تقرير: اليابان تعود لسياسة "الردع" بسبب التهديد الصيني
تقرير: اليابان تعود لسياسة "الردع" بسبب التهديد الصينيتقرير: اليابان تعود لسياسة "الردع" بسبب التهديد الصيني

تقرير: اليابان تعود لسياسة "الردع" بسبب التهديد الصيني

قالت شبكة "سي أن أن" الأمريكية اليوم الأحد إن اليابان بدأت أخيرا في التخلي عن نهج التهدئة السلمي الذي انتهجته في أعقاب الحرب العالمية الثانية والتحول إلى سياسة الردع بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا وتصاعد التهديد الصيني.

ولفتت الشبكة إلى أنه في الشهر الماضي قدم أعضاء الحزب الحاكم في اليابان اقتراحًا برفع ميزانية الدفاع من 1% إلى 2%، بما يتماشى مع أعضاء حلف الناتو وتطوير "قدرات الهجوم المضاد".

وفي تقرير بعنوان "اليابان تتخلى عن نهج التهدئة مع تزايد الخطر الصيني" قالت الشبكة "تلك الخطوة تنذر بتغييرات كبيرة في الموقف السلمي لليابان، لكن طوكيو لا تستثمر فقط في الدفاع عنها، بل تستخدم الدبلوماسية لتقوية علاقاتها في المنطقة وخارجها".

وأشارت إلى أنه قبل اجتماع رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا مع الرئيس الأمريكي جو بايدن في طوكيو يوم الاثنين، يتوقع الخبراء أن ثالث أكبر اقتصاد في العالم سيعيد تقييم مقاربته للردع ويظهر نفسه كشريك موثوق به على المسرح العالمي.

وذكرت الشبكة أن اليابان قبل أكثر من 10 سنوات طرحت فكرتها عن "قوس الحرية والازدهار" الذي يمتد عبر المحيطين الهندي والهادئ ويستقطب الولايات المتحدة وأستراليا.

وفي عام 2007، أخبر رئيس الوزراء الياباني آنذاك شينزو آبي المشرعين الهنود أن "آسيا الأوسع" بدأت تتشكل، وناشد دلهي للعمل مع طوكيو "لرعاية وإثراء هذه البحار".

توحيد الحلفاء

وأوضحت الشبكة أن محاولات آبي كانت لتوحيد حلفاء المحيط الهادئ في الوقت الذي كانت فيه الصين تتفوق على اليابان كثاني أكبر اقتصاد في العالم، لافتة إلى أنه قبل فترة طويلة، كانت بكين تروج لمبادرة الحزام والطريق لتطوير طرق تجارية جديدة تربط الصين بالعالم.

ووفقا للشبكة، تؤكد الصين سيادتها على بحر الصين الجنوبي البالغ مساحته 1.3 مليون ميل مربع تقريبًا وقامت بتحويل العديد من الشعاب المرجانية والحواجز الرملية بعيدًا عن شواطئها إلى جزر اصطناعية محصنة بشدة بالصواريخ والمدارج وأنظمة الأسلحة.

وقالت الشبكة "كان المراقبون قلقين من أن التوسع الصيني قد يسمح لبكين في نهاية المطاف بالسيطرة على الممرات المائية في بحر الصين الجنوبي ما يهدد التدفق الحر للتجارة، ولهذا السبب في عام 2016، وسع آبي فكرته وقدم مفهوم المحيطين الهندي والهادئ الحر والمفتوح بحيث ستعمل البلدان والمنظمات ذات التفكير المماثل عبر جنوب شرق آسيا وأفريقيا على حماية منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وتريليونات الدولارات من البضائع التي تمر عبرها كل عام".

وقالت كليو باسكال، الخبيرة في شؤون منطقة المحيطين الهندي والهادئ في "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات" في واشنطن إن تلك البلدان كانت بطيئة في البداية في اللحاق بهذه الفكرة، مضيفة "كثير من الناس لم يعتقدوا أن هذه الفكرة يمكن أن تتحقق لأنهم افترضوا أن البحار ستكون مفتوحة وأن الناس سيكونون أحرارًا، لكننا الآن ندرك أن هذين الأمرين المتمثلين في الحرية والانفتاح هما في الواقع تحت التهديد".

توسع الصين

وبحسب الشبكة، من المتوقع أن يكون توسع الصين في المنطقة إحدى النقاط الرئيسة للمناقشة عندما يجتمع قادة المجموعة الرباعية في طوكيو الثلاثاء.

وأشارت الشبكة إلى أن جهود اليابان لتوحيد حلفائها الديمقراطيين أثمرت عندما اعتمدت الولايات المتحدة خطة المحيط الهندي والهادي في عام 2017؛ ما أعطى نفوذا إضافيا لهذا المفهوم إلى جانب الموارد والبرامج والشراكات الجديدة.

وقالت الشبكة "إن المحللين الآن يقولون إن الولايات المتحدة تتوقع أن تقوم اليابان بدور قيادي أقوى في المنطقة، وطوكيو تعلم أن هذا يعني أنها بحاجة إلى تكثيف دفاعاتها".

ونقلت الشبكة عن كين جيمبو، خبير الأمن القومي والأستاذ في جامعة كيو اليابانية قوله "تدرك اليابان أنها إذا اعتمدت فقط على الولايات المتحدة، فلن يحافظ ذلك حقّا على الثقة السياسية بين الجانبين".

ضرب العدو

وفي أواخر العام الماضي أعلن كيشيدا أن الحكومة تدرس خيارات لمنح اليابان القدرة على ضرب قواعد العدو، وفقا للشبكة التي أوضحت أنه منذ ذلك الحين، تكثفت الدعوات من داخل الحزب الحاكم في اليابان لتطوير "قدرات الهجوم المضاد" بالتنسيق مع الولايات المتحدة.

ورأت الشبكة أن هذه الخطوة ستؤدي إلى توسيع حدود دستور البلاد السلمي وفي الوقت ذاته ستزيد من قدرة طوكيو على الرد على الهجمات المحمولة والغواصات.

وقالت باسكال "اليابان تريد أن تكون قادرة على الدفاع عن نفسها في معركة، يوجد في البلاد شريحة قوية جدّا من السكان الذين لا يريدون الاعتماد على القوى الخارجية من أجل أن يكونوا قادرين على اتخاذ قرارات لا تضر بسيادة اليابان".

بدوره، قال جيمس براون، خبير العلاقات الدولية في "جامعة تمبل" الأمريكية "لا يزال الرأي العام الشعبي ينظر إلى اليابان على أنها دولة مسالمة لا ينبغي أن يكون لديها القدرة على مهاجمة الآخرين بل يجب أن يكون لديها فقط الوسائل الكافية للدفاع عن نفسها، لذا فإن هذا القلق جعل الحكومة تتحرك بشكل أبطأ في هذا الشأن".

وتابع "مع ذلك، يبدو أن الحرب في أوكرانيا تعمل على تغيير المواقف، إذ أظهر استطلاع حديث أجرته جامعة طوكيو أن 64% من 3000 شخص شملهم الاستطلاع يؤيدون تعزيز اليابان لقدراتها الدفاعية وهي أعلى نسبة منذ عام 2003".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com