"ناشيونال إنترست": قمة بايدن من أجل الديمقراطية لن تجعل أمريكا أكثر أمانا
"ناشيونال إنترست": قمة بايدن من أجل الديمقراطية لن تجعل أمريكا أكثر أمانا"ناشيونال إنترست": قمة بايدن من أجل الديمقراطية لن تجعل أمريكا أكثر أمانا

"ناشيونال إنترست": قمة بايدن من أجل الديمقراطية لن تجعل أمريكا أكثر أمانا

رأت مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية، أن قمة الديمقراطية التي ستعقد في واشنطن، الأسبوع المقبل، بدعوة من الرئيس جو بايدن، ويشارك فيها مسؤولون من أكثر من 100 دولة، هي قمة ساذجة ولن تخدم مصالح الولايات المتحدة.

وأشارت في تقرير، أمس الخميس، إلى أنه في حين أن مسؤولي الإدارة الأمريكية قد يشعرون بأن لديهم أرضية أخلاقية عالية بتنظيم القمة، في 9 الشهر الجاري، فإن تأطير العلاقات الدولية بهذه الطريقة هو "أمر ساذج وخطير".

واعتبرت المجلة أنه يجب أن تخدم السياسة الخارجية للولايات المتحدة دائما، المصالح الفضلى للشعب الأمريكي، وأنه في بعض الأحيان يتطلب ذلك العمل مع الأنظمة البغيضة.

وقالت المجلة في تقريرها: "تتطلب القضايا العالمية، مثل منع انتشار الأسلحة النووية، ومكافحة الإرهاب العابر للحدود الوطنية، ومعالجة الأوبئة، والتخفيف من آثار تغير المناخ، وتعزيز التجارة العادلة، أن تتعاون الدول بغض النظر عن هياكلها السياسية الداخلية".

وأضافت أن "قرار إدارة بايدن بصياغة سياستها الخارجية على أساس أيديولوجي تحت شعار نحن مقابل هم، بدلا من السعي وراء المصالح الأمريكية الأساسية، مقدر له أن يقود إلى طريق يجعل الشعب الأمريكي أقل أمانا وأقل ازدهارا".

وأوضحت المجلة أنه "لسوء الحظ، فإن بايدن هو آخر رئيس أمريكي يرفع الأيديولوجية على المصالح"، مشيرة إلى أنه بعد أن خرجت منتصرة من الحرب الباردة كقوة عظمى وحيدة في العالم، فقدت الولايات المتحدة رؤيتها؛ ما ساعدها في النهاية على كسب هذا الصراع، وهي سياسة خارجية قائمة على المصالح".

وقالت: "بدلا من ذلك، ومع عدم وجود خصم في الأفق قادر على تحدي موقف الولايات المتحدة المهيمن، قامت الولايات المتحدة بحملة صليبية لإعادة تشكيل العالم على صورتها.. واعتقد صانعو السياسة الأمريكيون بحماقة، أن استخدام القوة العسكرية سيكون كل ما هو مطلوب لتحويل دول مثل أفغانستان والعراق وليبيا إلى ديمقراطيات ليبرالية".

وتابعت: "ليس من المستغرب أن تفشل هذه الجهود لهندسة مجتمعات الدول الأخرى؛ ما أدى إلى الفوضى والمعاناة الإنسانية، وتقليص أمن أمريكا وازدهارها ومكانتها في العالم".

ورأت المجلة أن التدخلات العسكرية الأمريكية الفاشلة في البلدان ذات القيمة الاستراتيجية الضئيلة، أدت إلى صرف انتباه الولايات المتحدة عن القضايا الأكثر إلحاحا، وأبرزها الصعود الاستثنائي للصين.

وأردفت: "لقد أدت عقود من السياسة الخارجية الأمريكية التي أسيئت إدارتها، والتي هدفت إلى نشر الديمقراطية والقيم الليبرالية بين السكان الذين ليس لديهم تاريخ أو اهتمام بهذه الطريقة في الحياة، إلى تآكل القوة النسبية لأمريكا في مواجهة الصين".

وأعربت المجلة عن اعتقادها بأنه على "بايدن أن يتعلم من التاريخ"، لافتة إلى أنه في فترة الأربعينيات تحالفت الولايات المتحدة مع الاتحاد السوفييتي الذي لم يكن بالضبط معقلا للديمقراطية الليبرالية، لهزيمة التهديد الأكبر لألمانيا النازية، وأنه بعد الحرب العالمية الثانية، ظل الاتحاد السوفييتي الدولة الوحيدة القوية بما يكفي لتهديد الولايات المتحدة.

واعتبرت أنه سيكون من غير الحكمة، أن تقيد الولايات المتحدة نفسها من خلال التعاون فقط مع الدول التي تشاركها قيمها ونظام الحكم.

ونبهت إلى أن الديمقراطية الليبرالية، هي أعظم أشكال الحكومة التي ابتكرتها البشرية، إلا أن العقود الثلاثة الماضية، أثبتت أن محاولة نشر هذا المثل الأعلى في الخارج بالقوة، يأتي بنتائج عكسية ومحكوم عليه بالفشل، بحسب المجلة.

وقالت إنه "بدلا من ذلك، يجب على الولايات المتحدة أن تكون مثالا يحتذى به في الداخل، مع الحفاظ على سلامة الأمريكيين من خلال السعي الحكيم وراء مصالحها الاستراتيجية في الخارج بصرف النظر عن الأيديولوجية، حيث سيكون الشعب الأمريكي مستفيدا بشكل أفضل من السياسة الخارجية التي تركز على المصالح الأمريكية الأساسية".

وأكدت المجلة في الوقت ذاته، على أن "دعوة قمة بايدن من أجل الديمقراطية، لن تفعل الكثير لتغيير ذلك".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com