تقرير: هدنة غزة تؤكد تراجع نفوذ إيران أمام لاعبين آخرين في المنطقة
تقرير: هدنة غزة تؤكد تراجع نفوذ إيران أمام لاعبين آخرين في المنطقةتقرير: هدنة غزة تؤكد تراجع نفوذ إيران أمام لاعبين آخرين في المنطقة

تقرير: هدنة غزة تؤكد تراجع نفوذ إيران أمام لاعبين آخرين في المنطقة

رأت صحيفة "جيروزاليم بوست" أن هناك أيادي شريرة لإيران خلف الكواليس، تقف وراء الصراع الذي اندلع منذ يوم الجمعة الماضي بين إسرائيل وحركة الجهاد الفلسطينية، قبل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، يوم الأحد.

وقالت الصحيفة، في تحليل إخباري نشرته على موقعها الإلكتروني، اليوم الإثنين، إن "الصور التي تم التقاطها خلال الأيام القليلة الماضية في طهران تفسّر الأحداث التي وقعت جنوب إسرائيل. يوم الأربعاء التقى الأمين العام لحركة الجهاد زياد النخالة مع وزير الخارجية الإيراني، وفي اليوم التالي التقى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، ويوم السبت، وبعد بداية عملية الفجر الصامد، نُشرت صورة له مع قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي".

دور إيران في الصراع الأخير

وأضافت: "بالطبع، فإن هذه ليست صدفة، فتحت قيادة النخالة، تحولت الجهاد، التي أسسها فتحي الشقاقي مستلهما تجربة الثورة الإسلامية الإيرانية وزعيمها الروحي آية الله الخميني، إلى حركة تديرها وتملكها إيران بشكل كامل".

ومضت: "بينما اختلفت إيران وحركة الجهاد بشدة في عامي 2015 و 2016 حول الحملة السعودية ضد الحوثيين في اليمن، فإن الجهاد الآن في غزة تعني لإيران ما يعنيه حزب الله في لبنان بالنسبة للجمهورية الإسلامية، والحوثيين في اليمن".

وتابعت أن "إيران تدعم حماس، ولكنها تسيطر على الجهاد، هناك فارق، ومن أجل فهم سلوك حركة الجهاد خلال الأيام القليلة الماضية، فإنه يتعين فهم المصالح الإيرانية، إذ قال حسين سلامي، قائد الحرس الثوري الإيراني إن حركة الجهاد تبشّر بعهد جديد، إذ ستدفع إسرائيل ثمنا باهظا على ما ترتكبه من جرائم، كما إن فصائل المقاومة الفلسطينية الآن لديها القدرة على إدارة حروب كبرى"، حسب وصفه.

أهداف إسرائيل ومفاجأة الجهاد

وقالت الصحيفة العبرية إن إسرائيل نجحت في تحقيق بعض الإنجازات المهمة في عملية الفجر الصادق على مدار 3 أيام، حيث فاجأت "الجهاد" باغتيال قائدها البارز تيسير الجعبري، وفي الوقت ذاته اغتيال عبد الله قدوم، رئيس وحدة الصواريخ المضادة للدبابات، وحققت انتصارا آخر باغتيال خالد منصور، قائد الوحدة الجنوبية للحركة، إذ ألقت تلك العمليات الأضواء على القدرات التقنية والاستخباراتية لإسرائيل.

ولكن الصحيفة أشارت ،أيضًا، إلى أن إسرائيل فوجئت برد فعل حركة الجهاد على اعتقال بسام السعدي، من خلال قيام الحركة بإطلاق صواريخ مضادة للدبابات على أهداف إسرائيلية قرب حدود غزة، إذ كانت التوقعات القائمة على التجارب السابقة تفيد بأن الجهاد سوف توجه بعض التهديدات، أو على أقصى تقدير تطلق بعض القذائف على إسرائيل، والتي سيتم اعتراضها لتسقط في أراض خاوية، وبعد ساعات قليلة تعود الحياة إلى طبيعتها، إلا أن هذا لم يحدث هذه المرة.

لماذا ابتعدت حماس؟

ورصدت "جيروزاليم بوست" الأسباب التي دفعت حركة حماس إلى الابتعاد عن الصراع الأخير، إذ كانت حماس تأمل في أن تعود الحياة إلى طبيعتها سريعًا، كي تستفيد من إعادة إعمار غزة بالمساعدات المصرية والقطرية، كما إن الحركة استفادت من تصاريح العمل لـ14 ألف عامل فلسطيني في إسرائيل، وتريد أن تكون لها السيطرة الكاملة على القطاع، دون أن ينازعها أحد في ذلك.

وقالت الصحيفة: "لا تريد حماس أن تتعرض سلطاتها للتقويض عبر منظمة لا تتحمل المسؤولية اليومية للمواطنين في غزة، والتي لا تتوافق اعتباراتها بالضرورة مع حماس".

وختمت بقولها: "بعد نجاح العملية يومي الجمعة والسبت، فإن مصلحة إسرائيل تمثلت في إنهاء القتال بأسرع وقت ممكن، لأنه كلما طال أمد الصراع، زادت احتمالات وقوع أخطاء، يمكن أن تؤدي إلى تغيير الصورة تماما، مثل الضغط على حماس كي تدخل في الصراع".

ورأت أنه في الوقت ذاته، فإن رغبة إيران كانت في أن يظل القتال مستمرا، وإذا لم يستمر، فإن هذا دليل على نفوذ لاعبين آخرين في المنطقة، يستطيعون إقناع حركة الجهاد بأن الاستمرار في إطلاق الصواريخ الآن سيكون ضد مصالحها.

Related Stories

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com