ذرائع إسرائيلية لإقناع أوباما بتهميش الملف الفلسطيني
ذرائع إسرائيلية لإقناع أوباما بتهميش الملف الفلسطينيذرائع إسرائيلية لإقناع أوباما بتهميش الملف الفلسطيني

ذرائع إسرائيلية لإقناع أوباما بتهميش الملف الفلسطيني

أفادت مصادر إعلامية إسرائيلية الأحد، أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية وضعت بين يدي الرئيس باراك أوباما تقديرات، تفيد بأنه حال مارس ضغوطا في الوقت الراهن على بنيامين نتنياهو أو على رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن، في ملف المفاوضات السياسية، فإن تلك الضغوط ستشكل سلاحا ذي حدين، وأن النتيجة ستكون إلقاء العبء على كاهل الإدارة الأمريكية، وإظهارها كمن لا يمكنه الوساطة في هذا الملف، اعتمادا على مزاعم بأن رئيس السلطة الفلسطينية هو من لا يريد التوصل إلى حلول. 

ولفتت المصادر إلى أن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية والأمريكية، والحوارات الاستراتيجية بين مجلسي الأمن القومي لكلا البلدين، يعملان بناء على تقديرات مشتركة بشأن عدم إمكانية حدوث انفراجة في النزاع الفلسطيني – الإسرائيلي، حيث نجحت الحكومة الإسرائيلية الجديدة عبر تلك القنوات في تعزيز الإنطباع لدى الأمريكيين بأنه لا جدوى من المفاوضات. 

وقال رون بن يشاي، المحلل العسكري بصحيفة يديعوت أحرونوت، أن تلك التقديرات تسببت في قناعة لدى أوباما، بأن صورة السياسة الخارجية الأمريكية ستكون على المحك، حال ضغط في هذا الملف، وأنه من الأفضل بالنسبة له التركيز على ملف التفاوض مع إيران، للحفاظ على المكاسب التي تحققت، وترك الملف الفلسطيني الذي لن يقود إلى أي حل. 

وتتعامل إدارة أوباما مع الملف الإيراني كأحد أهم الإنجازات على صعيد السياسة الخارجية الأمريكية، لذا، ستعمل على الحفاظ عليه بكل قوتها.

ويرى المحلل العسكري الإسرائيلي أن إدارة أوباما على يقين حاليا، بأن ممارسة ضغوط على نتنياهو لن تجدي نفعا، وأن فشل ضغوط أوباما من جانب آخر ستؤثر على صورته داخليا، وتضر بوضعه، وربما تدفعه للفشل في تمرير الاتفاق النووي بالكونجرس، الذي يمتلك فيه نتنياهو الكثير من المؤيدين. 

وتوقع بن يشاي أنه في أعقاب التوقيع على الاتفاق مع إيران، يستطيع أوباما أن يغير من موقفه هذا، وأن يبدأ في ممارسة ضغوط على الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في إتجاه المفاوضات السياسية. 

 المنطقة كذريعة

وإلى جوار المفاوضات مع إيران، تشكل التوترات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط ذريعة أخرى لتهميش ملف المفاوضات السياسية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. وترددت كلمات تحمل هذا المفهوم كثيرا في المنتديات السياسية الإسرائيلية، ووجدت أيضا في الأيام الأخيرة أصداءا في واشنطن، حين قال الرئيس باراك أوباما أن التوصل إلى حل للنزاع يخدم الطرفين، ولكنه لا يتوقع استئناف المفاوضات في ظل الوضع الراهن بالمنطقة.

واتفقت رؤية الرئيس الأمريكي مع رؤية طرحها وزير الدفاع الإسرائيلي موشي يعلون، والذي أكد أنه من الصعب في ظل الظروف الأمنية المتدهورة في الشرق الأوسط التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين. وتنص الرؤية الأمريكية – الإسرائيلية على ضرورة إدارة المفاوضات تدريجيا وتأجيل الحديث عن الحل النهائي، حتى زوال موجة العنف التي يشهدها الشرق الاوسط.

ونجح نتنياهو من نفس المنطق في تشكيل حكومته الرابعة، واحدة من أكثر حكومات الاحتلال تطرفا، متذرعا منذ بداية حملته الانتخابية بالمحيط الأمني المضطرب، ومخاطر التنظيمات الإرهابية، التي كانت ستصل (طبقا لروايته) إلى إسرائيل حال شكل اليسار الإسرائيلي الحكومة. 

ولا يتبنى أي حزب في حكومة نتنياهو رؤية بشأن ملف المفاوضات السياسية مع الجانب الفلسطيني، واعتبرت تقارير أن تلك هي المرة الأولى منذ 20 عاما، والتي لم يرد ذكر المفاوضات السياسية مع الفلسطينيين في الخطوط الأساسية للحكومة. ويبدي جميع شركاء نتنياهو معارضة كبيرة للمفاوضات مع رئيس السلطة الفلسطينية، وأقصى نتنياهو جميع الشخصيات التي كانت تمتلك رؤى محددة في ملف المفاوضات السياسية مع السلطة.

الوسومات: إسرائيل، فلسطين، الصراع العربي الإسرائيلي

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com