أمريكا قد تعاني في الوصول لمتهمي قضية الفيفا‎
أمريكا قد تعاني في الوصول لمتهمي قضية الفيفا‎أمريكا قد تعاني في الوصول لمتهمي قضية الفيفا‎

أمريكا قد تعاني في الوصول لمتهمي قضية الفيفا‎

نيويورك - قد يتعذر على الادعاء الأمريكي جلب عدد من الأشخاص المتهمين بالتورط في فضيحة رشوة بالاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) لمواجهة العدالة. فعدد كبير منهم مجهول المحل وقد لا توافق السلطات في بعض البلدان على طلبات لتسليمهم.

وبين تسعة مسؤولين - حاليين وسابقين - من الفيفا وخمسة من المسؤولين التنفيذيين بشركات متهمين بإدارة أعمال مخالفة قانونا تتعلق برشى تزيد قيمتها على 150 مليون دولار لا يزال مكان وجود ثلاثة أرجنتينيين وبرازيلي واحد غير معلوم.

كما يتوقع أن يقاوم اثنان من المسؤولين السابقين بالاتحاد الدولي من الأمريكتين وهما واحد من باراجواي وآخر من ترينيداد وتوباجو التسليم للولايات المتحدة.

وأعلن جميع المتهمين السبعة الذين اعتقلوا في زوريخ في السابع والعشرين من مايو/ أيار الماضي خلال حملة مداهمات مفاجئة على فندق من فئة الخمس نجوم أنهم سيقاومون التسليم.

ووحده المتهم آرون ديفيدسون وهو مسؤول بوحدة تابعة لشركة "ترافيك" للتسويق الرياضي في الولايات المتحدة معروف وجوده على الأراضي الأمريكية. ودفع ديفيدسون ببراءته يوم الجمعة الماضي في محكمة اتحادية ببروكلين في نيويورك وهو الآن قيد الإقامة الجبرية بمنزله.

ولوزارة العدل الأمريكية سجل جيد في إقناع دول أخرى بتسليم متهمين جنائيين وتتبعها وحدة مقرها واشنطن التي توكل إليها هذه المهام. لكن الحجم والتعقيد لاتهامات الرشوة ذات الصلة بالفيفا تمثل اختبارا جديدا. وقد يزيد مستوى الاختبار إذا وجّه الادعاء الأمريكي الذي يقول إن تحقيقاته لا تزال في أولها اتهامات ضد مسؤولين آخرين.

ويوم الأربعاء رفض متحدث باسم وزارة العدل الأمريكية التعليق على التقدم في الجهود الرامية لتسلم المتهمين.

أدنى عقوبة

وترتبط أكثر من مئة دولة بينها الأرجنتين وباراجواي وترينيداد باتفاقيات مع الولايات المتحدة لتسليم المتهمين. ويقول دوجلاس مكناب وهو محام في هيوستون الأمريكية متخصص في عمليات ترحيل المتهمين عالميا إن الاتفاقات مع هذه الدول الثلاث متطابقة في واقع الأمر وتدعو كل دولة إلى تسليم المتهمين الذين توجه لهم اتهامات بالقيام بتصرفات تمثل جريمة في كلا البلدين وتكون عقوبتها السجن لعام واحد على الأقل.

ووفقا للاتفاقات لايمكن استخدام جنسية متهم لمعارضة التسلم، لكن لجميع المتهمين الحق في معارضة التسلم بناء على عدد من العوامل مثلما يقول مكناب.

وفي باراجواي قد يعيق العمر والحالة الصحية جهود الولايات المتحدة لتسلم نيكولاس ليوز الرئيس السابق لاتحاد كرة القدم في أمريكا الجنوبية وعمره الآن 86 عاما.

واستقال ليوز من رئاسة الاتحاد القاري في 2013 متعللا بمشاكل صحية وأودع عيادة خاصة يملكها في صباح ذات اليوم الذي نفذت فيه الشرطة السويسرية عمليات الاعتقال في زوريخ. وقال محاموه بعد ذلك للصحفيين إنه عولج من ارتفاع ضغط الدم وإن الاتهامات الأمريكية فاجأته وإنه لا يوجد لديه شيء ليخفيه.

ويوم الاثنين وضع ليوز قيد الإقامة الجبرية بمنزله في أسونسيون. ولا يسمح القانون في باراجواي باحتجاز من تتجاوز أعمارهم 70 عاما في سجن قبل المحاكمة.

وقال خورخي بوجرين وهو محام جنائي وقاض سابق في شرحه للسبل القانونية المحتملة "من الناحية الإجرائية.. ربما لا يزال الطريق طويلا جدا لتسليم ليوز".

في الوقت نفسه، لا يعرف مكان أليخاندرو بورزاكو (50 عاما) أو هوجو جينكيز (70 عاما) ولا ابنه ماريانو جينكيز (40 عاما) وكلهم مواطنون أرجنتينيون. والاتهامات لهم هي التآمر للفوز بعقود ضخمة للحقوق الإعلامية من اتحادات كرة قدم إقليمية والاحتفاظ بها من خلال دفع رشى وصلت إلى 110 ملايين دولار.

ولدى إصدار أمر باعتقال الرجال الثلاثة في 28 مايو/ أيار الماضي، قال القاضي الأرجنتيني إنه لا يعرف إن كانوا لا يزالون داخل البلاد.

وقال محام يمثل جنكينز وابنه لإذاعة محلية إن موكليه يريدان التقدم بطلب "للإعفاء من السجن" بينما ينظر في طلب الترحيل. ورفض هذا الطلب ولم يتسن الوصول للمحامي خورخي أنزوريجي للتعليق، يوم الأربعاء، مثلما أفاد مكتبه. كما رفضت شركة الإعلام الرياضي التابعة لبورزاكو التعليق.

علاقات متوترة

ولو تقدم الثلاثة لتسليم أنفسهم فقد يظل الترحيل معركة في حد ذاتها.

واتسمت علاقات الأرجنتين والولايات المتحدة بالفتور خلال سنوات الحكم الثماني للرئيسة اليسارية كريستينا فرنانديز. لكنها توترت أكثر عبر العامين الماضيين بعد معركة قضائية سببها تملص أمريكي من دفع ديون سيادية أرجنتينية.

وأكدت حكومة فرنانديز أنها أحالت طلب التسليم إلى القضاء.

وقد يتسبب تحقيق سلطة الضرائب المحلية في شأن الأرجنتينيين الثلاثة في تعقيد الجهود الأمريكية. ولو استمر تحقيق ضريبي محليا فقد يظل الثلاثة في البلاد حسبما يقول ماكسيمو كاستيكس وهو محام جنائي مقره بوينس أيرس.

في الوقت نفسه، يحظر الدستور البرازيلي ترحيل البرازيليين. وأحد المتهمين الأربعة عشر هو جوزيه مارجوليس المواطن البرازيلي الذي ترأس شركتين عملتا في بث مباريات كرة القدم. ولا يعرف مكان إقامته الحالي.

وهناك برازيلي آخر هو ريكاردو تيشيرا الرئيس السابق للاتحاد الوطني لكرة القدم وأفاد مصدر في الشرطة، يوم الاثنين، بأنه يواجه تهما داخل بلاده بغسيل الأموال والتهرب الضريبي. ولم يدرج اسم تيشيرا في لائحة الاتهام الأمريكية.

وفي ترينيداد أفرج بكفالة عن جاك وارنر النائب السابق لرئيس الفيفا. وقال وارنر مرارا إنه بريء وأشار إلى أنه ابتعد عن أي نشاط متعلق بكرة القدم قبل أربع سنوات.

وفي إشارة لاهتمام السلطات الأمريكية بتعقب بعض المتهمين طالبت الشرطة الدولية (الإنتربول) السلطات حول العالم بترصد ستة متهمين هم ليوز ومارجوليس ووارنر وبورزاكو وهوجو وماريانو جنكينز.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com