موسكو الجديدة تزعج واشنطن.. لماذا وكيف؟
موسكو الجديدة تزعج واشنطن.. لماذا وكيف؟موسكو الجديدة تزعج واشنطن.. لماذا وكيف؟

موسكو الجديدة تزعج واشنطن.. لماذا وكيف؟

إرم – (خاص) من إميل أمين

لماذا كان على الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن يسارع بالتحرك في آسيا كما رأيناه في جولته الأخيرة على عدد من حلفاء أمريكا التقليديين في المنطقة بدءا من اليابان مروراً بالفلبين وماليزيا وكوريا الجنوبية؟

في توقيت ملازم للرحلة كانت مستشارة الأمن القومي في إدارة أوباما السيدة سوزان رايس، تصرح بالقول بأنّ "الرئيس أوباما يتبنى استراتيجية تدعو لإعادة توازن المصالح الاقتصادية والدبلوماسية والأمنية مع منطقة آسيا – المحيط الهادئ (الباسيفيك) في ضوء مكانتها كأكبر منطقة ناشئة حول العالم".

والشاهد أنه قد يرى البعض أنّ الطموح والجموح العسكري الروسي هو السبب الرئيسي لجولة أوباما لاسيما بعد التدخل الحازم والحاسم من قبل فلاديمير بوتين في أوكرانيا، ولكن الثابت أنّ هناك بعداً آخر بدأت روسيا تنتهجه، يكاد يسبب حالة من الهلع لا القلق فقط للأمريكيين، إذ أن روسيا ماضية في تبني مبدأ المشاركة في التنمية الدولية، لا الهيمنة العسكرية ماذا يعني هذا الحديث؟ ولماذا هو بالفعل مزعج للولايات المتحدة الأمريكية؟

في الأسابيع القليلة الماضية أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن موافقته على مبدأ المشاركة السياسية الحكومية لروسيا الاتحادية في مجال العمل على التنمية الدولية وذلك في مسعى منه لتكريس النهج الجيوسياسي الجديد لروسيا.

ويعبر هذا المفهوم الذي جاء في مرسوم رئاسي عن منظومة رؤى متكاملة توضح الأهداف والمهام والمبادئ والاتجاهات الرئيسية للسياسة الحكومية لروسيا الاتحادية، في مجال المساعدة في التنمية الدولية إذ أن هذا النوع من المساعدة هو من الآليات الفعالة التي يمكن استخدامها في حل المسائل الدولية والإقليمية وفي مواجهة التهديدات والتحديات الجديدة.. لكن، ما الذي يؤكده هذا المرسوم؟

يؤكد أن روسيا يمكنها أن تقدم المساعدة بهدف التنمية الدولية لبلدان رابطة الدول المستقلة ولجمهوريتي أبخازيا وأستيا الجنوبية، وإلى الدول الأخرى التي تتبع نهج حسن الجوار والتحالف مع روسيا، وكذلك إلى الدول التي لها تاريخيا علاقات صداقة مع روسيا وللبلدان العاملة مع روسيا في مشاريع مشتركة وإلى الدول النامية التي يستجيب التعاون معها للمصالح القومية لروسيا الاتحادية.

يوضح المرسوم أيضاً أن تطبيق المنهج لهذا المفهوم، سيسهم في تعزيز المصالح القومية لروسيا الاتحادية، وذلك من خلال التأثير الكبير للمساعدات المقدمة للغير.. هل يجيء هذا التوجه الروسي كرد فعل على محاولات الغرب بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية فرض عزلة على روسيا وبخاصة بعد ما جرى في أوكرانيا؟

المؤكد وبحسب إليكس دروزنين من وكالة "ريا نوفوستي" الروسية للأنباء، إنّ العزلة لم تفد بعد أحدا في شيء، وإن بعض الدول في حالات معينة جاءت العزلة فيها بنتائج عكسية، وفي هذه المرة أيضا ستكون محاولات فرض العزلة على روسيا الاتحادية كذلك غير مجدية لأنّ عزل روسيا عن بقية العالم أمر مستحيل، إذ أن دولة عظمى ومستقلة مثل روسيا تعرف ما تريد من خلال مشاركتها في التنمية الدولية، وتدرك تماما أن الغالبية العظمى من دول العالم لا ترغب بفرض أي نوع من العزلة حولها، ولا تفكر بالانضمام إلى هذه المحاولات التي تبدو يائسة بعد فشل الولايات المتحدة في استغلال الأحداث التي صنعتها في أوكرانيا لمصلحتها.



هل على إدارة أوباما أن تقلق من هذا التوجه؟

ذلك بالفعل ما يحدث، لاسيما وأن روسيا حتما ستفكر في الانفتاح والمشاركة في التنمية الدولية لجيرانها من الآسيويين بادئ ذي بدء، ولذلك فإن زيارة أوباما لدول آسيا ربما تأتي في سياق التحركات الاستباقية في هذا المضمار، هذا عطفا على مخاوفها الحقيقية من التفاهمات الروسية الصينية التي بدأت تتجلى في الأفق مؤخرا وللأمر حديث آخر.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com