لماذا فشلت روسيا في تحقيق التفوق في "حرب السماء" منذ غزو أوكرانيا؟
لماذا فشلت روسيا في تحقيق التفوق في "حرب السماء" منذ غزو أوكرانيا؟لماذا فشلت روسيا في تحقيق التفوق في "حرب السماء" منذ غزو أوكرانيا؟

لماذا فشلت روسيا في تحقيق التفوق في "حرب السماء" منذ غزو أوكرانيا؟

قالت شبكة "سي أن أن" الأمريكية، اليوم الجمعة، نقلا عن خبراء عسكريين، إن من بين أكبر المفاجآت التي واجهها الرئيس فلاديمير بوتين منذ أن قام بغزو أوكرانيا، الشهر الماضي، هي أن روسيا لم تكتسب التفوق الجوي بعد.

وأشارت إلى أنه على الورق فقط، تشير القوة العسكرية الروسية إلى أنه إلى جانب الانتصارات البرية السريعة، كان ينبغي للقوات الجوية أن تكون قادرة بسرعة على السيطرة في السماء.

وقالت: "عند الدخول في الصراع، لم تستطع روسيا حتى الآن رغم امتلاكها 1391 مقاتلة و948 مروحية عسكرية مقابل 132 طائرة و55 مروحية أوكرانية، تحقيق نوع الهيمنة الجوية المطلوبة للقضاء على المقاومة الأوكرانية".

ولفتت إلى أن ميزانية الدفاع الإجمالية لروسيا تبلغ 45.8 مليار دولار سنويا، أي ما يقرب من 10 أضعاف ميزانية أوكرانيا.

سوء الاستعداد

ويعتقد خبراء من أفراد القوات الجوية السابقين ومسؤولون حكوميون، أن فشل روسيا يرجع إلى مزيج من سوء الاستعداد من قبل موسكو، والاستخدام الذكي للموارد بناءً على المعلومات الاستخباراتية من قبل أوكرانيا والتبرعات المستهدفة بالأسلحة من الحلفاء الغربيين لأوكرانيا.

ونقلت الشبكة عن الجنرال ريهو تيراس، القائد السابق للقوات الدفاعية في أستونيا، قوله: "على حد علمي، كانوا قادرين على إنقاذ جزء كبير من قوتهم الجوية عن طريق تحريك الطائرات من المطارات قبل أن يدمرها الروس، بناءً على معلومات استخبارية قبل الهجمات".

واتفقت صوفي أنتروبوس، الباحثة في معهد "فريمان" للطيران والفضاء، والضابط السابق في سلاح الجو الملكي البريطاني مع ذلك الرأي، قائلة: إنه "في المراحل الأولى من الحرب، بدا أن أوكرانيا تتخذ خطوات ذكية تؤتي ثمارها الآن".

وتابعت: "لقد كانوا أذكياء من حيث أنهم لم ينشروا جميع مواردهم التي يمكن أن تسقط الطائرات الروسية... وربما أدى ذلك إلى شعور روسيا الزائف بالأمن، وتمكنت أوكرانيا من الاستمرار في الدفاع عن طائراتها أثناء وصول تعزيزات من الحلفاء".

ولفتت إلى أن "تلك التعزيزات تشمل أنظمة S-300 المضادة للطائرات وصواريخ ستينغر، وجافلين الأمريكية التي تمثل دفعة دراماتيكية لأوكرانيا".

بدوره، قال النائب مايك ماكول، العضو البارز في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي: "إن صواريخ S-300، روسية الصنع، تتمتع بقدرات ارتفاع أعلى من صواريخ ستينغر التي أرسلتها الولايات المتحدة أيضًا إلى أوكرانيا".

وأضاف أن "S-300 هي أنظمة عالية الارتفاع تشبه إلى حد ما بطارية صواريخ باتريوت لدينا، وهي نظام مضاد للطائرات... وحقيقة وجودها في أوكرانيا يعني أنها ستكون فعالة للغاية مستقبلا".

خطر على روسيا

وأشارت "سي أن أن" في تقريرها، إلى أن الجيش الروسي يبقى أكبر بكثير، وأن حلف "الناتو" غير راغب في المشاركة بشكل مباشر في الحرب أو إنشاء منطقة حظر طيران، وأنه "كلما طال أمد الحرب، زاد اعتماد أوكرانيا على حلفائها لتوفير الأسلحة الفتاكة".

وبينت أن مدة النزاع تعتمد بشكل كبير على مدى استعداد الرئيس بوتين لكسب الصراع، وما إذا كان يريد تكرار التكتيكات التي استخدمتها القوات الروسية لدعم الرئيس السوري بشار الأسد في الحرب الأهلية في بلاده.

وقالت انتروبوس: "هل هو على استعداد لتكرار ما حدث في حلب، وارتكاب فظائع واضحة جدًا لبقية العالم... لقد جاءت أسوأ أيام الحرب في سوريا بعد سنوات من الصراع، وللأسف كان الناس يولون اهتمامًا أقل بها... الصراع في أوكرانيا عمره ثلاثة أسابيع فقط".

ورأت انتروبوس أنه "إذا كان بوتين مستعدًا لتكرار أفعال قواته في سوريا، فسيكون ذلك مخاطرة أكبر بكثير لروسيا في أوكرانيا؛ بسبب الأسلحة المضادة للطائرات التي تمتلكها القوات الأوكرانية، وما يتم إمدادها به من أسلحة متطورة من قبل الدول الغربية".

وتابعت: "يجب على روسيا أن تفكر في المدى المتوسط والطويل... ما أعنيه هو أي مدى من حيث المعدات والأفراد هم على استعداد لخسارته على حساب المصالح الأخرى... الحقيقة أن بوتين وضع مقاتليه في هذا المستوى من الخطر، وإحراق الموارد الروسية أثناء القيام بذلك سيكون من الصعب للغاية تبريره".

الأكثر قراءة

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com