الأكراد يتخوفون من وأد انتفاضتهم بإيران
الأكراد يتخوفون من وأد انتفاضتهم بإيرانالأكراد يتخوفون من وأد انتفاضتهم بإيران

الأكراد يتخوفون من وأد انتفاضتهم بإيران

تسود المناطق الكردية في إيران حالة من التوتر والخوف من أن تقوم السلطات بوأد "الانتفاضة" خلال الأيام المقبلة، وذلك على خلفية انتحار عاملة أحد الفنادق في مدينة "مهاباد" وخروج تظاهرات حاشدة تطالب بالحقوق السياسية لهذا المكون القومي في البلاد.

وانتحرت فريناز خسرواني بعد أن ألقت نفسها من الطابق الرابع لفندق "تارا"، على إثر محاولة اغتصابها من أحد موظفي السياحة، يُرجح أنه ضابط أمن، مقابل منح الفندق درجة 5 نجوم فندقية.

وتوضحت هذه المخاوف أكثر بعد أن أقدمت إيران على إعدام 4 أكراد على خلفية جنائية، اليوم الأحد.

ويورد محللون أمثلة على تعامل الأمن الإيراني مع احتجاجات شعبية مثيلة سابقة كالأهواز، مؤكدين أن التظاهرات العارمة التي عمت مدناً إيرانية جاءت للمطالبة بحقوق الأكراد السياسية، كون إيران تمارس ضدهم التهميش السياسي والطائفي، حيث إن أغلبية الأكراد سنّة.

المشهد الكردي في إيران تخيم عليه أجواء من القمع يوثقه ناشطون بحالات الاعتقال والاختطاف والتعذيب والإعدام بحق المتظاهرين.

ولكن ومن ناحية أخرى، يعتقد مراقبون أن الانتفاضة ستستمر رغم تهديد الاستخبارات الإيرانية والباسيج (الحرس الثوري)، مستشهدين بحالتين مماثلتين لطالبتين كرديتين تعرضتا لاعتداءات من رجال أمن النظام، الأولى من جامعة أورمية، والثانية من جامعة مروان، وهذه هي المرة الثالثة التي يحتج فيها الأكراد ضد سياسة التطرف والقمع في إيران.

وتضامناً مع هذه الاحتجاجات، خرجت تظاهرات مشابهة في مناطق الأكراد بسوريا والعراق وتركيا وبعض الدول الأوربية، في خطوة تُعتبر جريئة وسابقة لأكراد العالم الذين باتوا يطالبون بحقوقهم السياسية أكثر من أي وقت مضى.

كما يرى مراقبون أن معطيات عدة شجّعت أو حفّزت أكراد إيران ليخرجوا من صمتهم وبقوة على دولة وعلى طاولتها عشرات الملفات السياسية والاقتصادية والدينية، وتعاني من مشاكل عصية على حلّها.

ومن هذه المعطيات، انتفاض الأكراد ضد النظام السوري عام 2004، كأولى شرارة أطلق عليها ناشطون "انتفاضة قامشلو"، فيما تعيش المناطق الكردية السورية الآن في حالة من الاستقرار النسبي بالمقارنة مع غيرها من المناطق بالبلاد، بعد أن أطلق الأكراد تجربتهم في الإدارة الذاتية، بعيداً عن النظام السوري والمعارضة.

وكذلك يتظاهر أكراد تركيا بين الفينة والأخرى مطالبين بحقوقهم المصيرية، الأمر نفسه الذي نادى به إقليم كردستان العراق قبل عشر سنوات، وهو يعيش الآن بشكل شبه فيدرالي.

لذا، الحركة السياسية الكردية باتت تعمل في كافة مناطق الأكراد (سوريا، العراق، تركيا، إيران)، وهي ما تُسمى "أجزاء كردستان"، لتطالب بحق تقرير المصير، إلا أنها تصطدم بالعديد من التحديات، وفي مقدمتها الدعم الدولي.

ويتراوح عدد أكراد إيران بين 7 إلى 8 مليون حسب التقديرات غير الرسمية المختلفة من مجموع عدد السكان البالغ عددهم 78 مليون نسمة.

وخرج مئات الأكراد في احتجاجات في "إقليم كردستان"، شمال غرب إيران، وهي المنطقة التي يسميها الأكراد "شرق كردستان"، أو "كردستان إيران"، ومقتل وإصابة 50 كردياً، ما أشعل ثورة على مواقع التواصل الاجتماعي، والدعوة إلى خروج مظاهرات مشابهة في أماكن الأكراد، سوريا (غرب كردستان)، والعراق (جنوب كردستان)، وتركيا (شمال كردستان)، بالإضافة إلى الموجودين في دول العالم كافة. 

يُذكر أن أول دولة كردية أقيمت في إيران كانت في مهاباد (1946)، قبل أن تقوم إيران بإعدام رئيسها "قاضي محمد" بعد مساعي الاتحاد السوفييتي في إسقاطها.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com