صحيفة عبرية: الموقف الإسرائيلي متناقض بشأن الاتفاق النووي الإيراني
قالت صحيفة عبرية إن إسرائيل باتت في حيرة من أمرها إزاء دعم أو معارضة اتفاق نووي مع إيران، معربة عن اعتقادها أنها ستكون وحيدة في مواجهة إيران في غياب اتفاق.
وفي تقرير نشرته، يوم الجمعة، أوضحت صحيفة "هآرتس" أن إعادة إحياء الاتفاق النووي 2015 مع طهران تعد مرغوبة من جانب الدول الغربية بدعوى أن "اتفاق غير كامل أفضل بكثير من عدم وجود اتفاق"، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة أصبحت تتعايش مع حقيقة عدم وجود اتفاق نووي ووضع إيران على أنها "دولة عتبة نووية".
ورأت الصحيفة أن هذه ليست النتيجة التي كانت الولايات المتحدة تأمل فيها، لكنها نتيجة يمكن أن تتعايش معها، معتبرة أنه مع زيادة الموارد المخصصة لمواجهة الصين، ومع الاهتمام الحالي بأوكرانيا، لا تستطيع الولايات المتحدة، ولا ينبغي لها إنفاق رأس المال السياسي والسمعة على صفقة نووية مع إيران إذا كان الإيرانيون يريدون المماطلة.
وضع متناقض
وقالت الصحيفة: "هذا يترك إسرائيل في وضع متناقض، أو في مأزق إستراتيجي، اعتمادًا على الطريقة التي ستتصرف بها إيران.. فمن ناحية، تبدو إسرائيل رسميًا سعيدة بعدم وجود اتفاق، ومن ناحية أخرى يريد مسؤولو الدفاع الإسرائيليون اتفاقًا".
وأضافت: "أصبح النقاد يرون أن السياسة الإسرائيلية بشأن الاتفاق النووي تتأرجح، وأنها مليئة بالتناقضات والتغييرات، وليس هناك أي وضوح في السياسة تجاه إيران".
وأوضحت الصحيفة أن إسرائيل كانت ضد الاتفاق، ولكنها أيضًا عارضت انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي على الرغم من أنها دفعت واشنطن إلى الانسحاب، مضيفة: "الآن إسرائيل تعارض الاتفاق، ولكن أيضًا ضد عدم وجود اتفاق".
اتفاق سيئ
وقالت الصحيفة: "من الطبيعي أن تعارض إسرائيل اتفاقية مماثلة للاتفاق الأصلي الذي تعتبره سيئًا.. لكن إسرائيل تعارض أيضًا عدم التوصل إلى اتفاق".
وأضافت: "من المحتمل أن يؤدي الفشل في التوصل إلى اتفاق إلى ترك إسرائيل وحدها في مواجهة إيران... لا يوجد تحالف عربي- إسرائيلي حقيقي، والحديث عن جبهة إسرائيلية عربية لمواجهة إيران هو خيال إستراتيجي أكثر من كونه حقيقة عملية".
ووفقًا للصحيفة، يمكن القول إن "أعظم حماقات سياسة إسرائيل فيما يتعلق بالمسألة الإيرانية هي إضفاء الطابع الإسرائيلي على التهديد الإيراني.
ولفتت إلى أنه عندما كان بنيامين نتنياهو رئيسًا للوزراء، سعى إلى تحويل إيران إلى قضية إسرائيلية بشكل شبه حصري، ولم يتوقف عن القول: "إذا لم يتم إيقاف إيران، فإن العالم في خطر، وإسرائيل ستقود الطريق، ليس عن طريق التهدئة بل بالعزيمة".
وختمت الصحيفة بالقول: "عندما نقنع العالم، لا سيما الولايات المتحدة، أن إيران النووية تشكل خطرًا جسيمًا، وأن حيازة نظام ثيوقراطي ثوري أسلحة الدمار الشامل وصفة لكارثة، لا يمكنك معارضة أي اتفاق أو ترتيب يعالج هذا الخطر، وفي النهاية، سنبقى وحيدين ولن ينتبه لنا أحد".
