هل تدفع المُسيرات الإيرانية إسرائيل للانخراط في الحرب الروسية الأوكرانية؟
هل تدفع المُسيرات الإيرانية إسرائيل للانخراط في الحرب الروسية الأوكرانية؟هل تدفع المُسيرات الإيرانية إسرائيل للانخراط في الحرب الروسية الأوكرانية؟

هل تدفع المُسيرات الإيرانية إسرائيل للانخراط في الحرب الروسية الأوكرانية؟

أصبحت الطائرات الإيرانية المُسيرة لاعبًا بارزًا في الحرب الروسية الأوكرانية، بعد سبعة أشهر من اندلاعها؛ الأمر الذي جلب معه حديثًا عن دور إسرائيلي محتمل، يتمثل في معلومات استخبارية، طلبتها كييف من تل أبيب، حول ماهية التكنولوجيا الإيرانية.

وفي الآونة الأخيرة، جرى الحديث عن نجاحات ميدانية تحققها القوات المسلحة الروسية باستخدام المُسيرات التي ابتاعتها أخيرًا من إيران، وبالأخص فيما يتعلق بكشف وضرب وتدمير أنظمة دفاعية أوكرانية، عبر هجمات تشنها طائرات إيرانية انتحارية يمكنها حمل شحنة متفجرة كبيرة نسبيًا.

وبحسب تقرير استخباري، نشره موقع "نتسيف نت" العبري، اليوم الأحد، نجحت القوات الأوكرانية بدورها في التصدي لعدد من المُسيرات الإيرانية التي استخدمتها القوات الروسية وأسقطتها.

وقال التقرير إن عدد المُسيرات التي سقطت حتى الآن، قبل بلوغ أهدافها، أكثر من 12 مُسيرة إيرانية الصنع، في وقت تكثف فيه القوات الروسية استخدام التكنولوجيا التي حصلت عليها في الفترة الأخيرة من إيران، ضمن صفقة جذبت أنظار المراقبين العسكريين.

ويجري الحديث عن مُسيرات إيرانية من طراز "مهاجر – 6"، و"شاهد -136"، وهي طائرات تُطلَق بهدف إصابة الهدف وتدميره دون الحاجة لاستعادتها.

وهذه المُسيرات هي الأقرب لنظيرتها الإسرائيلي "هاروب"، التي تُحدث آثارًا تدميرية كبيرة خلال استخدامها من قِبل القوات المسلحة في أذربيجان ضد نظيرتها في أرمينيا.

وتلقى مشغلون روس دورات تدريبية على استخدام التكنولوجيا الإيرانية أواخر تموز/ يوليو، داخل إيران، وتقدر بعض التقارير أن موسكو تعاقدت على المئات من منها لاستخدامها في الحرب الأوكرانية.

أوديسا والمُسيرات الإيرانية

واقتبس موقع "نتسيف نت" العبري تصريحات منسوبة للرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أمس الأول الجمعة، جاء فيها أن قوات الدفاع الجوي الأوكرانية أسقطت مُسيرات إيرانية في مناطق شملت مقاطعة دنيبروبتروفسك، جنوب شرق البلاد، ومدينة أوديسا جنوبًا، على ساحل البحر الأسود.

وبحسب المعلومات، اكتشف سلاح الجو الأوكراني مُسيرات من طراز "مهاجر – 6"، و"شاهد -136"، وهي مُسيرات صغيرة الحجم نسبيًا، تُحلق على ارتفاعات منخفضة، ما يُصعب من عملية كشفها بواسطة الرادارات الملحقة بأنظمة الدفاع الجوي.

ونجحت طائرة واحدة على الأقل في التغلب على الأنظمة الدفاعية الأوكرانية، وضربت مقر قيادة سلاح البحرية في مدينة أوديسا، الجمعة، وفقًا لما أكده الموقع، متسببةً في مقتل شخص واحد، وألحقت دمارًا ببناية إدارية.

كييف ترد

وأعلنت كييف في الأيام الأخيرة، أنها خفَّضت العلاقات الدبلوماسية مع طهران؛ إذ تزود الأخيرة الجيش الروسي بتكنولوجيا هجومية تُستخدم ضد أهداف أوكرانية.

وجمعت طهران وكييف علاقات دبلوماسية طبيعية منذ سنوات، إلا أن الموقف الإيراني دفع المسؤولين الأوكرانيين إلى اتخاذ قرار بتخفيض تلك العلاقات.

وقررت السلطات الأوكرانية عدم منح السفير الإيراني تأشيرة دخول، وتقليص حجم الطاقم الدبلوماسي الإيراني بشكل جذري في سفارة إيران في كييف.

وبينما لا تعترف إيران رسميًا بمسألة بيعها تلك المُسيرات للجانب الروسي، وتزعم أنها تنتهج موقفًا حياديًا من الحرب، وهو ما جاء في ردها على الخطوات الأوكرانية على الصعيد الدبلوماسي، تقول كييف إن قواتها العسكرية أسقطت أكثر من 12 مُسيرة إيرانية الصنع.

معلومات استخبارية

وعقب تلك التطورات، أكد موقع bahazit العبري، أمس السبت، أن كييف "توجهت إلى الاستخبارات الإسرائيلية بطلب معلومات تفصيلية حول الطائرات الإيرانية دون طيار، التي اشتراها الجانب الروسي".

وسبق هذه الخطوة حديث، أوردته صحيفة "إسرائيل اليوم"، منتصف الشهر الجاري، حول نجاحات تحققها القوات الروسية، عقب تعميم استخدام المُسيرات الإيرانية.

وبعد أن استشعر المراقبون في الآونة الأخيرة بعض النجاحات العسكرية الأوكرانية، ولا سيما في مدينة خاركيف، إلا أن شهادات عديدة وردت من ميدان المعركة تؤكد على تحول المشهد، بعد أن فعَّلت القوات الروسية هذا السلاح.

ووفقًا للمعلومات التي أوردها موقع bahazit، السبت، زارت سيمونا هالبرين، وهي نائبة مدير عام شعبة أوروبا- آسيا بوزارة الخارجية الإسرائيلية، أوكرانيا أخيرًا، وعقدت اجتماعًا مع نائب وزير خارجية أوكرانيا لشؤون الشرق الأوسط، ماكسيم صبح.

وتشير المعلومات إلى أن الدبلوماسي الأوكراني طلب من ضيفته الإسرائيلية نقل رسالة للجهات المعنية في إسرائيل، مفادها أن بلاده بحاجة إلى معلومات استخبارية حول ملفات ذات صلة بإيران، وعلى رأسها ملف المُسيرات التي باعتها لروسيا.

كما أبلغها أن المعلومات الاستخبارية التي أرسلتها إسرائيل قليلة وغير كافية، وأنه يتعين عليها إرسال المزيد من المعلومات التفصيلية.

مصلحة إسرائيلية

وساد انطباع بأن غياب الاختبارات الميدانية الحقيقية للمسُيرات الإيرانية، وعدم مشاركتها في حروب ضد قوات نظامية في الماضي، سيعني عدم قدرتها على تحقيق نتائج إيجابية أو منح القوات الروسية أفضلية.

إلا أن تقارير إسرائيلية سابقة، ومن ذلك تقرير "إسرائيل اليوم"، في الثامن عشر من أيلول/ سبتمبر الجاري، حذر من تحقيق المُسيرات الانتحارية الإيرانية نجاحات كبيرة، إذ استخدمتها القوات الروسية بفعالية وألحقت خسائر بذراع المدفعية الأوكرانية.

ودعا خبراء إسرائيليون حكومة بلادهم للحذر من هذا النجاح، إذ سيحمل مستقبلًا مغزى كبيرا على الصعيد الإستراتيجي، سينعكس أيضًا على الصراع الدائر بين إسرائيل وإيران.

وبينما تزود طهران القوات الروسية بمُسيرات هجومية تُستخدم ضد القوات الأوكرانية، وسط تقارير عن تسببها في سقوط مدنيين أيضًا، تتحفظ إسرائيل على الإعلان عن تزويد الجانب الأوكراني بأسلحة هجومية أو دفاعية، وتقول إنها تُركز على المساعدات الإنسانية؛ الأمر الذي يثير حفيظة كييف بشأن الموقف الإسرائيلي.

تجدر الإشارة إلى أن نجاح المُسيرات الإيرانية بوجه عام، وبصرف النظر عن الأطراف المستخدِمة لها أو المتضررة، يحمل إشكالية كبيرة بالنسبة للصناعات العسكرية الإسرائيلية.

وطوال سنوات، اعتبرت إسرائيل واحدة من أبرز الدول التي تمتلك برامج متقدمة لتطوير وتصنيع الطائرات دون طيار.

وشكلت الطائرات الانتحارية، ولا سيما من طراز "هاروب" أحد عناصر هذا التميز، إذ جذبت الأنظار خلال استخدامها في الصراع الدائر بين أذربيجان وأرمينيا.

وفي حال أثبتت المُسيرات الإيرانية فعاليتها في الحرب الأوكرانية الروسية، فقد يعني الأمر تضرر أحد أبرز البرامج الإسرائيلية في هذا المجال، وهو ما قد يبرر انخراطها المحتمل في تلك الحرب، بشكل أو بآخر، ولو من زاوية تدمير سمعة التكنولوجيا الإيرانية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com