هل الظروف مواتية لعملية عسكرية تركية شمال سوريا؟
هل الظروف مواتية لعملية عسكرية تركية شمال سوريا؟هل الظروف مواتية لعملية عسكرية تركية شمال سوريا؟

هل الظروف مواتية لعملية عسكرية تركية شمال سوريا؟

قالت مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية إن الظروف باتت مواتية لقيام تركيا بعملية عسكرية ضد الأكراد في شمال سوريا بهدف إقامة منطقة عازلة أخرى.

وأشارت المجلة، في تقرير نشرته الأربعاء، إلى أن تلك الظروف تشمل انشغال روسيا بالحرب في أوكرانيا، وعدم توقع أنقرة رد فعل قويا من الدول الغربية بعد إزالة معارضتها لانضمام السويد وفنلندا لحلف الناتو، إلى جانب هدف الرئيس رجب طيب أردوغان إقامة تلك المنطقة لاستيعاب اللاجئين السوريين في تركيا وتعزيز شعبيته المتآكلة.

وقالت المجلة في تقريرها "عند النظر في توقيت العملية التركية الجديدة المحتملة في شمال سوريا تبرز بضع نقاط رئيسة.. أولا وقبل كل شيء، أخذت تركيا في الحسبان حقيقة أن روسيا منشغلة للغاية بغزو أوكرانيا، وبالتالي من غير المرجح أن تظهر رد فعل كبيرا في مواجهة التوغل العسكري في تلك المنطقة".

انسحاب قوات روسية

ولفتت المجلة إلى أن من المعروف أن الخسائر الكبيرة في حرب أوكرانيا أجبرت موسكو على سحب بعض قواتها من سوريا ونقلها إلى أوكرانيا، وأنه لهذا السبب تشعر تركيا بالراحة، إذ تعلم أنه من غير المرجح أن تكون روسيا عائقا حقيقيا في وجه عملية عسكرية ضد وجود وحدات حماية الشعب في شمال سوريا.

وأضافت المجلة "من ناحية أخرى، يمكن أن تكون العملية العسكرية في سوريا في صالح موسكو بطريقتين... أولاً، قد تؤدي العملية المحتملة لمزيد من الضغط على العلاقات التركية الغربية ما يخلق وضعًا أكثر ملاءمة لروسيا.. كما قد يجبر احتمال شن عملية عسكرية وحدات حماية الشعب الكردية على تسليم بعض المناطق الخاضعة لسيطرتها إلى نظام بشار الأسد، وهي نتيجة لطالما رغب بها النظام وروسيا".

وأعربت المجلة عن رأيها بأن أنقرة أيضًا ربما تعتقد أن الوضع الحالي للعلاقات التركية الروسية قد نضج لبدء توغل جديد في شمال سوريا وتحقيق هدفها المتمثل في إنشاء منطقة آمنة بعمق 30 كيلومترًا.

الفرص المتاحة

وأشارت المجلة إلى أن النقطة الثانية هي انضمام السويد وفنلندا لحلف الناتو، لافتة إلى أن أنقرة كانت تحاول التفاوض مع الولايات المتحدة حول ملفات مختلفة من خلال تلك القضية، وأنها كانت تدرك أن نافذة الفرص المتاحة لها لن تدوم إلى الأبد.

وقالت المجلة "لهذه الأسباب، تأمل تركيا في ألا تؤدي عملية عسكرية محتملة في شمال سوريا، في الوقت الحالي، إلى أي رد فعل كبير من الولايات المتحدة، على وجه الخصوص، وكذلك دول الاتحاد الأوروبي بعد أن رفعت معارضتها لانضمام السويد وفنلندا".

وبالنسبة للنقطة الثالثة اعتبرت المجلة أن العملية العسكرية الجديدة مبررة أيضًا بحاجة أنقرة لتوسيع المناطق الآمنة في شمال سوريا التي يمكن أن تستوعب اللاجئين السوريين المقيمين حاليًّا في تركيا.

خطة تسوية للاجئين

وقالت المجلة "إدراكًا منه لتصاعد مشاعر كراهية الأجانب والعنصرية داخل تركيا، أعلن أردوغان عن خطة تسوية مؤكدة يتم بموجبها إرسال مليون لاجئ سوري إلى سوريا".

وتابعت المجلة "رغم أن الخطة محفوفة بالعديد من المشاكل، إلا أن احتمال شن عملية عسكرية يخدم وعد الحزب الحاكم بإعادة السوريين إلى بلادهم في الفترة التي تسبق الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في تركيا عام 2023... وفي هذا الصدد، فإن خطاب العملية العسكرية يساعد الحزب الحاكم على ترسيخ قاعدته الانتخابية".

وأوضحت المجلة في ختام تقريرها أنه بالنظر إلى الديناميكيات السياسية الداخلية لتركيا والبيئة الجيوسياسية المتغيرة ردًّا على الصراع في أوكرانيا، يبدو من المرجح أن تختار أنقرة شن هجوم جديد في المناطق الواقعة على الضفة الغربية لنهر الفرات في سوريا ما لم تقدم قوات سوريا الديمقراطية تنازلات جدية لروسيا والنظام السوري في الفترة المقبلة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com