أوروبا تدعو تركيا للانسحاب من قبرص

أصدر البرلمان الأوروبي حديثاً مشروع قرار غير ملزم يدعو تركيا لسحب قواتها العسكرية المتواجدة شمال جزيرة قبرص البالغ تعدادها 30 ألف جندي.

كما ينص مشروع القرار على تسليم منطقة "ماراش" التابعة لمدينة "فاماغوستا" القبرصية إلى الأمم المتحدة.

ومن المقرر أن يتم التصويت على القرار غير الملزم في الجمعية العمومية التي تعقد الأسبوع المقبل.

ومن الممكن أن يؤثر مشروع القرار على مباحثات أنقرة مع بروكسيل للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، الذي تسعى تركيا منذ أعوام للانضواء تحته، لكن التقدم في المحادثات بهذا الشأن يمضي ببطء شديد.

وشهدت الأعوام الماضية، توتراً في العلاقات بين أنقرة وبروكسيل، على خلفية انتقاد قوانين الإنترنيت المستحدثة في تركيا، والتعديلات التي شملت سلك القضاء، والطريقة التي تعاملت فيها الحكومة التركية مع فضيحة الفساد التي تعصف بها منذ 17 ديسمبر/كانون الأول 2013، ومطالبات الاتحاد بتعزيز الحريات العامة في تركيا.

وتُعدّ تركيا الدولة الوحيدة في العالم التي تعترف بقبرص الشمالية، كدولة مستقلة لها علمها ورئيسها وحكومتها الخاصة.

وكانت القوات التركية دخلت إلى شمال جزيرة قبرص عام 1974، رداً على انقلاب عسكري في الجزيرة كانت الحكومة اليونانية قد دعمته، ما أدى إلى خلق أزمة دولية، وانقسام الجزيرة إلى شطرَين؛ تركي، ويوناني.

ويعيش القبارصة الأتراك في الثلث الشمالي من الجزيرة، فيما يعيش القبارصة اليونانيون في الثلثين الجنوبيَين، وعلى خلفية تقسيم الجزيرة أجبر نحو 165 ألف قبرصي يوناني على النزوح من الشمال إلى الجنوب، بينما نزح 45 ألف قبرصي تركي من مدن الجنوب إلى شمال الجزيرة -وفقاً لتقديرات قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة- ولكن أطراف النزاع تقول إن الأرقام أكبر من ذلك بكثير.

ويأتي مشروع القرار الأوروبي، بالتزامن مع زيارة وزير الخارجية اليوناني، نيكوس كوتزياس، لإسطنبول، كبرى المدن التركية، لبحث القضية القبرصية، وتفعيل .محادثات السلام المتعثرة، وتقريب وجهات النظر حول تقسيم السُّلطة في قبرص، ومصير الأراضي المتنازع عليها، فضلاً عن الحدود