صحف عالمية: أوكرانيا تصارع الزمن لإنقاذ دونباس.. وروسيا تكسب معركة القمح
صحف عالمية: أوكرانيا تصارع الزمن لإنقاذ دونباس.. وروسيا تكسب معركة القمحصحف عالمية: أوكرانيا تصارع الزمن لإنقاذ دونباس.. وروسيا تكسب معركة القمح

صحف عالمية: أوكرانيا تصارع الزمن لإنقاذ دونباس.. وروسيا تكسب معركة القمح

تناولت أبرز الصحف العالمية الصادرة يوم الأحد، آخر تطورات الحرب في أوكرانيا، وسط حديث عن أن كييف "تصارع الزمن" لإنقاذ منطقة دونباس الشرقية التي تشهد معارك ضارية وتقدم روسي على كافة الجبهات.

وكشفت صحف أخرى أن روسيا انتصرت في "معركة السيطرة على القمح في العالم"، عن طريق إغلاق الموانئ الأوكرانية وإغلاق البحر الأسود، الأمر الذي يجعل موسكو هي المهيمن الأكبر على سوق المحصول الاستراتيجي.

وسلطت صحف الضوء على مخاوف دولية من أن روسيا قد تستخدم المساعدات السورية كـ"ورقة مساومة" للحصول على تنازلات من الغرب، وذلك من خلال تصويت مرتقب في مجلس الأمن في تموز/ يوليو المقبل بشأن استمرار فتح أحد ممرات الإغاثة إلى سوريا.

أوكرانيا "تصارع الزمن" لإنقاذ دونباس

ذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن أوكرانيا باتت في سباق مع الزمن لإنقاذ "دونباس"، حيث تهدد الضربات الروسية بقلب مجريات الحرب.

وقالت الصحيفة: "مع تراجع الدعم بين بعض الحلفاء الأوروبيين، يبدو أن كييف تطالب بأنظمة صاروخية متطورة لضرب خطوط الإمداد الروسية"، حيث يقول المسؤولون الأوكرانيون إنهم "بحاجة ماسة إلى أنظمة إطلاق صواريخ متعددة ومتحركة، معروفة بـ MLRS، أمريكية الصنع، لوقف التقدم الروسي في لوهانسك ودونيتسك".

وأضافت: "ستكون الصواريخ هذه قادرة على ضرب مواقع إطلاق نار وقواعد عسكرية وخطوط إمداد روسية على مدى يصل إلى 300 كيلومتر".

ونقلت الصحيفة عن القائد العام الأوكراني، الجنرال فاليري ألوغني، قوله: "نحن بحاجة إلى أسلحة تجعل من الممكن الاشتباك مع العدو لمسافات طويلة".

وأشارت إلى أن "الخلافات المستمرة في واشنطن قد أدت إلى إعاقة تسليم أنظمة MLRS، لأوكرانيا"، حيث حذر بعض مستشاري الأمن القومي للرئيس الأمريكي، جو بايدن، من أن تستخدم كييف الصواريخ لضرب أهداف داخل روسيا، وهو تطور قد يؤدي لتأجيج التوترات بين روسيا وحلف شمال الأطلسي الناتو".

وذكرت الصحيفة أن "موسكو، التي تدرك تماما قدرة أنظمة الصواريخ على تغيير قواعد اللعبة، أعربت مرارا عن اعتراضها على إمداد أوكرانيا بأسلحة متطورة".

وأضافت أن ذلك ظهر جليا في تصريحات أولجا سكابيفا، مقدمة البرامج التلفزيونية الحكومية الروسية المؤثرة التي تعكس آراء الكرملين، وقالت فيها: "إذا فعل الأمريكيون ذلك، فمن الواضح أنهم سيتخطون خطا أحمر"، محذرة من رد روسي "قاس للغاية".

ورأت "الغارديان" أنه حال تحدي واشنطن تحذيرات موسكو، فمن المتوقع أن تعلن لندن تزويد أوكرانيا بأنظمة صاروخية بعيدة المدى متطورة، حيث يبلغ مدى النسخة البريطانية من أنظمة "MLRS"، 84 كيلومترًا.

من جانبها، ذكرت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية أن "إدارة بايدن تميل نحو إرسال MLRS إلى أوكرانيا، لكنها لم تتخذ القرار بفعل ذلك".

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين بارزين في الإدارة، قولهما: "لم يوافق بايدن، ولا وزير الدفاع لويد أوستن، على الدفعة التالية من المساعدات لأوكرانيا، لكن نظام الإطلاق الصاروخي المتعدد المصنوع في الولايات المتحدة ونظام الصواريخ المدفعية العالي الحركة، قد يكونان جزءا من الحزمة".

ووفقا للمصادر، حذر أحد المسؤولين في الإدارة الأمريكية من أن "بعض الذخائر المتقدمة التي تطلقها أنظمة MLRS، يمكن أن تصل إلى 190 ميلا، ولكن لم يتم النظر في أسلحة ضاربة بعيدة المدى كجزء من الحزمة".

وأضاف المسؤولان، وفقا لـ"بوليتيكو"، أنه "بدلا من ذلك، تدرس واشنطن إمداد كييف بالصواريخ التي يمكن أن تصل إلى ما بين 20 لـ 45 ميلا تقريبا، أي أبعد من القذائف التي أطلقتها مدافع الهاوتزر M777 التي تصل إلى حوالي 15 ميلا".

وذكرت الصحيفة الأمريكية أنه من "المتوقع الإعلان عن حزمة مساعدات عسكرية وإنسانية جديدة الأسبوع المقبل"، موضحة أنها "الدفعة الأولى من حزمة الـ40 مليار دولار التي وافق عليها الكونغرس ووقعها بايدن، الأسبوع الماضي".

القمح.. أكبر مكاسب روسيا

ذكرت صحيفة "التايمز" البريطانية أن روسيا انتصرت في معركة "السيطرة على القمح في العالم"، حيث يعد المحصول الاستراتيجي هو أكبر مكاسب موسكو، في الحرب التي فشلت في تقسيم الغرب.

وقالت الصحيفة إن "حصار روسيا للموانئ على طول البحر الأسود أعاق منافسًا رئيسيًا في سوق الحبوب العالمية".

وأوضحت أن" أوكرانيا هي خامس أكبر مصدر للقمح، وقد أدى الحصار إلى ارتفاع الأسعار بنسبة 60% منذ بداية العام، فيما تعد روسيا أكبر مصدر للقمح في العالم، وقد استغلت الوضع، وباعت محصولها وبالسعر الأعلى".

وأضافت: "مع انخفاض صادرات القمح الأوكراني بنسبة 32% مقارنة بشهر نيسان/ أبريل، ارتفعت الصادرات الروسية بنسبة 18%، حيث تشير التقديرات إلى أن الخزانة الروسية جمعت 1.9 مليار دولار من ضرائب تصدير القمح هذا الموسم".

وتابعت: "كان الحصار مدمرا لأوكرانيا، التي تكسب حوالي 10% من ناتجها المحلي الإجمالي من خلال قطاع الأغذية والزراعة، حيث يمثل هذا القطاع حوالي 5% من الناتج المحلي الإجمالي لروسيا.. وقبل الحرب، كانت صادرات القمح والذرة الأوكرانية تنمو، بينما كانت الصادرات الروسية تنخفض".

ونقلت "التايمز" عن الرئيس التنفيذي لشركة "إيه جي فلو" لتحليل السوق الزراعية، نبيل مسيدي، قوله: "منذ ذلك الحين، ارتفعت هذه الأسعار بشكل صاروخي.. الخسارة في حجم الصادرات الأوكرانية تتطابق تقريبا تماما مع مكاسب روسيا، لذلك يمكن تفسير الأمر بدقة تامة على أنه تهميش منافس تجاري".

وقالت  الصحيفة: "يشترك البلدان في العديد من شركاء التصدير أنفسهم، الذين يقع معظمهم في شمال إفريقيا والشرق الأوسط، وفي مواجهة احتمال حدوث نقص في الغذاء، يلجأ الكثيرون إلى روسيا لتعويض النقص، وكانت مصر وإيران وتركيا أكبر المشترين، حيث ارتفعت الصادرات الروسية إلى تلك الدول بنسبة وصلت لـ500 %".

وكان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قد صرح الأسبوع الماضي، بأن "بلاده مستعدة للسماح لأوكرانيا بتصدير محاصيلها لتفادي أزمة غذاء عالمية، إلا أنه اشترط رفع العقوبات الغربية على موسكو.

المساعدات السورية.. مخاوف من "المساومة"

حذرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية من استخدام روسيا المساعدات السورية كـ"ورقة مساومة" في الحرب الأوكرانية، مما يهدد بلدانا في أوروبا بزيادة جديدة في عدد اللاجئين حال إغلاق موسكو آخر طرق قوافل المساعدات الإنسانية إلى سوريا".

وقالت الصحيفة: "لا يزال هناك طريق واحد مفتوح أمام القوافل الدولية التي تنقل الغذاء والماء والمساعدات الأخرى إلى أكثر من مليون سوري محاصرين بسبب الحرب الأهلية، لكن يحذر المسؤولون من أن روسيا قد تحاول إغلاقها أو استخدامها كورقة مساومة مع القوى العالمية في حرب أخرى".

وأضافت: "يرى دبلوماسيون وخبراء أن إغلاق الممر عند معبر باب الهوى، الحدودي مع تركيا، سيجبر آلاف الأشخاص على الفرار من سوريا، وأن ذلك سيؤدي لتفاقم أزمة اللاجئين في أوروبا والشرق الأوسط التي تعتبر بالفعل أكبر أزمة في العالم منذ الحرب العالمية الثانية".

وأشارت الصحيفة إلى أنه من المقرر أن يصوت مجلس الأمن - حيث تمارس روسيا حق النقض (الفيتو) - في تموز/يوليو المقبل، على ما إذا كان سيبقي طريق المساعدة مفتوحًا، لكنها اعتبرت أن "الممر يبدو عالقا بالفعل في ظل تداعيات الحرب بأوكرانيا والمصالح المتنافسة لروسيا والولايات المتحدة".

وقالت إنه باستخدام "الفيتو" في مجلس الأمن، ساعدت روسيا في إغلاق ثلاثة ممرات إنسانية أخرى إلى سوريا في 2020، ووافقت العام الماضي على الاحتفاظ بممر باب الهوى فقط، موضحة أنها دافعت عن إغلاق الطرق باعتباره ضروريا للحفاظ على سيادة سوريا ودفعت باتجاه توزيع المساعدات بموافقة حكومة الرئيس بشار الأسد، بدلا من الأمم المتحدة.

وأضافت: "تجري الآن حملة ضغط دولية للإبقاء على الطريق مفتوحا"، لكن 3 دبلوماسيين غربيين قالوا إن "روسيا بعثت بإشارات غامضة ألمحت فيها إلى أنها قد تحاول استخدام التصويت للحصول على تنازلات بشأن أوكرانيا".

وتابعت: "لم يصف الدبلوماسيون الإشارات بالتفصيل وصرحوا بأن موسكو لم تصل إلى حد ربط مصير الممر بالحرب في أوكرانيا.. لكنهم قالوا إنهم يعتقدون أن موسكو ستعتمد على الدول التي ستتأثر بشكل مباشر بموجة جديدة من اللاجئين للمساعدة في التهرب من العقوبات".

الأكثر قراءة

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com