع شخصيا، لأن الحديث يجري عن خطوات في غاية الحساسية، وأنها تعطي إنطباعا بأن الوحدات التي تعمل في الشق الهجومي والدفاعي السيبراني عاجزة عن أداء عملها".

ولفت الضابط إلى أنه من غير المعروف حاليا أي كيان من الكيانات العاملة في المجال السيبراني سيقف تلقائيا على رأس هرم القيادة في السلاح الجديد، وإذا ما كانت الوحدة التابعة للإستخبارات الحربية أو الوحدة التابعة لرئاسة الاركان أم كلاهما معا.

وأشار المصدر بحسب الصحيفة إلى أن القرار في هذا الشأن لم يصدر بعد، وأنه ربما يحدث خلاف بشأن رفع مستوى إحدى هذه الكيانات من مجرد وحدة عاملة في مجال الأمن السيبراني، إلى مستوى قيادة سلاح بالكامل، وأن طاقم يضم نائب رئيس الأركان اللواء يائير جولان، ورئيس شعبة التخطيط اللواء نيمرود شيفر يدرسان الأمر حاليا.

وبدوره أفاد الموقع الإلكتروني لصحيفة "معاريف" مساء الإثنين، أن رئيس الأركان أيزنكوت ضرب بعرض الحائط توصية لجنة "هاليفي" التي شكلها بنفسه، وأن هناك حساسية مفرطة تجاه إنشاء سلاح جديد، وأن تلك المسيرة ربما تبدو في غاية التعقيد والحساسية.

قوة سيبرانية عظمى

ولكن مع ذلك نقلت الصحيفة عن خبراء آخرين أن هناك نوايا لتحويل إسرائيل إلى مركز ثقل سيبراني، وقوة عظمى في هذا المجال، وأن إنشاء الذراع السيبرانية تصب في هذا الإتجاه، وأنه بات من الواضح الآن وجود قيادة موحدة للعمليات السيبرانية الهجومية والدفاعية، بعد حالة الغموض التي اكتنفت هذا المجال.

ومن المفترض أن تمتلك الذراع السيبرانية صلاحيات واسعة على غرار الأذرع العسكرية الأخرى، بمعنى أن قائدها سيكون أعلى مرتبة من قائد إحدى الجبهات "الشمالية أو الجنوبية أو الوسطى"، ويعادل قائد أحد الأذرع التقليدية، مثل قائد سلاح الجو أو المشاة أو البحرية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com