إعلام إسرائيل يعتبر احتجاجات الإثيوبيين "مؤامرة"
إعلام إسرائيل يعتبر احتجاجات الإثيوبيين "مؤامرة"إعلام إسرائيل يعتبر احتجاجات الإثيوبيين "مؤامرة"

إعلام إسرائيل يعتبر احتجاجات الإثيوبيين "مؤامرة"

تحاول وسائل إعلام إسرائيلية تصوير الاحتجاجات التي بدأها إسرائيليون من أصول إثيوبية (يهود الفلاش مورا) منذ الخميس الماضي، على أنها مؤامرة خارجية، معتمدة على شهادات غير موثقة لعدد ممن شاركوا في تلك التظاهرات احتجاجا على العنصرية التي تمارس بحق قرابة 125 ألف نسمة منذ سنوات طويلة على خلفية لون بشرتهم.

ونقلت صحيفة "هأرتس" عن إثيوبيين شاركوا في تظاهرات ميدان رابين بوسط تل أبيب مساء الأحد، وهي التظاهرات التي تحولت إلى أعمال عنف، وتسببت في إصابة العشرات من المتظاهرين وعناصر شرطة الاحتلال، أن الجالية الإثيوبية لم تلجا إلى العنف في أي من المراحل، وأن متظاهرين آخرين من ذوي البشرة البيضاء حاولوا استفزاز الشرطة والوقيعة بينها وبين المتظاهرين، ما أدى إلى اندلاع أعمال العنف المتبادل.

وقال ماني ياسو، أحد أعضاء الجالية الإثيوبية إن "منظمات شاركت في تلك التظاهرات إلى جوار الإثيوبيين، وحرضت على العنف، وإنه يصعب تحديد إلى أي كيان تنتمي هذه المنظمات، ولكنهم قطعا ليسوا من يهود الفلاش مورا"، مضيفا أنه "لا يعرف لمصلحة من تعمل هذه المنظمات"، وأن "من يقفون على رأس التظاهرات من أبناء الجالية توافقوا منذ البداية على نبذ العنف وعدم الاحتكاك بالشرطة".

ونقلت الصحيفة مزاعم أخرى لفتاة إثيوبية تدعى طالي ملكو، شاركت في تظاهرات الأحد، بوجود أشخاص خرجوا عن السلمية، وتعمدوا قطع الطرق والمحاور، وأن أحدا من المشاركين لا يعرفهم، ولكنهم كانوا طوال الوقت يرددون هتافات حماسية وكانوا منظمين للغاية، مضيفة أنها شاهدت الشرطة تعتقل أحدهم.

شبكات التواصل تشتعل
ودارت حالة من الجدل على شبكات التواصل الاجتماعي بين أبناء الجالية الإثيوبية في إسرائيل، حيث قدر بعضهم أن التظاهرات قد تُستغل عن طريق منظمات مختلفة لتحقيق أهداف سياسية، وأن هناك منظمات تحاول استغلال التظاهرات لإحداث حالة من الفوضى العارمة.

ولكن على النقيض، كانت غالبية التعليقات والتدوينات الإثيوبية مؤيدة لتلك التظاهرات، ورافضة بشدة الحديث عن تدخلات خارجية أو أغراض سياسية، ورافضة أيضا وصف بعض من كانوا يرتدون قناع "فانديتا" بأنهم ينتمون لمنظمات فوضوية "أناركي"، وأفادت أن العديد ممن ارتدوا القناع هم أشخاص معلومون لديهم.

غياب التمثيل السياسي
يشار إلى أن تلك التظاهرات خلت من ظهور الشخصيات السياسية الإثيوبية في إسرائيل، حيث مثل العديد من أعضاء الكنيست من ذوي الأصول الإثيوبية تلك الجالية في سنوات سابقة، ففي الكنيست الرابع عشر، حصل "أديسو ماسالا" الإثيوبي الأصل على أول مقعد بالكنيست عن حزب "العمل".

وقبيل انتخابات الكنيست السابع عشر عام 2006 تأسس حزب (عاتيد إحاد/ مستقبل واحد) برئاسة الناشط السياسي الإثيوبي الأصل "أفراهام نجوسا"، واعتبر هذا الحزب هو الممثل السياسي الأول لليهود من أصول إثيوبية، ومع ذلك تفكك الحزب حين فشل في الحصول على نسبة الحسم من عدد المقاعد.

وهناك أحزاب أخرى ضمت ممثلين عن أبناء الجالية الإثيوبية في نفس الانتخابات، مثل حزب "شاس" الذي وضع ضمن قائمته الحاخام الإثيوبي الأصل (مازور بهاينا). وخاض أفراهام نجوسا مجددا انتخابات الكنيست التالية على قائمة حزب "البيت اليهودي".

وفي الكنيست الثامن عشر حصل "شلومو مولا" عن حزب "كاديما" على مقعد كممثل للجالية الإثيوبية، ونال العضوية أيضا المستشار الأسبق لرئيس الحكومة الإسرائيلية للشؤون الإثيوبية (ألالاي أدامسو) عن حزب "الليكود"، والناشطة السياسية دكتور "نيجشت مينجيشا" عن حزب ميرتس.

وفي الكنيست التاسع عشر، مثل نائبان من أصل إثيوبي عن حزب "ييش عاتيد/ هناك مستقبل" تلك الجالية، وهما الناشط السياسي الإثيوبي الأصل شميعون سولومون، والمحامية بنينا تمانو شاتا، غير أن الكنيست العشرين لا يضم أي ممثلين سياسيين ليهود الفلاش مورا.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com