واشنطن تغضب أنقرة وتعترف "بإبادة الأرمن"
واشنطن تغضب أنقرة وتعترف "بإبادة الأرمن"واشنطن تغضب أنقرة وتعترف "بإبادة الأرمن"

واشنطن تغضب أنقرة وتعترف "بإبادة الأرمن"

أقر الرئيس الأمريكي باراك أوباما وعدد من المسؤولين في الإدارة الأمريكية بأن "قتل مليون ونصف المليون أرمني أو اقتيادهم إلى الموت مع نهاية الإمبراطورية العثمانية هو واقعة تاريخية وأعربوا عن أسفهم لذلك".

وقالت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ماري هارف، أمس الثلاثاء، إن "اعترافاً كاملاً وصريحاً وعادلاً بهذه الوقائع يصب في مصلحة الجميع بما في ذلك مصلحة تركيا وأرمينيا وأمريكا".

ولم يصدر عن الحكومة التركية بيان يرد على الموقف الأمريكي، في حين يؤكد محللون أن قرار البيت الأبيض، سيتسبب بأزمة دبلوماسية مع تركيا.

وكان أوباما استخدم لفظة "إبادة" يوم كان عضواً في مجلس الشيوخ، وتحديداً خلال حملته الانتخابية العام 2008، ووعد بالاعتراف بالإبادة الأرمنية، ولكنه تجنب استخدام مصطلح "الإبادة الجماعية" للأرمن، خلال سنوات توليه الرئاسة، حفاظاً على العلاقات الإستراتيجية مع الجمهورية التركية.

وفي أعوامٍ سابقة؛ حثت تركيا مراراً الرئيس الأمريكي على تجنب استخدام مصطلح "الإبادة الجماعية" خلال كلمته لأحياء المناسبة، مطالبة إياه بتسليط الضوء ليس فقط على "الآلام الأرمنية، ولكن أيضاً ذكر معاناة أولئك الأتراك العثمانيين خلال الحرب العالمية الأولى".

كما يناقش البرلمان الأوربي، اليوم الأربعاء، مشروع قرار للاعتراف بـ "الإبادة الجماعية للأرمن على يد العثمانيين" شرق تركيا، ولم تفلح جهود أنقرة -حتى الآن- في منع صدوره، وتعترف 11 دولة من أصل 28 دولة عضو في الاتحاد الأوروبي "بالإبادة الجماعية للأرمن".

وكان بابا الفاتيكان؛ فرانسيس، أحيا يوم 12 نيسان/إبريل الجاري، الذكرى المئوية، للأحداث التي طالت الأرمن، فيما وصفها بأنها "أول إبادة جماعية في القرن العشرين" الأمر الذي دفع تركيا إلى استدعاء سفير الفاتيكان لدى أنقرة للاحتجاج، كما تم استدعاء سفير تركيا لدى الفاتيكان إلى أنقرة لبحث القضية.

وتتأهب العاصمة الأرمينية؛ يريفان، لإحياء الذكرى المئوية الأولى للإبادة الجماعية، يوم 24 نيسان/إبريل الجاري، والتي سيشارك فيها لأول مرة رؤساء وزعماء عشرات الدول الأجنبية، وبشكل خاص تلك التي اعترفت "بالإبادة الجماعية".

وحققت الجاليات الأرمنية نجاحات متلاحقة في بعض العواصم الأوربية؛ كان آخرها تبني البرلمان الهولندي، يوم 9 نيسان/إبريل الجاري، قراراً يصف المجازر بأنها "إبادة جماعية" وفي شباط/فبراير الماضي، تبنى مجلس الشيوخ الإيطالي، قانوناً يجرم إنكار "الإبادة الجماعية"، كما تبنى البرلمان اليوناني، في أيلول/سبتمبر 2014، مشروع قانون مماثل.

وسبق أن اعترفت فرنسا -التي تحتضن مئات الآلاف من الأرمن- بالمذابح العام 2012، وأصدرت باريس قانوناً يصفها "بأعمال الإبادة" ويجرم من ينكرها بفرض عقوبات وغرامات، وكذلك اعترفت كل من سويسرا، وسلوفاكيا، وكندا بها.

ويطالب الأرمن في مختلف دول العالم باعتراف الدولة التركية بإبادة مليون ونصف المليون أرمني تركي خلال أعوام 1915-1923 وتشريد نصف مليون آخر، في الكثير من دول العالم.

وتنكر الدولة التركية وحكوماتها المتعاقبة الإبادة، وتقلل من شأن ما جرى إبان الحرب العالمية الأولى؛ وتقول إن أعداد الضحايا أقل من ذلك بكثير، وتنفي بشكل قاطع عمليات الترحيل الجماعية التي تعرّض لها الشعب الأرمني، معتبرة أن ما جرى شرق تركيا كان من تبعات الحرب، التي طالت أضرارها كل القوميات التابعة للإمبراطورية العثمانية حينها، بعد أن ثار الأرمن ضد الإمبراطورية العثمانية بالتعاون مع الجيش الروسي.

يُذكر إن العلاقات التركية الأمريكية -التي طالما وصفت بأنها إستراتيجية- شهدت فترة "هدوء هش" وانقطاع دام حوالي ستة شهور، ما عرقل تقريب وجهات النظر حيال أبرز القضايا العالقة؛ وعلى رأسها الخلاف حول الأزمة السورية، ومحاربة الإرهاب، والقضية الكردية، ولغة البيان الذي يصدر سنوياً عن البيت الأبيض في الذكرى المئوية "للإبادة الجماعية للأرمن".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com