تقرير: مداهمة منزل ترامب كشفت عن انقسامات عميقة في صفوف الجمهوريين
كشفت صحيفة "نيويورك تايمز"، أن الحزب الجمهوري يشهد انشقاقات واضحة، ظهرت جليا من خلال موقف أعضائه من المداهمة التي شنّها عناصر مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي "إف بي آي" على منزل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في فلوريدا.
وقالت الصحيفة، في تقرير نشرته اليوم الإثنين: "بينما واصل الكثير من الجمهوريين دفاعهم عن ترامب، بعد المداهمة غير المسبوقة لمنزله في فلوريدا، فإن هناك انقسامات عميقة داخل صفوف الحزب الجمهوري تجاه دعم وكالات إنفاذ القانون، في ظل التحقيق الفيدرالي الجاري حاليا في طريقة تعامل ترامب مع وثائق سرية بارزة".
وأضافت: "فور المداهمة، كان رد فعل الجمهوريين في الكونغرس، ومن بينهم قيادات في الحزب، غاضبا بشدة، وشنّوا هجوما على أعلى وكالات إنفاذ القانون في الولايات المتحدة"، ووصل الأمر لمطالبة بعضهم بـ"قطع التمويل"، أو "تدمير" مكتب التحقيقات الفيدرالي، بينما وصف آخرون "إف بي آي" بالشرطة النازية السرية، واستخدموا كلمات مثل "الجوستابو"، و "الطغاة".
وأكدت أنه "أمس الأحد، قام بعض الأعضاء المعتدلين في الحزب الجمهوري بتوبيخ زملائهم نتيجة هجومهم العنيف على وكالات إنفاذ القانون، وأصبحوا أكثر تحفظا في الدفاع عن ترامب". وتابعت: "طالب الكثير من الجمهوريين بالكشف عن الدليل الذي يدعم عملية المداهمة التي تمت الإثنين الماضي، وعن الدليل الذي أقنع القاضي بالسبب الحقيقي للتفتيش، وما يمكن أن يؤدي من خلاله إلى كشف دليل الجرائم"، مذكرين بأنه "لا يتم الكشف عن هذه الوثائق عادة قبل أن يتم توجيه الاتهامات رسميا".
ونقلت الصحيفة عن "برايان فيتزباتريك"، النائب الجمهوري في الكونغرس عن بنسلفانيا، والذي خدم في وقت سابق لدى مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي آي"، قوله: "هذا أمر غير مسبوق – في إشارة إلى مداهمة منزل رئيس أمريكي سابق -، وبالتالي فإنه يجب أن يكون مدعوما بمبرر غير مسبوق أيضا، ولكنني في الوقت نفسه أطالب زملائي بالحرص في حديثهم".
ورأت "نيويورك تايمز"، أن "دعوات الحرص في الحديث" من جانب بعض النواب الجمهوريين تأتي في الوقت الذي تصاعدت فيه التهديدات الموجهة ضد وكالات إنفاذ القانون، حيث حذّرت إدارة الأمن الداخلي من تصاعد حدة هذه التهديدات وأعمال العنف، المسلحة أحيانا، ضد أجهزة إنفاذ القانون والقضاء وأفراد في الحكومة الأمريكية في أعقاب مداهمة منزل ترامب.
وأشارت إلى أن الجمهوريين جاهدوا من أجل الالتفاف حول إستراتيجية موحدة للرد على عملية المداهمة والبحث التي قام بها مكتب التحقيقات الفيدرالي لمنزل ترامب في فلوريدا، وسط تطورات يومية متسارعة، وتفسيرات متغيرة، وأعذار واتهامات كاذبة من قبل الرئيس السابق.
وأردفت: "التفسيرات المتغيرة من جانب ترامب وفريقه القانوني جعلت من الصعب على الجمهوريين، حيث يرغب الكثير منهم في إرضاء الرئيس السابق، أن يكون لهم موقف دفاعي موحد. إنهم منقسمون حول ما إذا كان يتعين الهجوم على وكالات إنفاذ القانون الأمريكية، وإلى أي مدى يمكن أن تصل شراسة تلك الهجمات".
