الجزائر .. جدل حول تعاطي السياسة الخارجية مع الأزمات الإقليمية
الجزائر .. جدل حول تعاطي السياسة الخارجية مع الأزمات الإقليميةالجزائر .. جدل حول تعاطي السياسة الخارجية مع الأزمات الإقليمية

الجزائر .. جدل حول تعاطي السياسة الخارجية مع الأزمات الإقليمية

قدّر تقرير مصري حديث، أن "الموقف الجزائري الرافض للأعمال العسكرية كمبدأ سواءً في اليمن أو في غيره من المناطق العربية الملتهبة، يقوم على مبررات معلنة، ويعبر عن توجهات غير معلنة تخص طموحات قيد التشكيل".

ورجح المصدر، أن يكون "اتباع السلطة الجزائرية في تقديم الحلول السلمية للنزاعات الإقليمية يعبر عن طموح جزائري للعب دور إقليمي يعتمد فقط على الوساطة المفقودة بين الأطراف المتصارعة.

ولفت التقرير التحليلي، إلى أن الدور الجزائري يلقى دعما أمريكيا واضحا، مستندا على البيان المشترك للحوار الاستراتيجي– الجزائري والذي أبان عن "إدراك واشنطن بالدور الذي تقوم به الجزائر في اللجوء للحلول السلمية والتقريب بين الأطراف المتنازعة في المنطقة بما في ذلك نتائج وساطتها بين الحكومة المالية والجماعات المسلحة في شمال مالي، وكذلك محاولة التقارب بين الأحزاب الليبية، واتفاق الجزائر والولايات المتحدة على أن حكومة وحدة وطنية في ليبيا تمثل ضرورة لوضع حد للتهديدات الليبية، بالإضافة إلى التزام الطرفين بمساعدة طرفي النزاع حول الصحراء الغربية من أجل التوصل إلى حل سياسي يقبله الطرفان".

وتوقع التقرير الصادر عن مركز القاهرة الإقليمي للدراسات الاستراتيجية، أن "تدخل الجزائر في عزلة سياسية خليجية تنتهي بتغييرات محدودة في مسارات وشكل التحالفات الجزائرية مع دول الإقليم، فمن المحتمل أن تكون الجزائر خلال الفترة المقبلة أكثر انسجاما مع إيران".

 وخاض التقرير المذكور، في "التحفظ الجزائري على خيار القوة العربية المشتركة و الضربات العسكرية في اليمن".

إجماع جزائري نادر

وتعليقا على الموضوع، قال الخبير القانوني و المحلل السياسي الجزائري الدكتور فوزي أوصديق في تصريح لشبكة "إرم" الإخبارية، إن الموقف الجزائري واضح وينطلق من "انتهاج أسلوب تغليب لغة العقل بدل لغة السلاح والنار ،لا ننكر أن الجزائر تعيش مخاضا عسيرا نتيجة التفاف المعارضة حول رقبة السلطة ومحاولة تجفيف منابع الحوار بينهما و لكن السياسة الداخلية للبلاد تختلف عن ما يحدث في الخارج، لأن الجزائر بكل بساطة تجرعت لسنوات مرارة الإرهاب ودفعت الثمن غاليا ولا يمكن أن ننتهج و نسوق لسياسة العنف لحل الأزمات الإقليمية".

 من جهته قال رئيس حزب حركة البناء الوطني أحمد الدان، إن "الجزائر مطالبة بتصدير الحلول السلمية لإنهاء الصراع في كل الأقطار العربية ونحن نثمن المبادرات المطروحة لتأمين المحيط الإقليمي العربي ومساعيها الدبلوماسية لترميم البيت العربي" .

وشدد أحمد الدن في حديثه مع شبكة "إرم" الإخبارية، على أن "علاقات الجزائر بأشقائها العرب لن تتأثر بتقاربها مع إيران، بل إن وقوفها على مسافة واحدة مع الرياض وطهران يخدم الحوار في المنطقة ويساهم في إحلال السلم والأمن فيها".

واللافت في القضية، أن ألوان الطيف السياسي في البلاد تتقاطع حول توجهات السياسة الخارجية للجزائر إزاء حل أزمات الإقليم، ونادرا ما اجتمعت المعارضة والموالاة على موقف واحد خصوصا في هذه المرحلة التي يشهد فيها البلد خصومة كبيرة وهوة سحيقة بين طرفي المعادلة السياسية.

ويقرأ المراقبون أن توافق خصوم الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة معه حيال التعاطي الرسمي مع الأزمات الإقليمية، ساهم في تقوية "الجبهة الداخلية" لمواجهة تداعيات النزاعات المسلحة في إفريقيا والشرق الأوسط.

الأكثر قراءة

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com