تقرير: نجل أردوغان يقود خطة سرية لبناء جيل جديد من "الإخوان المسلمين" في تركيا

كشفت وثيقة داخلية تركية نشرها موقع رصد أوروبي متخصص عن "خطة سرية" اعتمدها الرئيس رجب طيب أردوغان عام 2016 لإنشاء جيل جديد من الشباب الأتراك يعتنق مبادئ الإخوان المسلمين، وذلك من خلال تزويد مساكنهم بجميع أنحاء تركيا بكتب مترجمة تتضمن ما يسمى بـ"الثقافة الجهادية" التي يروجها تنظيم الإخوان.

وأظهرت الوثيقة التي حصل عليها ونشرها مركز "نورديك مونيتور" الأوروبي - مقره ستوكهولم، أن الخطة السرية التي اعتمدها أردوغان، أوكل تنفيذها لمنظمة غير حكومية يديرها نجله بلال.

يقول التقرير إن الخطة السرية جرى تسليمها لاجتماع مغلق لمجلس إدارة مؤسسة شباب تركيا (Türkiye Gençlik Vakfı، TÜGVA) التي يديرها  بلال أردوغان، وتتلقى دعمًا ماليًّا وسياسيًّا سخيًّا من الحكومة.

الخطة بدأت 2016 وشملت 5000 شاب

وفي اجتماع الإدارة العليا الذي عقد في مقر TÜGVA بإسطنبول في الـ29 من نوفمبر 2016، قرر مديرو المؤسسة توزيع كتب ناشر إسلامي يروج منذ سنوات لأيديولوجية الإخوان المسلمين في تركيا.

والاجتماع الذي ترأسه رئيس مؤسسة "توغفا" آنذاك، إسماعيل إيمانت، وهو صديق مقرب لبلال، قام بتفويض عزام توران مدير المشتريات في المؤسسة، لضمان توزيع وتسليم كتب الناشر إلى كل مساكن الطلبة التي تديرها المؤسسة في كل أنحاء تركيا.

وحسب الوثيقة فإن الناشر - وهو دار الروضة Ravza - يبيع نسخًا مترجمة من كتب شخصيات إخوانية بارزة، مثل: حسن البنا، مؤسس جماعة الإخوان، والمنظرين الأيديولوجيين المشهورين سعيد حوى وسيد قطب والعديد من المنتسبين إلى شبكة الإخوان المسلمين.

وكانت دار الروضة تأسست عام 1989 من قبل مصطفى كاسدار، وهو مدرس سابق يبلغ من العمر 56 عامًا، لاستهداف الشباب في تركيا.

ويشير التقرير إلى أنه رغم التغيير المتكرر لتركيبة الشركة الرسمية التي تقف وراء علامة Ravza التجارية، إلا أنها ظلت في أيدي عائلة كاسدار حتى يومنا هذا، إذ إن سِجلها التجاري الحالي باسم عمر فاروق كسادار .

وتدير الشركة مواردها المالية من خلال المقرض الإسلامي شركة " تركي فايننس".

ويُقدر التقرير أن توزيع كتب الإخوان بالترجمة التركية من خلال مؤسسة "توغفا" استهدف 5000 طالب جامعي مسجلين في مساكن المؤسسة، حيث تعرضوا للتلقين الديني بما يتماشى مع أيديولوجية الإخوان.

وأشار إلى أن المؤسسة تمتلك 38 مسكنا في مختلف الولايات، وتتلقى ملايين الليرات التركية على شكل أموال حكومية بفضل الرعاية الثابتة لعائلة أردوغان. كما تم إطلاق مشاريع مماثلة من قبل منظمات أخرى تابعة للحكومة، حسب ما جاء في التقرير.

وأبرمت "توغفا" عقدًا وصفه التقرير بـ"المثير للجدل"، مع وزارة التربية الوطنية (MEB) لإجراء "أنشطة اجتماعية وثقافية ورياضية" في المدارس العامة تسمح لها بالوصول إلى 15.2 مليون طالب من مرحلة رياض الأطفال وحتى الصف الثاني عشر في تلك المدارس.

ورغم أن أحزاب المعارضة لجأت للمحكمة للطعن في العقد مع وزارة التربية، إلا أن الحكومة وقعت عقدًا جديدًا في الـ25 من فبراير 2021 ، متجاهلة قرار المحكمة الإدارية.

وبموجب شروط العقد، ترسل المؤسسة متحدثين إلى المدارس، وتنظم ورش عمل، وتدير معسكرات صيفية لجذب الطلاب الشباب إلى أيديولوجية الإخوان.

روابط مع ليبيا

ويوثق التقرير وجود مكتبة خاصة لمؤسسة "كاسدار" تقع  في حي "ايمينونو" بإسطنبول، وتتردد عليها شخصيات معروفة، ففي تشرين الأول/أكتوبر 2017 ، شوهد علي محمد الصلابي، وهو سياسي إخواني من ليبيا، يقف بجانب كسادار في مقر الشركة.

وأشار التقرير إلى أن "الصلابي" - أحد تلامذة يوسف القرضاوي - كان أحد الوسطاء الرئيسين الذين يوجهون الأسلحة والأموال إلى الجماعات الإسلاموية في ليبيا، وقد أدرجته بضع دول عربية عام 2017 في قائمة تتبّع الإرهابيين.