"فوبيا الاعتقال" تلاحق اللاجئين العرب في أوروبا
"فوبيا الاعتقال" تلاحق اللاجئين العرب في أوروبا"فوبيا الاعتقال" تلاحق اللاجئين العرب في أوروبا

"فوبيا الاعتقال" تلاحق اللاجئين العرب في أوروبا

"كلما رأيت شرطيا قادما نحوي يبدأ قلبي بالخفقان.. وأهيئ نفسي لتلقي صفعة أو لكمة".. هكذا يصف خالد الأيوبي (37 عاما) "فوبيا الاعتقال" التي ما زالت تلازمه منذ مجيئة من سوريا إلى ألمانيا رغم قضائه فيها أكثر من سنتين.

ويعاني الأيوبي، وهو فني كهرباء من مشاكل نفسية و"فوبيا" من أي مشهد أو شخص مرتبط بالأمن والشرطة إثر ما تعرض له في سوريا خلال فترة اعتقاله في أحد الأفرع الأمنية لمدة سنة ونصف السنة.

وقال الأيوبي، لـ"إرم نيوز": "اعتقلت في سوريا بتهمة باطلة حاكها ضدي رجل صاحب نفوذ، وتعرضت في المعتقل للتعذيب والتعنيف اللفظي والجسدي والذي ترك علامات مستدامة على جسدي ووجهي".

وأضاف الأيوبي، الذي حصل على اللجوء في ألمانيا "عانيت من الاكتئاب الشديد والإحباط بعد خروجي من المعتقل فقررت السفر إلى أوروبا وبدأت هنا جلسات العلاج النفسي عند طبيب عربي".

شخَّص الطبيب حالة الأيوبي، بأنها "رهاب نفسي" يجعله في حالة من التوتر والقلق عند التعرض لأي مظاهر أمنية مرتبطة بالشرطة وحواجز التفتيش.

وقال الأيوبي "تسيطر علي حالة من التوتر والارتباك وموجة من التعرق وجفاف الفم عند رؤية أي شرطي أو عند طلب هويتي الشخصية حتى من قبل مراقب التذاكر في القطار".

الأصفاد الألمانية

ويروي الشاب قصة حدثت معه، قائلا "ذات مرة رأيت رجل الأمن في المتجر يمشي مسرعا نحوي، فما كان مني إلا الانبطاح أرضا ووضع يدي على رأسي لأحميه من الضربات، فهلع الجميع من حولي وقام عنصر الحماية فعلا بتوقيفي".

لم يكن موظف الـ"Security" قادما نحو الأيوبي، لكن ردة فعله أثارت شكوك الموظف، وارتباك الأيوبي عند سؤاله عن أوراقه الشخصية جعل عنصر الأمن يستدعي دورية الشرطة.

وتابع "هرعت دورية الشرطة إلى المتجر وكاد يبعثني ارتباكي إلى المخفر، لكنني قمت بالاتصال بطبيبي الذي يتحدث الألمانية وقام بإبلاغ الشرطة بحالتي النفسية التي بررت ردة فعلي، فقاموا بإطلاق سراحي".

يتابع الأيوبي، رحلة تعافيه مع الطبيب الذي يقدم له علاجا سلوكيا معرفيا قائما على جلسات الحوار والدعم النفسي، إضافة للاستعانة بمضادات الاكتئاب، بحسب الطبيب المشرف على علاجه.

وختم الأيوبي، حديثه "حققنا تقدما في العلاج، فلم أعد أرى الكوابيس المرتبطة بفترة اعتقالي، بقي أن أتخلص من موجة الذعر التي تصيبني عند التعرض لأي مظهر أمني، والطبيب وعدني أن ذلك لن يطول".

بصمة سيكولوجية

وقال الطبيب النفسي هاني الفاخوري، لـ"إرم نيوز": "هناك العديد من حالات الرهاب المرتبطة بالحرب ومفرزاتها واعتدنا على استقبال أصحابها المنحدرين من مناطق الشرق الأوسط وأخيرا من أوكرانيا".

وأضاف الطبيب السوري المقيم في مدينة "دريسدن" الألمانية "كثير من السوريين يعانون من فوبيا القذائف والصواريخ فيهلعون عند سماع صفير أو صوت انفجار، وآخرون أتوا من مناطق واقعة تحت سيطرة داعش، لديهم فوبيا اللحى الطويلة، وآخرون لديهم فوبيا عند سماع تحليق أي طائرة".

وعن "فوبيا الاعتقال"، تحدث الفاخوي "هو إحدى حالات فوبيا الحروب، ويتعرض لها أولئك الذين عانوا من الاعتقال والتعذيب، وتصل شدة أعراضها حد الإغماء عند رؤية شرطي أو تلقي بلاغ من مركز الشرطة".

أما علاج "الفوبيا" حسب الفاخوي، فيحتاج أشهرا وربما سنوات، ويختلف بحسب شدة الإصابة التي تؤدي في بعض الأحيان لفوبيا مدى الحياة، لكن بالعلاج النفسي يمكن تخفيف حدتها.

وتشير الدراسات إلى أن نحو 20% من سكان الأرض سيعانون من فوبيا ما، خلال فترة من حياتهم، لكن اختلاف شدة هذا الرهاب وأعراضه هو ما يستدعي التدخل العلاجي.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com